طبيب مصري يروي معاناة السوريين

الطبيب محمد إبراهيم مسئول العلاقات الخارجية بلجنة الإغاثة بنقابة أطباء مصر يتحدث خلال المؤتمر الصحفي
undefined

أنس زكي-القاهرة

حكى طبيب مصري عن المعاناة التي يعيشها الشعب السوري في المجال الطبي، مؤكدا أن ما ينقله الإعلام أقل كثيرا من حقيقة الأوضاع على الأرض، حيث يعاني الكثيرون جراء استخدام نظام بشار الأسد لأسلحة محرمة، كما أنه يلاحق المصابين من الثوار سواء في المستشفيات أو سيارات الإسعاف ليحول دون إنقاذهم.

وكان الطبيب محمد إبراهيم، وهو مسؤول العلاقات الخارجية بلجنة الإغاثة الإنسانية التابعة لنقابة أطباء مصر، يتحدث في مؤتمر صحفي عقد بالقاهرة ضمن سلسلة مؤتمرات لاستعراض شهادات الأطباء الذين عادوا من زيارة عمل لسوريا استهدفت الاطلاع على الأوضاع هناك وعلاج من يمكنهم الوصول إليه من المصابين.

وقال إبراهيم إن الكثير من السوريين باتوا يعانون من أمراض عديدة في الكبد والكلى فضلا عن السكري وضغط الدم، مشيرا إلى أن الوفد الذي شارك ضمن فريق تابع لاتحاد الأطباء العرب حاول تقديم العلاج لكثير من الحالات التي عرضت عليه بالتوازي مع الحالات الحرجة لمصابي الثورة.

وأضاف أن كثيرا من المصابين فقد أطرافه وتحول من شخص قادر على العمل والعطاء إلى شخص يحتاج من يعيله ويرعاه، وعزا معظم الإصابات إلى استخدام قوات النظام السوري أسلحة محرمة بها ذخائر تنفجر بعد اختراق الجسد وتؤدي إلى أضرار شديدة.

قوات النظام تلاحق المصابين من الثوار وإذا تبين وجود أحدهم في أحد المستشفيات يعتقل إضافة إلى إغلاق المستشفى، ما اضطر الأهالي لإنشاء نوع من المستشفيات الميدانية داخل شقق خاصة ليعالج داخلها المصابون سرا

اغتصاب وتعذيب
كما تحدث الطبيب عن حالات اغتصاب لفتيات صغيرات، إضافة إلى حالات التعذيب التي تترك آثارا سلبية على الجانب النفسي للضحايا بالتوازي مع الجانب الصحي.

ومما يزيد من الصعوبات أمام المصابين والمرضى السوريين نقص الدواء، كما أكد الطبيب المصري، الذي أشار إلى أن الشركات الموالية للنظام تحتكر الأدوية المهمة خاصة المضادات الحيوية ومسكنات الألم، وبالتالي لا تتوفر في الأسواق ولا يتمكن المصابون من الحصول عليها.

وفي حضور عدد من وسائل الإعلام أكد إبراهيم أن قوات النظام تلاحق المصابين من الثوار، وإذا تبين وجود أحدهم في أحد المستشفيات يعتقل إضافة إلى إغلاق المستشفى، ما اضطر الأهالي لإنشاء نوع من المستشفيات الميدانية داخل شقق خاصة تبرع بها البعض ليعالج داخلها المصابون سرا وفي ظل إمكانيات قليلة وغياب للأجهزة والمعدات الطبية ما يجعل المهمة بالغة الصعوبة.

إنجازات الوفد
وعن إنجازات وفد لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة أطباء مصر أثناء وجوده في سوريا، أشار إبراهيم إلى إنشاء سبعة مستشفيات ميدانية صغيرة بتكلفة لا تتجاوز نحو 30 ألف دولار، وأضاف أن مستشفى متنقلا ضخما بصدد الدخول إلى سوريا حاليا عبر الحدود مع تركيا، ويتوقع أن يكون جاهزا لاستقبال المرضى في غضون أسبوع.

كما أشار الطبيب إلى أن لجنة الإغاثة رصدت نحو 400 ألف دولار للمساعدة في تجهيز بعض المراكز العلاجية بمدينة طرابلس اللبنانية التي تستقبل عددا كبيرا من اللاجئين السوريين، فضلا عن محاولات لإدخال كميات من الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية إلى سوريا في الأيام المقبلة.

وأشاد إبراهيم بالدور الذي تقوم به تركيا لإغاثة اللاجئين السوريين الفارين من الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد بحق شعبه، مشيرا إلى أن وجود ما يقرب من مائة ألف لاجئ سوري في تركيا التي تتولى رعايتهم وتقديم الخدمات الصحية لهم.

المصدر : الجزيرة