حرب الإشاعة تستهدف رئاسة مصر وجيشها

تعين عبد الفتاح السيسي وزيراً للدفاع وقائداً عاماً للجيش بعد ترقيتة إلى رتبة فريق أول
undefined
 
أنس زكي-القاهرة

وسط الصخب السياسي الذي تعج به مصر حاليا، راجت شائعات تتحدث عن إقالة الرئيس محمد مرسي  لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، لكن الرئاسة والجيش نفياها في آن واحد، بينما اعتبر محللون أنها محاولة للوقيعة بين الرئاسة والجيش، ولم يستبعد البعض أن تكون بمثابة بالون اختبار.

ونفى المتحدث الرسمي باسم الرئاسة ياسر علي هذه الشائعة بقوة، وأكد أنه لا توجد أي مشكلة بين مؤسسة الرئاسة والقوات المسلحة، مشيرا إلى أن هناك من يريد "إثارة البلبلة".

من جانبه قال المتحدث باسم القوات المسلحة إن المؤسسة العسكرية "تابعت ما نشرته مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام وما تلا هذا النشر من تعليقات أدلى بها البعض، لكن المؤسسة لا تتعامل مع مثل هذه الشائعات وتدرك حجم مخاطرها، وتهيب بالجميع توخي الدقة والحذر عند التعامل مع الموضوعات المتعلقة بالقوات المسلحة، وذلك حفاظا على الأمن القومي المصري".

اللواء عادل سليمان: 
هذه الشائعات تهدف إلى استفزاز الجيش وإحداث حالة من التوتر لعلها تعجل برحيل الرئيس مرسي

استفزاز
وكانت صحيفة "المصري اليوم" قد نقلت عن من وصفته بأنه "مصدر عسكري" أن ما تردد حول إقالة رئيس الجمهورية لوزير الدفاع أثار حالة من الاستياء لدى ضباط وكبار قادة القوات المسلحة الذين أكدوا رفضهم وغضبهم من مثل تلك الشائعات التي تنال من المؤسسة العسكرية.

ويعتقد الخبير العسكري اللواء عادل سليمان أن هذه الشائعات "تهدف إلى استفزاز الجيش وإحداث حالة من التوتر لعلها تعجل برحيل الرئيس مرسي"، مضيفا أن القوات المسلحة "ليست راغبة في تكرار التجربة السياسية المريرة التي عاشتها طوال الفترة الانتقالية التي أعقبت تنحي الرئيس المخلو حسني مبارك".
 
ومن جانبه يرى المحلل السياسي سليم عزوز أن الشائعة الأخيرة "ما هي إلا محاولة جديدة من جانب بعض المحسوبين على المعارضة أو فلول النظام السابق من أجل خلق أزمات لعرقلة مؤسسة الرئاسة، بعدما فشلت الجولة الأولى من هذه المحاولات والتي تمثلت في محاصرة قصر الرئاسة وقذفه بالزجاجات الحارقة".

وقال عزوز للجزيرة نت إن الجهة التي تقف وراء مثل هذه الشائعات "تريد خلق أزمة في السلطة، كما تهدف إلى تحريض الجيش وقادته بالترويج لمؤامرة مزعومة عليهم من جانب الرئاسة"، مشيرا إلى أن إقالة وزير الدفاع ربما لا تسبب مشكلة كبيرة في الجيش، لكن المؤثر هو محاولة هؤلاء إثارة غضب الجيش عبر الإيحاء بأن الرئاسة تستهين به وبقادته.

 سليم عزوز:
الواضح أن وسائل إعلام معينة تحرص على ترويج هذه الشائعات، وهي نفس الوسائل التي كانت تساند المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الفريق أحمد شفيق الذي كان رئيسا لآخر الحكومات في عهد مبارك

تحريض
وتابع عزوز "من الواضح أن وسائل إعلام معينة تحرص على ترويج هذه الشائعات، وهي نفس الوسائل التي كانت تساند المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الفريق أحمد شفيق الذي كان رئيسا لآخر الحكومات في عهد مبارك".

ويؤكد أن مثل هذه المحاولات "لن تنجح لعدة أسباب، أولها أن المؤسسة العسكرية تعلم تماما أن فكرة الانقلاب ليست مقبولة داخليا ولا خارجيا، وثانيها أن تجربة تولي المجلس العسكري للسلطة كانت سلبية ونالت من هيبة الجيش عندما خرجت الجماهير تهتف بسقوط حكم العسكر، وثالثها أن الجيش المصري ليس انقلابيا بطبيعته".
 
في المقابل فإن العديد من الأصوات -خصوصا المحسوبة على المعارضة- تعتقد بأن شائعة إقالة السيسي هي في الأغلب بالون اختبار من جانب الرئاسة تمهيدا لاتخاذ هذه الخطوة، وهو ما يبرره الصحفي المعارض مصطفى بكري بأن جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس ربما ترغب في إزاحة السيسي لأنه يقف أمام محاولاتها "لأخونة الجيش".

ويرجح الخبير العسكري اللواء محمود زاهر أن تكون هذه الشائعات "ضمن محاولات من جماعة الإخوان المسلمين لصرف الأنظار عن تراجع شعبية الرئيس مرسي والإخوان عموما، بعدما مرت الأشهر الأولى للحكم دون إنجازات حقيقية بل وبكثير من الأزمات".

وأشار زاهر إلى شائعات مشابهة راجت في الفترة الأخيرة ويرى أن الهدف منها جميعا هو الانتقاص من مكانة القوات المسلحة لدى الشعب المصري، فضلا عما شهدته الأيام الأخيرة من هجوم لبعض المتظاهرين على مقر وزارة الدفاع.

المصدر : الجزيرة