حماة تحتفي بالعيد رغم الألم
لم يستطع أبو محمد التعالي على لوعة الفراق الأبدي في أول أيام عيد الأضحى، فدخل في نوبة بكاء حادة بعد أداء الصلاة في مسجد بوسط مدينة حماهة السورية.
وعند استفسار المصلين له، أجاب الرجل بأن أجواء العيد وشعائره ذكّرته بولده الذي خطفته يد المنون على أيدي جنود وشبيحة النظام السوري عقب اندلاع الثورة قبل أكثر من عامين.
لكن حالة أبو محمد ليست غريبة في مدينة حماة، فبسبب الحرب أثكلت آلاف الأمهات ووزعت صفات اليتم والترمل على العديد من السكان، وفقا لمنظمات حقوق الإنسان.
تخليد العيد
بيد أن الحزن المطبق على المحافظة المحاصرة من قبل النظام، لم يمنع الناس من الاحتفاء بالعيد حيث أدوا الصلاة في المساجد, وتبادل الأهالي التهاني والتبريكات.
وفي جولة للجزيرة نت بشوارع المدينة، بدا أن فرحة الأطفال تغلبت على مظاهر الحرب والقهر الماثلة في كل الأحياء.
ورغم قتامة الوضع الإنساني وشح الإمكانيات المالية، فقد حرص كثيرون على شراء الأضاحي وذبحها في أول أيام العيد.
ويلاحظ نشطاء بالمدينة أن شراء الأضاحي شهد انخفاضا عن الأعوام السابقة بنسبة 20%، نظرا لارتفاع أسعارها، حيث بلغ ثمن الأضحية خمسين ألف ليرة سورية (295 دولارا) وهو ما يعادل رواتب ثلاثة موظفين.
ويقول مركز حماة الإعلامي إن الأهالي يستقبلون العيد في ظل الخوف من المداهمات، وخصوصا بالنسبة للعائلات التي يلاحق النظام السوري أبناءها.