الإعلام الجديد والربيع العربي بمنتدى الجزيرة

جانب من الحضور الصحافة الالكترونية منتدى الجزيرة السابع
undefined

أحمد حموش-الدوحة

تعتبر شبكة "رصد" تجربة إعلامية حظيت باهتمام متميز منذ إنشائها بشكل رسمي يوم 24 يناير/كانون الثاني 2011، أي قبيل يوم واحد من اندلاع الثورة المصرية، إذ تعد أحد ملامح التطور الكبير الذي عرفه الإعلام الجديد والدور الذي أداه إبان اندلاع الربيع العربي.

ويقول مدير شبكة "رصد" عمرو فراج خلال لقاء نظمته الجزيرة نت حول "الإعلام الجديد والربيع العربي.. تقييم التجربة" السبت على هامش منتدى الجزيرة السابع، إن اقتحام المواطن العادي عالم الإعلام جاء استجابة لمتطلبات الواقع الذي عرف تواطؤ الإعلام الرسمي لصالح النظام القائم.

وأوضح أن هذه المبادرة مكنت من تسليط الضوء على أحداث مفصلية وقعت في مصر سواء أثناء أحداث الثورة وما شهده ميدان التحرير، مثلما سهلت مأمورية الإعلام التقليدي في نقل الحدث أولا بأول اعتمادا على ما قدمه له "رصد" وغيره من تجارب الإعلام الجديد.

وقد وصل عدد المتطوعين في العمل مع شبكة رصد إلى ثلاثمائة شخص، موزعين على مختلف محافظات مصر، وباتت تبث أخبارها حاليا بأربع لغات.

عنصر هدم
غير أن "صحافة المواطن" هذه لن تريح كثيرا أستاذ الإعلام بجامعة الشارقة د. الصادق الحمامي الذي شدد على أن الناشط في مجال وسائل التواصل الاجتماعي إذا لم يلتزم بالضوابط المهنية المعروفة فسيصبح عنصرا هداما لقيم بلده، وضرب المثال على ذلك بما يجري في تونس حيث اعتبر أن فيسبوك صار بعد الثورة أداة لتقويض الديمقراطية الوليدة، ووسيلة لتكريس الانقسام والاستقطاب الحاد بين أبناء المجتمع الواحد.

واعترف الحمامي في الوقت نفسه بأنه من الصعب عمليا إقناع الناشط في الإعلام الجديد بتبني قيم المهنية التي تؤطر عمل الإعلام التقليدي، الأمر الذي يزيد الوضع سوءا.

الحمامي:
من الصعب عمليا إقناع الناشط في الإعلام الجديد بتبني قيم المهنية التي تؤطر عمل الإعلام التقليدي

بدوره اتفق أستاذ التواصل بجامعة الشارقة محمد الأمين موسى على ضرورة أن يلتزم صحفيو الإعلام الجديد بمنظومة القيم المنظمة للعمل الإعلامي بشكل عام، وتحدث في هذا السياق عن ضرورة الالتزام بالصدق في الوصف، والعدل بين الخصوم، إلى جانب الحرص على المصداقية وترسيخ قيم الأمانة واحترام حق الآخر في إبداء رأيه.

واعتبر موسى تلك المحددات أمرا حيويا ليواصل الإعلام الجديد طريقه نحو الأهداف التي اختطها لنفسه من البداية، مؤكدا في الوقت نفسه أن توفر تلك الشروط جعل مؤسسة إعلامية عالمية مثل الجزيرة تسارع للاستفادة من خدمات الإعلام الجديد عندما تمت عرقلة عمل الصحفي التقليدي، مثلما حدث في سوريا ومصر حينما تم نشر صور ومقاطع فيديو برغم أنها لا تتوفر على الجودة المطلوبة.

ثمن باهظ
ولم يذهب الناشط الإعلامي السوري عضو  شبكة "شام" الإخبارية أحمد أبا زيد بعيدا عن هذا المعنى، حينما أشار في كلمته إلى صعوبة الحكم على كل تجربة إعلامية ضمن الإعلام الجديد بأنها سيئة ما دامت تحترم شروط المصداقية والأمانة في نقل الخبر، مؤكدا أن كثيرا من زملائه دفعوا حياتهم ثمنا لنقل الخبر كما هو من ميدان الحرب.

وحرص المشاركون بالندوة التي عرفت حضورا متميزا لضيوف ومتخصصين ومهتمين بالتطور الكبير الذي يعرفه مجال الإعلام الجديد، على إبداء آرائهم بشأن الموضوع، وذهبت مداخلاتهم وأسئلتهم في اتجاه ضرورة فك الاشتباك بين ما صار يعرف بالإعلام التقليدي ونظيره الجديد، وتكريس الرؤية التكاملية لدورهما معا في مواكبة الربيع الديمقراطي بعيدا عن الاستقطاب وتصفية الحسابات.

وأوضح الإعلامي الأردني باسل عكور أن الإعلام النزيه بكل ألوانه كان ضحية للنظام الشمولي الذي يحاول محاصرته إما بشكل مباشر عبر الحصار المالي أو التضييق الأمني، وإما بشكل ناعم من خلال استقطاب الأسماء البارزة ودفن إمكانياتها وطاقاتها في وظائف وامتيازات زائلة.

وتحدث بدوره عن: كيف كشف الربيع العربي عورات الإعلام الرسمي الذي ساهم من جانبه في تفجير طاقات الإعلام الجديد، بعدما رأى الناس أنهم في حاجة للحقيقة كما هي، وليس كما يراها الذين يحكمون البلد.

المصدر : الجزيرة