عودة الهدوء لبنغازي بعد يوم دام

A Libyan demonstrator holds up a gun as others flash the victory sign and a car burns in the background near the headquarters of the hardline Islamist group Ansar el-Sharia on September 21, 2012 in Benghazi, Libya. Hundreds of Libyan protesters forced members of a hardline Islamist militia out of their base in the second city of Benghazi late on September 21, setting fire to and wrecking the compound. Members of the Salafist jihadi group Ansar al-Sharia fired in the air before being forced out of their base by the demonstrators
undefined
عاد الهدوء الحذر إلى مدينة بنغازي بشرق ليبيا اليوم، بعد موجة من أعمال العنف الليلة الماضية رافقت اقتحام مئات المتظاهرين مقرات مليشيات وكتائب مسلحة، أدت إلى سقوط 17 قتيلا وعشرات الجرحى والمفقودين. 

ونقلت وكالات الأنباء عن شهود عيان قولهم إن معظم شوارع المدينة شهدت حركة عادية اليوم بعد أحداث الليلة الماضية.

وقال مراسل الجزيرة في بنغازي إن 17 شخصا قتلوا -بينهم ستة من عناصر الأمن الليبي- وأصيب 57 آخرون، بينما سجل فقدان 50 شخصا خلال اشتباكات بين متظاهرين كانوا يحاولون اقتحام مقر كتيبة راف الله سحاتي وبين عناصر تابعة لهذه الكتيبة في مدينة بنغازي.

وبدأت الاشتباكات عقب انضمام عناصر من الجيش إلى متظاهرين أمام مقر الكتيبة، وهو ما دفع بعناصرها للانسحاب محملين بالأسلحة الثقيلة، بينما استولى المواطنون على الأسلحة الخفيفة التي بقيت داخل المقر.

وأشار المراسل إلى أن عناصر الكتيبة عادت فجرا إلى المقر واشتبكت مجددا مع عناصر الجيش قبل أن تنسحب مرة أخرى إلى مكان مجهول، وأوضح أن الكتيبة اتهمت عناصر من الجيش الليبي "بتحريض" من وصفتهم بمخمورين على اقتحام الكتيبة، في حين توالت التصريحات الرسمية على شرعية الكتيبة وانضوائها تحت سقف قوى الأمن الليبي.

وكان من بين القتلى الذين سقطوا في الاشتباكات ستة من عناصر الأمن، وقال المراسل إن عددا من عائلات الضحايا أكدت أن ستة من ذويهم تمت تصفيتهم، وأكدوا وجود آثار لإطلاق الرصاص عليهم من الخلف.

أنصار الشريعة
وجاءت هذه التطورات غداة انتفاض المئات من سكان بنغازي على المليشيات المسلحة التي تفرض قانونها في المدينة. وتمكن المتظاهرون من إخراج كتيبة أنصار الشريعة من الثكنة التي كانت تحتلها في وسط بنغازي وتتخذها مقرا رئيسيا لها. وعلى هتافات "دم الشهداء ما يمشيش هبا" (لن يذهب هباء)، دخل المتظاهرون إلى الثكنة التي تعرضت للتخريب والنهب والحرق.

وأفاد شهود عيان أن كتيبة أنصار الشريعة أخلت أيضا تحت ضغط المتظاهرين مستشفى الجلاء الذي كانت تسيطر عليه، ثم تمكنت الشرطة العسكرية بعد ذلك من السيطرة على المبنى. وقد أخلت المجموعة أربع منشآت عامة أخرى على الأقل لدى وصول المتظاهرين.

في المقابل قالت الكتيبة في إنها أخلت قواعدها في بنغازي حفاظا على أمن المدينة، وقال المتحدث باسمها يوسف الجهاني إن قائد الكتيبة أعطى تعليماته للأعضاء بإخلاء قواعدهم وتسليمها لسكان بنغازي، وأكد أنها تحترم وجهة نظر سكان بنغازي ولذلك أخلت القواعد حفاظا على الأمن.

ووجهت للكتيبة اتهامات بالتورط في الهجوم على القنصلية الأميركية في المدينة قبل عشرة أيام والذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز وثلاثة دبلوماسيين آخرين، إلا أن أنصار الشريعة نفت التورط في هذا الهجوم.

وحذرت السلطات الليبية الليلة الماضية من "الفوضى" ودعت المتظاهرين إلى التمييز بين الكتائب "غير الشرعية" وتلك الخاضعة لسلطة الدولة، وعبر رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام محمد المقريف عن ارتياحه لرد فعل السكان على "الكتائب الخارجة عن الشرعية"، لكنه دعا المتظاهرين إلى الانسحاب فورا من أماكن وجود كتائب وزارة الدفاع، مشيرا إلى كتيبة راف الله السحاتي وكتيبة 17 فبراير وكتيبة درع ليبيا.

واتهم وزير الداخلية فوزي عبد العال من جهته أشخاصا "اندسوا بين المتظاهرين"، وبعضهم كما قال ينتمون إلى أجهزة الأمن ويريدون إشاعة "الفوضى والتمرد". 

المصدر : الجزيرة + وكالات