فرص الحوار بين الخرطوم وقطاع الشمال

Chief African Union mediator and former South African president Thabo Mbeki (C), AU mediator and former Nigerian president Abdulsalami Abubakar (L) and Burundi’s former president Pierre Buyoya (R) take part in the opening of border security talks between Sudan and South Sudan in Addis Ababa on June 4, 2012. Delegations from Sudan and South Sudan have been holding talks in the Ethiopian capital following heavy clashes last month that took the foes to the brink of all-out war.. Defence ministers from Sudan and South Sudan met today to discuss border security issues. A May 2, 2012, United Nations report called for a swift resolution on a number of outstanding disputes between Khartoum and Juba, including border demarcation and how to split oil revenues.AFP PHOTO/JENNY VAUGHAN
undefined
  
عماد عبد الهادي-الخرطوم

تطرح المهلة التي حددها الاتحاد الأفريقي للحكومة السودانية والحركة الشعبية-قطاع الشمال لبداية حوار جاد في 15 من الشهر المقبل ودون أية شروط مسبقة لأجل وقف الحرب في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان تحديا للطرفين في وقت يربط فيه حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان أي حوار مع القطاع بفك ارتباطه بحكومة جنوب السودان.

واشترط الحزب الحاكم إنهاء أي ارتباط بين الفرقتين التاسعة والعاشرة بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وجنوب السودان، وتضم الفرقتان أبناء مناطق الولايتين الذين كانوا ضمن قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان الجناح العسكري للحركة الشعبية قبل انفصال الجنوب وقادتا تمردا ضد الخرطوم بالولايتين.

وتعتقد الخرطوم أن حكومة جنوب السودان ما تزال تتحكم وتدعم الفرقتين وأنهما تقاتلان الجيش السوداني بدعم من جوبا وبالإنابة عنها.
 
وبدا أن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي يتجه لوضع حد لتطويل أمد المفاوضات بين حكومة الرئيس عمر البشير والفصائل المسلحة التي تحمل السلاح بوجهها ممثلة في الحركة الشعبية- قطاع الشمال المتحالفة مع فصائل بدارفور هي حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان بجناحيها بزعامة عبد الواحد محمد نور، ومني أركو مناوي.

إبراهيم دقش رجح انعقاد المفاوضات وتوقع فشلها (الجزيرة نت)
إبراهيم دقش رجح انعقاد المفاوضات وتوقع فشلها (الجزيرة نت)

وبرغم التساؤل عن الاهتمام الزائد للأفارقة بقطاع الشمال عكس بقية الجماعات الأخرى المسلحة، فإن ذلك لم يمنع من الاعتقاد بإمكانية نزع فتيل أزمة هي الأعنف بعد أزمة دارفور التي ما زالت تراوح مكانها بسبب أن عددا من الفصائل ما زالت خارج وثيقة سلام الدوحة.

مواءمة الحلول
لكن في المقابل يتساءل محللون عن إمكانية قبول الحكومة السودانية بالمقترحات الأفريقية والجلوس مع قطاع الشمال في ظل تمسك جوبا بموقفها الداعم للقطاع، وهو موقف عبر عنه الرئيس سلفاكير ميارديت الذي وصف مطالب الخرطوم بفك الارتباط بالمستحيلة، وفي ظل وجود الجبهة الثورية التي يمثل قطاع الشمال مما يطرح تساؤلات بشأن إمكانية مشاركتها بالحوار.
 
فالمؤتمر الوطني يرهن إجراء أي حوار مع الحركة الشعبية-قطاع الشمال بفك ارتباط قواتها مع جيش حكومة الجنوب ويؤكد أن عدم فك الارتباط سيجعل الحوار صعبا وستصيبه كثير من التعقيدات.

غير أنه يعود ويقول -عبر الناطق الرسمي باسمه بدر الدين إبراهيم- للصحفيين، إن تمديد فترة الوساطة الأفريقية برئاسة ثابو أمبيكي ستة أشهر كافية لحل القضايا العالقة مع جوبا.
 
ويؤكد إبراهيم ثقة حكومة حزبه في الاتحاد الأفريقي، معلنا التزامها بتنفيذ كافة ما تم الاتفاق عليه "دون إملاءات من أحد أو جهة". 
 
رفض سابق
وفي مقابل ذلك يعتقد محللون بقبول الحكومة السودانية للأطروحات الأفريقية مع أنها تعتبرها غير قابلة للتحقيق، مشيرين إلى الرفض الذي قوبل به اتفاق سابق بين الخرطوم وقطاع الشمال داخل أطراف مؤثرة بالحكومة مما أدى في النهاية لرفضه من قبل الرئيس عمر البشير.
 
الخبير في الدراسات الأفريقية إبراهيم دقش لا يستبعد دخول الحكومة السودانية في مفاوضات مع قطاع الشمال، مستبعدا في الوقت ذاته نجاحها.

‪‬ الحاج حمد لا يستبعد نجاح الأطراف الرافضة للحوار مع قطاع الشمال بإعاقته(الجزيرة نت)
‪‬ الحاج حمد لا يستبعد نجاح الأطراف الرافضة للحوار مع قطاع الشمال بإعاقته(الجزيرة نت)

ويبرر في حديثه للجزيرة نت قبول الحكومة بأنها "امتثال للضغوط الدولية والأفريقية من بعدها".
 
ويرى أن الخرطوم ستوالي "الانحناء لعاصفة الضغوط الدولية حتى لا يتخذ رفضها ذريعة لإدانتها، مشيرا إلى حوارات سابقة "انتهجت فيها الحكومة جانب اللين". 
 
بينما يربط رئيس المجموعة الاستشارية للدراسات الإنمائية الحاج حمد قبول الحكومة بإجراء حوار مع أي جهة بتوفير الأموال اللازمة لذلك.
 
ويقول للجزيرة نت إن توفير الأموال اللازمة سيدفع الحكومة لسلك طريق الحوار قبل أن يتحرك الرافضون بتشكيل سدود مانعة لمواصلة الحوار مع قطاع الشمال الذي يعتبر العدو الأول الآن.
 
ولم يستبعد نجاح فريق الرفض داخل الحكومة لتشكيل قوة مانعة "حتى بداية حوار ناهيك عن مواصلته".

المصدر : الجزيرة