في الصين حتى الهواء "ثوري"

تشن غوان بياو يعرض منتجاته من الهواء - "بائع الهواء" - في الصين - هواء" ثوري" للبيع - عزت شحرور ـ بكين
undefined
عزت شحرور-بكين

يقولون في عالم التجارة: "شريك الماء لا يخسر" فما بالك بشريك الهواء؟ خاصة في بلد كالصين يعاني ارتفاع نسبة التلوث.

فقد أقدم تشن غوان بياو، وهو أحد رجال الأعمال الصينيين المعروفين والمثيرين للجدل، على ملء عبوات بالهواء النقي من مناطق صينية مختلفة معروفة بنسيمها العليل كالتبت التي تعرف باسم  "سقف العالم"، ومن مواقع مشهورة بتاريخها الثوري المقاوم كمقاطعة جيانغشي الشرقية، أو من جزيرة تايوان التي تمثل رمزا لوحدة التراب الصيني، بما سمح للمواطن باختيار ما يشاء وما يناسب ذوقه من هواء نقي أو وطني أو ثوري.

ونقلت وسائل إعلام صينية عن المليونير قوله إن هدفه ليس زيادة ثروته بل دق ناقوس الخطر ورفع نسبة الاهتمام بقضايا التلوث الذي تعاني منه الصين والعالم.

وقال المليونير إنه سيتبرع بالعوائد لضحايا الزلازل والكوارث البيئية في الصين.

دعاية رخيصة
لكن بعض المواطنين الذين يعرفون تشن ويتابعون أخباره شككوا في نواياه بعدما شاهدوا ابتسامته العريضة تزين غلاف العبوات، وعدوا ذلك أسلوبا دعائيا رخيصا.

ويطلق أنصار تشن ومريدوه عليه لقب "الأخ تشن" لكنه كنى نفسه بـ"تشن خالي الكربون" وزوجته بـ"الخضراء" بينما اختار لابنه اسم "تشن حامي البيئة"، وسجله في البطاقة الشخصية يقول "إن عائلته خالية من الكربون وخضراء وصديقة للبيئة".

ويعرف عن تشن سخاؤه في التبرع لضحايا الكوارث البيئية، لكن الخبير الاقتصادي خو شين دو يقول للجزيرة نت إنه "في ظل غياب القوانين المنظمة للدعاية والإعلان في الصين طبيعي أن نرى مثل هذه الحالات".

وأضاف أن عمليات التبرع وحث أفراد المجتمع على المساهمة والاشتراك في النشاطات الاجتماعية والبيئية عمل محمود يسد ثغرة لا تحظى باهتمام كاف من الحكومة، لكن عندما يتحول النشاط الخيري والبيئي إلى استخدام الثروة لأهداف شخصية وليصنع من نفسه بطلا فلا بد أن يضر ذلك بسمعة النشطاء والجمعيات.

"تشن عديم الكربون"
وكان "تشن عديم الكربون" امتلأ حقدا على اليابان الأيام الأخيرة وخرج عن طوره في غمرة ارتفاع وتيرة المشاعر القومية والتعصب الوطني التي اجتاحت مدن الصين على خلفية جزر متنازع عليها بين الصين واليابان.

فقد تعهد الثري أمام أكثر من ستة ملايين من أتباعه على موقعه للتواصل الاجتماعي بتعويض كل من يحطم سيارته الخاصة يابانية الصنع. وقد صرح لاحقا بقوله إنه لم يتعجل قراره وإنه غير نادم وبالتأكيد سيفي بتعهده.

كما كان نشر إعلانا مدفوع الأجر احتل صفحة كاملة في صحيفة "نيويورك تايمز" للتأكيد على أن الصين صاحبة السيادة على جزر دياو يو المتنازع عليها مع اليابان في بحر الصين الشرقي.

وفي وقت سابق كان تشن نفسه قد أقدم على تحطيم سيارته الفارهة من طراز مرسيدس بمناسبة "يوم بلا سيارات" الذي تحييه الصين سنويا، واشترى قرابة 5000 دراجة ووزعها على العمال والموظفين في شركته.

ويملك تشن (42 عاما) واحدة من شركات الإنشاءات الكبرى في الصين. وتقدر ثروته المعلنة بحوالي 800 مليون دولار.

المصدر : الجزيرة