حصار جنوب دمشق يهدد بكارثة إنسانية

أسواق مخيم اليرموك فارغة ولا يجد الناس ما يأكلون
undefined

أحمد يعقوب-دمشق

لم تكن المظاهرة التي خرجت في مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق قبل يومين كغيرها من المظاهرات، فمعظمها تخرج لتؤكد استمرار الثورة وإسقاط النظام وغيرها من المطالب، ولكن هذه المظاهرة كانت تهدف لفك حصار طال ليطبق على صدور الناس ومِعدِهم.

ففي يوم الاثنين الماضي لبى كثير من قاطني المخيم النداء الذي أطلقه ناشطون للتظاهر وفك الحصار عنه، فحملوا أغصان الزيتون معلنين السلام أمام السلاح، وتوجهوا نحو الحاجز فأطلق عناصره النار عليهم كما هو متوقع، وسقط شاب قتيلا وجرح ثلاثة آخرون.

لكن الشيء الذي لم يكن بالحسبان هو إطلاق عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة الرصاص على أبناء وطنهم المسلوب، ولصالح من؟ لنظام يدّعي المقاومة والممانعة ضد سالبه.

ويرى الناشط فاروق الرفاعي أن ما حدث في مخيم اليرموك هو رد فعل طبيعي على حصار المخيم الذي أكمل شهره الثالث من قبل جيش النظام ومقاتلي الجبهة الشعبية.

وفي حديث للجزيرة نت يصف الرفاعي غضب الناس بسبب الحصار فيقول "هذا الحصار سبّب احتقانا وغليانا كبيرين عند المدنيين في مخيم اليرموك، مما اضطرهم لأن يعبّروا عن غضبهم وعن الحرمان الذي يعيشونه بواسطة التظاهر ومحاولة فك الحصار بأنفسهم".

وعن أسباب حصار المخيم يقول الرفاعي "إن وقوف أهالي المخيم مع الثورة السورية ومطالبتهم بإسقاط النظام كأشقائهم السوريين، إضافة إلى مطالبتهم بقيام دولة عادلة تحكم البلاد، كان وراء سخط النظام عليهم. في حين أن السبب المباشر للحصار هو تمكن الثوار من تحرير المنطقة وتوجيه ضربات موجعة لقوات النظام فيها".

حشائش
أما عن قوت أبناء المخيم، فإنه -بحسب الرفاعي- لا يتعدى بعض أنواع البقول كالعدس والبرغل إضافة إلى بعض الحشائش، وهذه المواد موجودة إما من خلال الادخار والتموين وإما من خلال الحصول عليها من المناطق المجاورة التي تزرعها.

آثار الدمار في مخيم اليرموك جنوب دمشق المحاصر منذ أشهر (الجزيرة)
آثار الدمار في مخيم اليرموك جنوب دمشق المحاصر منذ أشهر (الجزيرة)

ويعتبر مخيم اليرموك الأوفر حظا إذا ما قورن ببقية الأحياء الموجودة جنوب العاصمة، فحي التضامن الذي يعتبر من أوائل الأحياء التي ثارت ضد نظام الأسد أصبح اليوم، حسب الناشط أنس إدريس، "أثرا بعد عين".

ويتحدث إدريس للجزيرة نت عن الأوضاع المعيشية في الحي قائلا "حي التضامن يفتقر اليوم لأبسط مقومات الحياة، فلا كهرباء ولا ماء ولا اتصالات، وهناك ندرة في المواد المعيشية الأساسية بسبب الحصار الخانق الذي يفرضه جيش الأسد على المنطقة، وإن توفرت بعض المواد الغذائية يكون ذلك عن طريق تهريبها إلى داخل الحي مما يشكل خطرا على حياة من يقوم بهذه المهمة الصعبة".

ويضيف إدريس "لقد أضحت الأسعار ضربا من الخيال، ففي حي التضامن يبلغ سعر كيلوغرام الطحين إن وجد 400 ليرة سورية، بينما سعره في أسواق دمشق 35 ليرة. في حين تبلغ قيمة ليتر البنزين في التضامن 500 ليرة والمتوفر في دمشق بـ100 ليرة".

ويختم إدريس حديثه متخوفا من المستقبل "إذا استمر الحال على هذا المنوال ستصبح الأحياء الجنوبية عرضة للاقتحام من قبل قوات الأسد، الأمر الذي قد تنتج عنه مجازر في حق القاطنين فيها".

المصدر : الجزيرة