ليبيا تقرر حل المليشيات المسلحة
وقال رئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف -وهو يتلو بيانا في بنغازي– إنه "تقرر حل كافة الكتائب والمعسكرات التي لا تنضوي تحت شرعية الدولة".
وأضاف أن السلطات قررت أيضا "تشكيل غرفة عمليات أمنية مشتركة في بنغازي من الجيش الليبي والأمن الوطني والكتائب المنضوية تحته".
وأوضح أنه تقرر "تكليف رئاسة الأركان بتفعيل سيطرتها على الكتائب والمعسكرات المنضوية تحتها عن طريق قيادة تمثل قيادة الأركان في هذه الكتائب، تمهيدا لدمجها بالكامل في مؤسسات الدولة".
وقد رحبت الولايات المتحدة بسيطرة مئات المدنيين في ليبيا على مقار مليشيات مسلحة، في وقت عاد فيه الهدوء إلى بنغازي التي شهدت موجة عنف أوقعت 17 قتيلا على الأقل، وسط دعوات حكومية للتفريق بين المجموعات "غير الشرعية" وتلك الخاضعة لسلطة الدولة.
وقال الاختصاصي في الشأن الليبي جاسون باك لوكالة الأنباء الفرنسية إن احتجاجات السكان قد تمنح السلطات الشجاعة لـ"اقتلاع هذه الجماعات (المسلحة) من النسيج السياسي الليبي".
وقد انتهى الأمر بكتيبة راف الله سحاتي إلى الانسحاب من الثكنة بأسلحتها الثقيلة، قبل أن تعلن أمس على صفحتها على فيسبوك أنها عادت إلى هذا المقر.
قتلى ومفقودون
وتحدث مراسل الجزيرة عن 57 شخصا جرحوا و50 فقدوا في الاشتباكات، التي شهدت سيطرة بعض المهاجمين على أسلحة وذخيرة وحواسيب تعود لكتيبة راف الله سحاتي، حسب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.
وقد تحدثت رويترز أمس من جهتها عن انسحاب اثنتين من المليشيات الرئيسية في درنة شرقا من خمس قواعد في المدينة.
ويتعلق الأمر -حسب ما نقلته الوكالة عن أحد سكان درنة ممن شاركوا في الاحتجاجات- بمليشيا "أبو سليم"، ومليشيا "أنصار الشريعة".
واتهم مسؤولون ليبيون وأميركيون أنصار الشريعة بالضلوع في هجوم ببنغازي قبل 11 يوما قتل فيه السفير الأميركي مع ثلاثة دبلوماسيين، وهو ما تنفيه المجموعة المسلحة، التي تقول إن انسحابها من قواعدها جاء حفاظا على أمن السكان.
واندلع العنف بعد أن تظاهر نحو ثلاثين ألف شخص سلميا الجمعة تحت شعار "أنقذوا بنغازي".
ويقول منتقدو المجموعات المسلحة في شرق ليبيا إنها باتت -منذ أطاحت الثورة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي– تضع نفسها فوق القانون، خاصة تلك التي رفضت الانضواء تحت سلطة الدولة.
ويسود بنغازي هدوء حذر، في وقت حذرت فيه السلطات من "الفوضى"، ودعت لتمييز الكتائب "غير الشرعية" عن تلك الخاضعة لسلطة الدولة.