"إطعام" رائدة التطوع في السعودية

دخلت مؤسسة "إطعام "اليوم عامها الثاني بعد عام من العمل التطوعي استفادت منه  خمسة آلاف أسرة محتاجة في شرق المملكة العربية السعودية, وحفظت 15000 ألف وجبة شهريا من الرمي في الحاويات.

وتستهدف المؤسسة حفظ أربعة ملايين وجبة من الرمي بالمنطقة الشرقية بنشر ثقافة حفظ النعمة بين مجتمع اعتاد على التبذير والإسراف خاصة في المناسبات بخطط إستراتيجية وبرامج توعوية تمتد لجميع شرائح المجتمع ومرورا بأفراده.

وتعتبر "إطعام" مؤسسة خيرية متخصصة بالطعام بدأت بمبادرة من رجال أعمال بالمنطقة الشرقية لنقل فكرة بنوك الطعام التي انطلقت في عدد من دول العالم وتطبيقها بالمدن والمحافظات السعودية وفقا لمعايير الجودة والسلامة, وبما يتناسب مع خصوصيات المجتمع السعودي.

و تعد المؤسسة أول بنك للطعام بالخليج يستهدف تنظيم عملية جمع وتسلم زائد الأطعمة من الفنادق الكبرى وصالات الأفراح وإيصاله إلى المستفيدين بالمنطقة.

ووفقا لدراسة متخصصة ذكرها مدير العلاقات العامة والإعلام خالد الخان يقدر فائض الوجبات التي ترمى في الحاويات بالمنطقة الشرقية أربعة ملايين وجبة يوميا، وتصنع الفنادق العالمية ما يقارب 45 إلى ستين ألف وجبة سنويا و30% منها زائد يضطرون لرميه.

منظومة متكاملة
ولا يقتصر هدف بنك الطعام على المفهوم الإغاثي فقط، بل يهدف إلى تجاوزه وتكوين منظومة متكاملة من العمل الخيري الاحترافي والاجتماعي المستدام، تكون نواته التدريب والتأهيل والتوظيف ودمج الأسر المستفيدة بالمجتمع لتصبح ذات قيمة مضافة.

ومن جانبه قال الأمين العام والمدير التنفيذي حمد الضويلع  للجمعية "إن إطعام تهدف لحفظ النعمة بالمقام الأول خاصة المدن الكبرى، قبل أن يكون الهدف توزيع الوجبات" مبينا أن "الهدف ألا يكون هناك طعام زائد" وذلك بنشر ثقافة حفظ النعمة في المجتمع وتصحيح المفهوم السائد "الزيادة في الأكل من الكرم".

ويقول الخان إن "إطعام" تقدم منتجا "بمعايير عالمية للجودة "من زائد الطعام الذي لم تلمسه الأيدي تراعي فيه سلامته ونظافته والقيمة الغذائية العالية ثم تعبئتها في قوالب خاصة تحفظها ويكتب على غلافها اسم الفندق ووقت التعبئة بالساعة ونهاية الصلاحية التي لا تتجاوز الأربع ساعات غالبا ومن ثم نقلها بسيارة مزودة بأجهزة تبريد في درجة حرارة مناسبة. أما فضلة الطعام فلدى المؤسسة خطة مستقبلية لإعادة تدويرها على شكل أسمدة. 

وفي الوقت الذي تقوم فيه الجمعية بأعمال خيرية، تحرص على التخصص والعمل المؤسسي، لتفادي الفوضى والعشوائية والبدائية التي يتعامل بها كثير من الجمعيات الخيرية الأخرى في السعودية،  ويقول الضويلع إن هذا الأمر الذي جعل "إطعام" رائدة في هذا المجال خلال عام واحد.

ويرجع الضويلع أسباب نجاح وتميز "إطعام" إلى التخصص والاحترافية والعمل المؤسساتي بهيكل تنظيمي متكامل "وحرص إطعام على مشاركة المجتمع كله والشفافية معه "حيث تنوي "نشر قوائمها المالية في الصحف" ولم تغفل عن دور الشباب في تميزها.

موظفو الجمعية
ووفق الخان فإن90% من موظفي الجمعية شباب وفتيات أعمارهم تحت 25 سنة تم تدريبهم للعمل التطوعي باحترافية, وقال إن "إطعام" تعاقدت مع شركة استشارية لتأسيس إدارة التطوع  حيث تقوم بعمل اختبارات نفسية وفوسيولوجية للمتطوعين, ودورة تدريبية ومن ثم اختيار الأفضل وتوجيه كل متطوع وفق مهاراته.

وأطلقت "إطعام" حملات ومعارض تثقيفية تستهدف المرأة كونها العامل المهم في ترشيد استهلاك الأطعمة ودعوتها لمحاولة خفض معدل الوجبة اليومي بنسبة 25%, وإن زاد شيء يوزع بعبوات قامت إطعام بإهدائها السيدات لترسيخ المفهوم بالتجربة.

وبين الضويلع أن "إطعام" أبرمت عقدا مع شركة استشارية تسويقية لعمل برنامج يستهدف طلاب وطالبات المدارس لمدة عام كامل، ويحتوي على أنشطة توعوية وأفلام كرتونية وهدايا تنشر ثقافة حفظ النعمة بين الطلاب حتى يكونوا سفراء "إطعام" في منازلهم.

ونجحت إطعام في المنطقة الشرقية لتنطلق في محافظة الإحساء، وتستهدف المدن الكبرى في المملكة.

ومع النجاحات التي حققتها جمعية إطعام "بنك الطعام السعودي" حصدت جائزتين الأولى جائزة إيجابي الخليج كأفضل مشروع إيجابي واجتماعي على مستوى الخليج، والثانية جائزة كامبدن للأعمال الخيرية برعاية بنك أبو ظبي الإسلامي كأحد أفضل ثلاثة مشاريع خيرية على مستوى الشرق الأوسط.