الأونروا تعدل خارطة مساعداتها بغزة

الأونروا حرمت 9500 أسرة لاجئة من مساعدات غذائية بدعوى تحسن وضعها المعيشي
undefined

 ضياء الكحلوت-غزة

كان إياد فايز لبد من مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة واحداً من آلاف اللاجئين المستفيدين من مساعدات غذائية توزعها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" كل عدة شهور، ورغم أنها لم تكن تسد الحاجة إلا أنها كانت عاملاً مساعداً وفق قوله.

لكن إياد (40 عاماً) -المعيل لأسرة من خمسة أفراد أكبرهم يدرس في الجامعة- تلقى رسالة على هاتفه النقال تبلغه بوقف هذه المساعدة الغذائية التي يطلق عليها اللاجئون اسم "الكابونة"، في إجراء وصفه "بالظالم".

وقال لبد للجزيرة نت إنه عاطل عن العمل، وليس له دخل ثابت، ورغم ذلك قطعت الأونروا المساعدة عنه، مشيراً إلى أنه قدم طلباً لها لإعادة فحص حالة أسرته المعيشية لتغيير قرارها، وهو إجراء يقوم به المتضررون من قرارها بإنهاء مساعداتهم الغذائية.

حال صعب
وحال إياد لبد يشابه حال نحو 9500 لاجئ من قطاع غزة، قطعت الأونروا عنهم المساعدة الغذائية بدعوى تحسن ظروفهم المعيشية، رغم أنها تقول إنها أضافت لبرنامج توزيع الغذاء أسماء لاجئين آخرين لم يكونوا مستفيدين قبل ذلك.

إياد لبد قُطعت عنه المساعدة (الجزيرة)
إياد لبد قُطعت عنه المساعدة (الجزيرة)

أما حسام بعلوشة من نفس المخيم فقصته مع المساعدة الغذائية مختلفة، إذ إنه في السابق كان يتلقى مساعدة غذائية مضاعفة عن الحصص العادية، لكن الأونروا قلصتها إلى المساعدة العادية، رغم أن ظروفه لم تتحسن وفق ما قال للجزيرة نت.

وأشار بعلوشة إلى وجود "ظلم كبير على اللاجئين نتيجة تصرفات الأونروا الأخيرة" مؤكداً أنه من المفترض أن تقدم الأونروا كل المساعدة للاجئين، لأنها وجدت من أجل مساندتهم حتى عودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها.

رسائل احتجاج
من جهته، أكد رئيس اللجان الشعبية للاجئين في قطاع غزة معين أبو عوكل أنهم توجهوا برسائل احتجاجية إلى مدير عمليات الأونروا على هذه التصرفات، التي قال إنها تزيد من معاناة اللاجئ في ظل الحصار المفروض.

وأشار أبو عوكل في حديث للجزيرة نت إلى أنه "مرفوض في ظل الحصار واستمرار المعاناة أن يجري تقليص المساعدات عن اللاجئين، والأصل أن الأونروا تُشعر اللاجئين بالحنان وتزيد من هذه المساعدات لهم".

وبين أن الأونروا "قطعت الوجبة الغذائية اليومية التي كانت تقدمها للطلاب في مدارسها إضافة للمبلغ المالي الذي كانت تعطيه للطالب في بداية العام"، مؤكداً أن عملها بشكل عام يشهد تراجعاً. وشدد أبو عوكل على أن الأونروا مطلوب منها أن تعمل من أجل اللاجئ الفلسطيني، وأن تقدم له كل الدعم وسبل الراحة، وأن تبتعد عن المشاريع التي تظهر اللاجئ الفلسطيني وكأنه يعيش في حالة رفاهية.

أبو حسنة: الأونروا شطبت أسراً مستفيدة لكنها أضافت أخرى بحاجة للمساعدات (الجزيرة)
أبو حسنة: الأونروا شطبت أسراً مستفيدة لكنها أضافت أخرى بحاجة للمساعدات (الجزيرة)

شطب وإضافة
على الجانب الآخر، ذكر المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة أن ما حدث مع العائلات الـ9500 ليست له علاقة بالأزمة المالية التي تعيشها الأونروا، والتي قال إن هناك عجزاً في موازنتها العامة بنحو 55 مليون دولار حتى نهاية العام الجاري.

وبين أبو حسنة للجزيرة نت أن "الأونروا وجدت أن هذه العائلات تحسنت ظروفها الحياتية بعد أن أجرت مسحاً للفقر مؤخراً"، موضحاً أن هذا المسح كشف وجود 5400 عائلة في حالة العوز ولا تتلقى مساعدة من الأونروا وقدمت لهم المساعدات الغذائية.

وأشار إلى أن مسح الفقر كشف وجود 4000 أسرة تتلقى مساعدات عادية فقررت الأونروا زيادتها، مؤكداً أن المنظمة الدولية فتحت باب الاعتراض من الأسر التي تجد أنها مظلومة من هذه القرارات وستتم مراجعة ملفاتها.

المصدر : الجزيرة