مؤتمر باريس يدعو لدعم معارضة سوريا

French Foreign Minister Laurent Fabius speaks during a joint press conference with Libyan Prime Minister-designate Ali Zeidan and French Minister of Economic Recovery Arnaud Montebourg (both unseen) in the capital Tripoli, on November 12, 2012. AFP PHOTO/MAHMUD TURKIA
undefined

انطلقت في العاصمة الفرنسية باريس أعمال اجتماع مجموعة أصدقاء الشعب السوري، وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن هناك رغبة لدى الجميع لتجنب الفوضى في سوريا، مشيرا إلى أن هدف المؤتمر الأساسي هو توفير المزيد من الدعم للائتلاف الوطني السوري
 
ويعقد الاجتماع على مستوى كبار المسؤولين وتشارك فيه نحو خمسين دولة ومنظمة إقليمية ودولية.

وقال رياض سيف نائب رئيس الائتلاف السوري -في افتتاح الاجتماع- إن "الشعب السوري يخوض حاليا حربا بلا رحمة"، محذرا من أن "الوقت ليس في صالحنا، واستمرار هذا النزاع سيجلب كارثة على المنطقة، بل وعلى العالم أجمع". وطالب بعمل جدي لإنهاء معاناة الشعب السوري قائلا "لم نعد نريد وعودا لن تحترم".

ومن جهته، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأن الجميع يرغب في تجنب الفوضى في سوريا وتفاقم الاقتتال وزيادة ما سمّاه الإرهاب.

وأضاف "أنه في ظل انهيار الدولة وتوسيع جماعات مسلحة سيطرتها على الأرض، ستتحول الثورة التي انطلقت باحتجاجات سلمية وديمقراطية إلى مواجهة بين مليشيات".

وشدد على أن هذا المؤتمر يجب أن يخرج بهدف ملموس، ألا وهو تزويد الائتلاف الوطني السوري بوسائل التحرك، مشيرا إلى أن "ذلك يشمل الأموال والمساعدات بكافة أشكالها".
 
وقال مراسل الجزيرة في باريس عياش دراجي إن المؤتمر هو إنساني بالمقام الأول، ويبحث سبل توفير تضامن ودعم دولي إنساني أكثر من السياسي.
رياض سيف: الوقت ليس في صالحنا  (الجزيرة-أرشيف)
رياض سيف: الوقت ليس في صالحنا  (الجزيرة-أرشيف)

وأضاف أن نتائج المؤتمر تريد أن يكون الائتلاف الوطني أكثر التصاقا وقربا من المشكلات الإنسانية، لتخفيف معاناة الشعب السوري ولدعم الائتلاف والتقليل من التجاذبات داخله.

وكانت الدول العربية والغربية المشاركة في اجتماع أصدقاء الشعب السوري في ديسمبر/كانون الأول الماضي بمراكش قد اعترفت بالائتلاف الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري، وقطعت وعودا بقيمة إجمالية تقارب 145 مليون دولار من المساعدات.

مؤتمر جنيف
ومن جهة أخرى، انطلق في جنيف اليوم المؤتمر الدولي السوري بمشاركة هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي التي ترفض تسليح الثوار، بمشاركة شخصيات وطنية سورية مستقلة وممثلين عن 35 حزباً وتنظيماً مدنياً وسياسياً معارضاً، وفق ما صرح به القيادي في الهيئة خلف داهود.

ودعا الرئيس التونسي منصف المرزوقي -في افتتاح المؤتمر- المعارضة السورية إلى نبذ التشرذم، وتوحيد الصفوف على قاعدة الولاء للشعب، ونكران الذات والمصالح الضيقة، والتأسيس لحراك سياسي يسرّع في نجاح الثورة وتحقيق أهدافها.

وقال المرزوقي -في كلمة تلاها بالنيابة عنه الناطق الرسمي باسم الرئاسة عدنان منصّر- إن "تونس دعمت ولا تزال حق الشعب السوري في نظام مدني ديمقراطي يستجيب لتطلعاته، وكل القوى السورية الحية المطالبة بالحرية والكرامة في مواجهة الاستبداد الجاثم على صدور السوريين منذ عقود".

وشدد على أن "الحل المطلوب في سوريا لا بد أن يوازن بين استحقاقات الثورة السورية وتطلع أبنائها من جهة، والحفاظ على وحدة السوريين، والتوصل إلى خريطة طريق تؤسس لنظام مدني ديمقراطي".

ويُذكر أن هيئة التنسيق الوطنية هي الجماعة المعارضة الوحيدة التي لا تزال على استعداد للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد، وهي الوحيدة التي تتفق مع روسيا والصين في نظرتهما إلى ضرورة وقف تسليح المعارضة، وفقا لتقرير نشرته مجلة تايم الشهر الماضي.
 
أوباما يقيّم
من جانب آخر، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه يعمل جاهدا على تقييم مسألة ما إذا كان تدخل الولايات المتحدة عسكريا في سوريا سيساعد في حل الأزمة، أم أنه سيؤدي إلى تفاقم الأمور.

ورد أوباما -في مقابلتين نشرتا أمس الأحد- على منتقدين يقولون إن الولايات المتحدة لم تتدخل بما يكفي في سوريا، وقال -في مقابلة مع مجلة نيو ريببليك- "في وضع كسوريا، علي أن أسأل: هل يمكن أن نحدِث فرْقا في هذا الوضع".

وأضاف "هل يمكن أن يثير (التدخل) أعمال عنف أسوأ أو استخدام أسلحة كيمياوية، ما الذي يوفر أفضل احتمال لنظام مستقر بعد الأسد..، وكيف أقيّم عشرات الآلاف الذين قتلوا في سوريا مقابل عشرات الآلاف الذين يقتلون حاليا في الكونغو".

المصدر : الجزيرة + وكالات