قلق يوناني من استئناف المحادثات بشأن قبرص
كما يبرر بعض المراقبين هذا القلق بأن المسار التاريخي للقضية يؤكد أن هذه الأمور تحتاج إلى إنجاز اتفاق قبل عقد لقاءات بين الطرفين، لأن القمم الفاشلة تاريخيا أدت إلى مزيد من التوتر وخصوصا في أحداث عام 1967.
وينبه إلى أن اليونان تعتبر قبرص دولة مستقلة وعضوا في الأمم المتحدة وتتجنب أي تدخل قد يبرر تصعيد تركيا في هذا المجال مذكرا بـ"خطأ أثينا الكبير" عام 1974 الذي سبب حينها تدخل الجيش التركي في الجزيرة.
التدخل الخارجي
وذكّر بأن أثينا قالت مرارا إنها لا ترغب في التدخل في الجزيرة، لكنها لا ترضى بتدخل أي قوة أخرى خارجية فيها، كما تدعو إلى رحيل القوى الضامنة لأمن قبرص بما فيها الجيشان اليوناني والتركي.
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة بانديون عارف العبيد، فقال إن القضية القبرصية تعتبر من الموضوعات المهمة بأجندة وزراء خارجية اليونان، لكن أزمة أثينا الاقتصادية أضعفت نفوذها على هذا الصعيد، وفق تصوره.
ووفق مراقبين، يتضاءل الدور اليوناني في ظل التقدم الاقتصادي الذي تحققه تركيا، مما دفع أثينا إلى اعتبار موضوع الجزيرة مسألة قبرصية خاصة، وتحديدا بعدما أصبحت قبرص عضوا في الاتحاد الأوروبي.
وفي سياق متصل، لفت العبيد إلى أن أثينا تحاول أيضا استقطاب الدعم الإسرائيلي في معالجة القضية من خلال التقارب الثلاثي الإسرائيلي اليوناني القبرصي في مجال الطاقة.
وقال إن المبادرات الدبلوماسية اليونانية وحتى القبرصية شبه محدودة نظرا للوضع الاقتصادي السيئ للبلدين وكذلك لغياب الحلفاء القادرين على الضغط على تركيا في الفترة الأخيرة.
واعتبر أن منظمة الأمم المتحدة "رغم عيوبها" هي الآلية الوحيدة القادرة على طرح مبادرات لوضع حل نهائي للقضية القبرصية.