سول وطوكيو تتحديان منطقة الدفاع الصينية

Senkaku, Okinawa, JAPAN : This photo taken on October 13, 2011 shows a P-3C patrol plane of Japanese Maritime Self-Defense Force flying over the disputed islets known as the Senkaku islands in Japan and Diaoyu islands in China, in the East China Sea. Japanese military and paramilitary planes have flown through China's newly declared air zone without any resistance from Chinese jets, an official and a report said on November 28, 2013. AFP PHOTO / JAPAN POOL via JIJI PRESS JAPAN OUT
undefined
حلقت طائرات عسكرية كورية جنوبية ويابانية فوق منطقة الدفاع الجوي التي أعلنتها بكين في بحر شرق الصين، ولم يصدر عن السلطات الصينية أي رد فعل، الأمر الذي اعتبرته صحف صينية تباطؤا في الرد على "التحدي".

وأكد الجيش الكوري الجنوبي اليوم الخميس أن طائراته حلقت الثلاثاء في منطقة الدفاع الجوي بدون إبلاغ الصين، وأن التحليق كان في إطار تدريب عسكري دوري حول منطقة صغيرة تابعة لكوريا الجنوبية تحمل اسم إيودو وشكلت مصدر توتر دبلوماسي باستمرار مع الصين.

ومن الجانب الياباني، صدر إعلان مماثل عن الناطق باسم قوات خفر السواحل ياسوتاكا نوناكا الذي قال "لم نغير عملياتنا العادية للدوريات في هذه المنطقة، ولم نبلغ الصين بخطط رحلاتنا". وأضاف "لم نواجه أي مطاردة صينية".

 
وقد رفضت الولايات المتحدة واليابان وعدة دول بالمنطقة الخطوة الصينية الأحادية الجانب بفرض منطقة دفاع جوي تشمل أجواء جزر سنكاكو التي تتنازع السيادة عليها مع اليابان. وكانت اليابان قد اشترت ثلاث جزر من جزر الأرخبيل من مالكها ووضعتها تحت إدارة الدولة.

وقد تعهدت الولايات المتحدة بدعم حليفتها اليابان في نزاعها مع الصين حول الجزر في بحر شرق الصين، في حين اتهم مسؤولون بالإدارة الأميركية بكين بإثارة قلق جيرانها بإعلانها الجزر المتنازع عليها منطقة دفاع تحت سيادتها، وأعلنوا أن جو بايدن نائب الرئيس الأميركي سيبحث القضية أثناء زيارته العاصمة الصينية الأسبوع المقبل.

وأكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل لنظيره الياباني، في مكالمة هاتفية أمس، أن معاهدة الدفاع بين الولايات المتحدة واليابان تغطي مجموعة الجزر الصغيرة المتنازع عليها والمعروفة باليابان باسم سنكاكو، وفي الصين باسم دياويو، وأشاد بما سماه "ممارسة طوكيو ضبط النفس".

وجاء تحليق الطائرات الكورية الجنوبية واليابانية بعد إعلان مسؤولين أميركيين أن قاذفتين من طراز بي-52 حلقتا بالمنطقة المثيرة للجدل الاثنين، موضحين أن الطائرتين اللتين لم تكونا مجهزتين بسلاح قامتا بمهمة بدون تبليغ مسبق للسلطات الصينية بمسار رحلتهما.

وأكد مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية طالبين عدم كشف هوياتهم أن الطائرتين من طراز بي-52 ولم تلتقيا بطائرات صينية. وأوضح المسؤولون أن الطائرتين أقلعتا من قاعدة غوام في رحلة تدريبية روتينية كان "مخططا لها منذ فترة طويلة".

وعبرت الصحف الصينية الرسمية اليوم الخميس عن أسفها لأن بكين تباطأت في الرد على "التحدي" الذي قامت به واشنطن بإرسالها قاذفتين لتحلقان فوق منطقة الدفاع الجوي، إلا أنها أبدت ثقتها بقدرات البلاد الدفاعية والجوية.

"سلوك منحرف"

اليابان اشترت ثلاثا من جزر أرخبيل سنكاكو ووضعتها تحت إدارة الدولةرويترز
اليابان اشترت ثلاثا من جزر أرخبيل سنكاكو ووضعتها تحت إدارة الدولةرويترز
وأكدت غلوبال تايمز أن الولايات المتحدة تبنت "سلوكا منحرفا" يندرج في إطار "حرب للرأي العام موجهة ضد بكين".

وأضافت الصحيفة المرتبطة بالحزب الشيوعي الحاكم أن "الصين لم تتمكن من الرد بشكل مناسب خلال مهلة مرضية لذلك وصلنا سيل من التعليقات السلبية عن المنطقة الجوية الجديدة".

 
وطالبت غلوبال تايمز بإصلاح آلية الدولة "للعلاقات العامة لتتمكن من تجاوز المعارك النفسية التي تشنها واشنطن وطوكيو".

وكانت بكين أعلنت أمس أنها قامت بعملية "مراقبة" مستمرة لقاذفتين أميركيتين من طراز بي- 52، وذكرت وزارة الدفاع أن "الجيش الصيني راقب مجمل مسار (رحلة القاذفتين) وقام خلال فترة مناسبة بالتعرف (على الطائرتين) وتبيان أي نوع من الطائرات الأميركية هما".

وأضافت الوزارة، في بيان أرسل بالفاكس إلى وكالة الصحافة الفرنسية، أن "الصين تملك القدرة للقيام بمراقبة فعالة لمجالها الجوي".

وكانت الصين أعلنت من جانب واحد السبت منطقة الدفاع الجوي فوق بحر شرق الصين بمنطقة تشمل جزر سنكاكو الأرخبيل الخاضع إداريا لليابان.

ورفضت كل من طوكيو وسول طلب الصين أن تقدم كل الطائرات التي تعبر المنطقة مساراتها الجوية وتفاصيل عن هويتها.

ورأى البيت الأبيض هذه الخطوة بأنها "تصعيدية" فيما اشتدت اللهجة بين طوكيو وبكين، واستدعت كل منهما سفير البلد الآخر.

وأعلنت أستراليا من ناحيتها الثلاثاء أنها استدعت السفير الصيني للاحتجاج على هذا التدبير الجديد من قبل بكين التي تثير أطماعها البحرية قلقا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وصدر آخر ردود الفعل من العاصمة الفلبينية مانيلا، حيث عبر وزير الخارجية ألبرت ديل روزاريو عن قلقه من احتمال سيطرة الصين على الأجواء بالمنطقة المتنازع عليها في بحر جنوب الصين.

المصدر : الفرنسية