الشباب تؤكد الانسحاب من كيسمايو
ووصف راغي انسحابهم من المدينة بأنه تكتيكي نظرا للتطورات الميدانية، وقال إن مقاتلي الحركة مستعدون لمواجهة القوات الكينية، ومقاتلتها في كل مكان.
ولم تدخل القوات الكينية والصومالية المدينة، ولا تزال ترابط على مشارفها، إلا أن مصادر عسكرية صومالية مطلعة أكدت للجزيرة نت توزيع قوات التحالف إلى المواقع والمراكز الإستراتيجية المنتشرة داخل المدينة.
ومن المتوقع دخول القوات الكينية والصومالية المدينة عبر أربع جبهات اثنتين منها تقع في السواحل الجنوبية والشرقية للمدينة، بينما تقع الجبهة الثالثة بالطريق الرئيسي الذي يربط كيسمايو بالعاصمة مقديشو. وتحدث المصدر العسكري أيضا عن جبهة رابعة تقع في الجهة الغربية من المدينة.
نهب وهدوء
وقد تعرضت المقرات الرسمية لنهب واسع النطاق من قبل أهالي المدينة، واقتحم العشرات من السكان مقر الإدارة المحلية، ومقر الشرطة وغيرها، وأخذوا منها أمتعة مدنية، مثل الأثاث المنزلية وغيرها.
من جهة أخرى اختفت مظاهر التسلح عن المدينة كلية، عقب انسحاب حركة الشباب منها، كما لم تقع أي اضطرابات، سوى نهب الممتلكات العامة التي لم يصاحبها عنف.
وكانت قيادة قوات الاتحاد الأفريقي بالصومال قد أعلنت في وقت سابق أنها دخلت بنجاح مدينة كيسمايو.
وأكد بيان صادر عن القسم الإعلامي لأميسوم الجمعة -حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- أن مزيدا من القوات الأفريقية المتمثلة بالقوات الكينية في طريقها لكيسمايو لتعزيز القوات التي دخلت المدينة.
ودعا قائد قوات الاتحاد الأفريقي الجنرال أندرو غوتي سكان المدينة إلى الالتزام بالهدوء، مؤكدا أن "هدفنا تحرير السكان ليمارسوا حياتهم ويعيشوا في استقرار وسلام"، كما دعا مقاتلي حركة الشباب إلى إلقاء سلاحهم، مشيرا إلى أن عددا منهم اتصلوا بالقوات الأفريقية وأبدوا رغبتهم في وقف القتال وأنهم يؤكدون "ضمان سلامتهم إذا استسلموا لقواتهم بسلام".
ويرى مراقبون صوماليون أن سقوط كيسمايو الإستراتيجية تحت قبضة قوات التحالف لن يؤدي إلى وقف القتال بالصومال، بسبب استمرار سيطرة حركة الشباب على العديد من المدن والبلدات الإستراتيجية الأخرى جنوب ووسط البلاد.
يُذكر أن حركة الشباب استولت على كيسمايو، بالتعاون مع المحاكم الإسلامية والجبهة الإسلامية، ومعسكري راس كمبوني، وعانولي في أغسطس/ آب 2008، وتلت ذلك مواجهات عسكرية ضارية شهدتها المدينة بين الحزب الإسلامي السابق وبين الحركة بداية أكتوبر/ تشرين الأول 2009. وقد انفردت الحركة بحكم المدينة إثر تلك الاشتباكات حتى انسحابها اليوم منها.