تغيير القيادة العليا لجيش الصومال

القائد السابق للجيش جنرال عبد القادر الشيخ علي ديني(يسار) يسلم مهمة قيادة الجيش للقائد الجديد جنرال طاهر آدم علمي(يمين) في مناسبة بوزارة الدفاع الصومالية أمس.
undefined

قاسم أحمد سهل-مقديشو

أجرت الحكومة الصومالية تغييرات في القيادة العليا للجيش الصومالي، إذ عُين بموجب مرسوم رئاسي الجنرال طاهر آدم علمي قائدا للجيش خلفا للجنرال عبد القادر الشيخ علي ديني الذي تولى هذا المنصب قبل عامين تقريبا.

كما عين المرسوم الجنرال عبد الرزاق خليف علمي قائدا للعمليات ونائبا لقائد الجيش مكان الجنرال عبد الكريم يوسف آدم الذي شغل هذا المنصب لأكثر من عامين.

يشار إلى أن القائد الجديد الجنرال طاهر آدم علمي هو من الضباط المخضرمين في الجيش الصومالي، وقد عاد من المهجر الذي عاش فيه طيلة سنوات الحرب الأهلية.

وقد أقيم الليلة الماضية احتفال لإعلان هذا التغيير في قيادة الجيش الصومالي في المقر الرئاسي بمقديشو بحضور الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء وقيادات الجيش وقيادة قوات الاتحاد الأفريقي.

الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود يتحدث في المناسبة (الجزيرة نت)
الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود يتحدث في المناسبة (الجزيرة نت)

إجراء معهود
وقال الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود في كلمة بالمناسبة إن التغيير في قيادات الجيش إجراء معهود بالنسبة للمؤسسات العسكرية في العالم، مشيدا بدور القائدين اللذين سلما مهمة قيادة الجيش "لبذلهما جهودا استثنائية في مرحلة حرجة كانت البلاد فيها في حالة حرب، وقدرتهما على بناء جيش يدافع عن وطنه". 

وأضاف أن "مسؤولية القيادة السابقة كانت محدودة وكان البلد في مرحلة إنقاذ وبهذا كان الجيش يناضل في معركة وجود أو لا وجود"، وأن "مسؤولية القيادة الجديدة التي تم تعيينها أوسع في المرحلة الجديدة التي دخل فيها الصومال والتي تتطلب جيشا قويا قادرا على مواجهة التحديات وإعادة هيبة الدولة ويحظى بثقة الشعب".

وحث الرئيس الصومالي القيادة الجديدة على خلق واقع جديد للجيش الصومالي يحترم من خلاله عناصر الجيش حقوق الإنسان، وقال "جيش لا يحترم حقوق الإنسان ليس جيشا"، كما حث القيادة الجديدة على منع تجنيد الأطفال في صفوف الجيش والذي خدش في شرف الحكومة الصومالية وجلب العار عليها في المحافل الدولية، حسب قوله.

وأشار الرئيس أيضا إلى ضرورة تركيز القيادة الجديدة على انضباط الجنود من الجيش الصومالي لكسب ثقة الشعب، وقال "تصوّر جنودا يفر منهم الشعب بدلا من أن يكونوا ملجأ لهم، لا نقبل أن نسمع جنديا يقوم بسطو مسلح أو يأخذ ممتلكات الناس في الطرق أو يقوم باغتصاب. نحن نريد من القيادة الجديدة القيام بكل ما يلزم لمحو هذه التصرفات التي تسيء إلى شرفنا".

رئيس الوزراء الصومالي عبدي شردون أثناء إلقاء كلمته في الاحتفال (الجزيرة نت)
رئيس الوزراء الصومالي عبدي شردون أثناء إلقاء كلمته في الاحتفال (الجزيرة نت)

تغيير مساير
ومن جانبه قال رئيس الوزراء الصومالي عبدي فارح شردون -الذي تحدث أيضا في المناسبة- إن التغيير الذي أجري في قيادة الجيش الصومالي يساير جهود التغيير الجارية في البلاد.

وأكد أن التغيير "لن يتوقف عند هذا الحد وسيشمل في الأوقات القادمة القيادات في القوات الحكومية الأخرى"، في إشارة على ما يبدو إلى قيادات الشرطة وجهاز الاستخبارات.

وأوضح شردون أن تعيين القيادة الجديدة للجيش الصومالي يتزامن مع رفع مجلس الأمن الدولي حظر استيراد الأسلحة عن الصومال لمدة عام، الأمر الذي اعتبره نجاحا تاريخيا يحسب لحكومته، غير أنه أكد أن العالم يراقب هذا الأمر وأن على القيادة الجديدة ضبط السلاح الذي تحصل عليه الحكومة ومنع وقوعه في أيدي خاطئة.

جثث
على صعيد آخر عثر في مناطق متفرقة من مقديشو في اليومين الماضيين على نحو سبع جثث قتل أصحابها رميا بالرصاص.

وتحدثت وسائل الإعلام المحلية عن أن بعض الجثث تعود إلى رجال عرضهم جهاز الأمن الحكومي على الصحافة مؤخرا على أنهم عناصر من حركة الشباب المجاهدين قبض عليهم في عمليات أمنية نفذها الجهاز في مناطق مختلفة من العاصمة.

وقد عثر يوم أمس على أربع جثث تبدو عليها آثار الرصاص في المناطق العلوية من أجسامهم وهم مكبلون من الأيدي في منطقة جوبتا بحي داينيلي بجنوب العاصمة.

محمد أفرح يتحدث للصحافة بجوار سيارة تحمل جثة ابن أخيه (الجزيرة نت)
محمد أفرح يتحدث للصحافة بجوار سيارة تحمل جثة ابن أخيه (الجزيرة نت)

وقال محمد أفرح -وهو عم عبد المجيد علي صلاد الذي كان من ضمن الذين عثر على جثثهم أمس- في حديث للصحفيين إن ابنهم اعتقلته القوات الحكومية قبل أيام قليلة وإنهم فوجئوا أمس بقتله ورمي جثته في حي داينيلي. 

ووصف أفرح ذلك بفضيحة ارتكبتها القوات الحكومية، وقال "لا أقول إن عبد المجيد لا ذنب له لكن الأمر غير المقبول هو أن يقتل شخص كان معتقلا لدى الحكومة من دون محاكمة وترمى جثته في الأحياء".

ومن جانبها حملت حركة الشباب المجاهدين الحكومة الصومالية وقواتها مسؤولية ما حدث. 

وذكر المتحدث باسم الحركة في مؤتمر صحفي أن المقتولين كانوا طلابا وتجارا تعمدت القوات الحكومية اقتيادهم من السجون وقتلهم عندما لم يدفعوا فدية مقابل إطلاق سراحهم، غير أن الحكومة لم تعلق بعد على هذا الأمر الذي أصبح حديث الناس في اليومين الماضين.

المصدر : الجزيرة