خروف العيد يشغل بال السودانيين

سوق لخراف الأضاحي بالخرطوم
undefined

محمد طه البشير-الخرطوم

الأضحية أو خروف العيد مثار اهتمام السودانيين هذه الأيام مع الارتفاع في الأسعار نتيجة قرارات رفع الدعم عن الوقود الأخيرة، يضاف إليها ارتفاع مدخلات الإنتاج من عمالة ونقل وغيرها. كل ذلك في ظل غياب بديل حقيقي لتوفير الأضاحي بأسعار ميسورة وعلى نطاق واسع.

وأظهر كاريكاتير نشرته إحدى الصحف خروفا ممسكا بسكين وهو يسلخ مواطنا بدا معلقا ويقطع جيوبه المتدلية، وفي رسم آخر يقول أحد الأشخاص لصاحبه وهما يمران بجانب خراف معروضة للبيع "خروف شوف" أي للنظر فقط.

وأظهرت جولة قامت بها الجزيرة نت في سوق للأضاحي بالخرطوم ارتفاعا في الأسعار قد يصل في بعض الأحيان إلى أرقام فلكية، إذ تراوحت في متوسطها بين 1000 و1500 جنيه سوداني (السعر الرسمي للدولار 5.7 جنيهات وفي السوق السوداء حوالي 7.8 جنيهات).

وفي ظل حرص الباعة على تحقيق "خبطة" في اليوم الأخير قبل العيد لأن معظم الناس يفضلون ذبح أضحيتهم في اليوم الأول، بدا التردد من جانب المشترين هو السمة الغالبة انتظارا لخفض محتمل في الأسعار مساء يوم العيد أو اليوم الذي يليه، لكن معروف حسن أحد الباعة الذي بدا حريصا على بيع بضاعته في الحال قال للجزيرة نت إنه ربما يحدث العكس لأننا سنضيف تكلفة علف البهائم وكل مصروفاتها إلى السعر.

‪معروف حسن:‬ (الجزيرة نت)
‪معروف حسن:‬ (الجزيرة نت)

ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج
ويتمتع السودان بثروة حيوانية هائلة لما يمتلكه من مساحات زراعية خصبة، لا سيما مناطق الغرب والوسط الغنية بالأمطار، ويرجع مراقبون هذه الطفرة في الأسعار إلى ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج، سواء فيما يتعلق بالعمالة بالأعلاف والأدوية البيطرية والنقل، وفق أستاذ الاقتصاد كمال الدين محمد عثمان.

ويضاف إلى ذلك عزوف عدد كبير من العمالة في هذا القطاع لصالح التعدين والهجرة إلى مناطق الذهب التي تحقق عائدات سريعة، كما يقول عثمان.

وبشأن البدائل التي يمكن أن تخفف من حدة الأسعار، سارعت عدد من المؤسسات والاتحادات النقابية إلى تقديم خراف منخفضة الثمن لمنسوبيها وأخرى بأقساط تصل إلى تسعة أشهر، غير أن ذلك يظل في إطار المعالجات الجزئية ولا يقدم حلولا كلية للمشكلة، حسب ما يراه اقتصاديون.

مناسبة للالتقاء
ومما يزيد الأمر تعقيدا ما تتميز به الأضحية من خصوصية في السودان كونها مناسبة للالتقاء الأسري ليس على صعيد الأسرة الصغيرة فحسب وإنما الأسرة الممتدة، ويمثل ذلك ظرفا ضاغطا على رب الأسرة لتوفيرها حتى لو اضطر للاستدانة، كما يقول الباحث والإعلامي عادل عبد العزيز.

‪الشيخ محمد أحمد حسن:‬ (الجزيرة)
‪الشيخ محمد أحمد حسن:‬ (الجزيرة)
لكن الشيخ محمد أحمد حسن عضو هيئة علماء السودان أكد أن الأضحية سنة مؤكدة مرتبطة بالاستطاعة، مشيرا إلى أن "المستطيع هو الذي يملك ثمن الأضحية بما يزيد عن حاجته وحاجة بيته ومن يعول ولا يحتاج لثمنها في عامه هذا".
 
وذكر أن الإسلام دين يسر، إذ يمكن لسبع عائلات أن يشتركوا في جمل عمره خمس سنوات أو ثور عمره سنتان ويقسموه على سبعة أجزاء بينهم، كما أن الرجل يمكن أن يضحي بالشاة عن أهله وأهل بيته مهما كان عددهم كبيرا، لافتا إلى أن الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم ضحى عن كل من لم يستطع من أمته.
المصدر : الجزيرة