من المستفيد من محاكمة مرسي؟

أنصار مرسي يرفعون شعار رابعة امام مقر محاكمته ويتوعدون قادة الانقلاب
undefined

 عبد الرحمن أبو الغيط-القاهرة

لم يكن غريبا أن تنقسم ردود فعل الشارع المصري بشأن محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي فكما اختلف المصريون على قانونية المحاكمة من عدمها، انقسموا كذلك على من الرابح ومن الخاسر في هذه الجولة من الصراع الدائر في مصر.

وبينما اعتبر أنصار الشرعية وقائع المحاكمة انتصارا لهم، حيث رأوا في صمود مرسي رسالة للعالم أنه ما زال الرئيس الشرعي للبلاد، يؤكد معارضوه أن مجرد ظهوره في القفص يعني نهاية حقبة  الإخوان المسلمين وبداية فصل محاكمتهم.

ويؤكد القيادي في حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان، حمزة زوبع أن محاكمة مرسي "باطلة من أساسها، وكان الهدف إهانة الشرعية، لكنها تحولت إلى محاكمة للانقلاب والانقلابين، الذين صدموا من صمود الرئيس". وتوقع ألا تستمر هذه المحاكمة طويلا، قائلا للجزيرة نت "يقيني أن الشرعية ستعود، وسيندثر الانقلاب قبل أن تنتهي فعاليات هذه المحاكمة".

‪زوبع: الشرعية ستعود‬ (الجزيرة)
‪زوبع: الشرعية ستعود‬ (الجزيرة)

صامدون
وأضاف زوبع "العالم كله أكد أن أبناء جماعة الإخوان المسلمين، لا يهابون السجن ولا القتل ولا يسعون للسلطة، لكنهم متمسكون بالشرعية من أجل مصلحة الوطن، الذين عانوا من الظلم والقهر والتجويع على مدى عدة عقود بسبب الحكم العسكري".

في المقابل، يرى الناشط السياسي جورج إسحاق، أن مشهد المحاكمة "كان سيئا للغاية، لأن مرسي أهان القضاء والقوات المسلحة وهتف داخل محبسه في مشهد غريب".

وفي إشارة لمرسي والرئيس المخلوع حسني مبارك  قال إسحاق في تصريحات صحفية "وقوف رئيسين خلف القضبان يدل على أن مصر في طريقها لبناء دولة القانون، وأن من يخطئ سيحاكم مهما كان منصبه".

أما حزب التجمع اليساري فيرى في محاكمة مرسي "دليلا على أننا نعيش في ظل دولة القانون، بالإضافة إلى أنها تدل على فشل الإخوان في عرقلة إقامة المحاكمة وترويع الرأي العام".

وأضاف الحزب في بيان له "مثول المتهمين أمام قاضيهم الطبيعي، بمحكمة الجنايات هو خير مثال على قانونية المحكمة"، مشددا على أن الإخوان "يسعون إلى إشعال البلاد وجرها إلى حرب أهلية، لكن الشعب سيصمد أمام هذه المحاولات الإرهابية".

حزب التجمع:
 محاكمة مرسي دليل على أننا نعيش في ظل دولة القانون، بالإضافة إلى أنها تدل على فشل الإخوان في عرقلة إقامة المحاكمة وترويع الرأي العام

تمثيلية
بدوره اعتبر عمرو شحاتة -عضو "حركة شباب ضد الانقلاب"- محاكمة مرسي "مجرد تمثيلية هزلية، أراد الانقلابيون بها تجميل وجههم القبيح، بإيجاد مخرج لاعتقال الرئيس وحبسه بعد تعدد المطالبات الداخلية والدولية بالإفراج عنه".

وأضاف في تصريح للجزيرة نت "محاكمة الرئيس مرسي، أعطت زخماً ثوريا كبيرا في الشارع المصري لتواصل الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الانقلاب وعودة الشرعية، خاصة مع ظهور الرئيس بهذة القوة والصمود".

وتابع "موقفنا كشباب هو موقف كل المصرين الأحرار المدافعين عن حريتهم، بمساندة الدكتور مرسي، بكل قوة وسلمية حتى التخلص من النظام العسكري"، مشيرا إلى أن مرسي تحول إلى أيقونة من أيقونات الصمود لدى الشعب المصري وأحرار العالم.

من جانبها أكدت "حركة شباب 6 أبريل" أن محاكمة الرئيس المعزول لن تكون حقيقية، ما دام وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين لم يعاقب. واعتبر المنسق العام للحركة عمرو علي أن رفض مرسي، ارتداء ملابس الحبس الاحتياطي والتوقيع على أوراق المحاكمة "دليل على عدم اعترافه حتى الآن بموجة الثورة الثانية التي حدثت في 30 يونيو/حزيران الماضي".

وانتقد المتحدث السابق باسم الحركة محمد عادل، منع إذاعة جلسة محاكمة مرسي، كما حدث مع الرئيس المخلوع مبارك، مشيرا إلى أن من عزلوا مرسي "خائفون من أن يسمع الشعب ما سيقوله في المحاكمة".

المصدر : الجزيرة