الخرطوم وصنعاء ترفضان المارينز

Smoke billows from the US embassy in the Sudanese capital Khartoum during a protest against an amateur film mocking Islam on September 14, 2012. Two protesters were killed as security forces used tear gas against thousands of demonstrators angered by the anti-Islam film "Innocence of Muslims" as they tried to approach the US mission after the British and German embassies were stormed earlier. AFP
undefined

رفضت الحكومة السودانية طلبا أميركيا بإرسال قوات أميركية خاصة لحماية سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم التي تعرضت لهجوم من قبل متظاهرين كانوا يحتجون على بث الفيلم المسيء للإسلام، وهو الموقف الذي عبرت عنه اليمن عبر برلمانها السبت عندما رفضت قدوم عناصر من مشاة البحرية الأميركية (مارينز) لحماية سفارة بلادهم في صنعاء.

ففي الخرطوم نقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) عن متحدث باسم الخارجية السودانية قوله إن "الحكومة الأميركية أبدت رغبتها في إرسال قوات خاصة لحماية سفارتها بالخرطوم على خلفية الاحتجاجات التي سادت معظم دول العالم الإسلامي"، مضيفا أن وزير الخارجية السوداني علي كرتي "اعتذر عن استقبال هذه القوات". 

وأوضح المتحدث أن واشنطن أبلغت الخرطوم بطلبها هذا خلال اتصال جرى الجمعة "بين مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ووزير الخارجية" السوداني الذي برر رفض هذا الطلب بالتأكيد على "قدرة السودان علي حماية البعثات الدبلوماسية الموجودة في الخرطوم والتزام الدولة بحماية ضيوفها من منسوبي البعثات الدبلوماسية". 

وقتل ثلاثة الجمعة في مصادمات وقعت أمام السفارة الأميركية في الخرطوم بين متظاهرين كانوا ينددون بالفيلم المسيء للإسلام وقوات الأمن السودانية التي منعتهم من اقتحام السفارة.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أمس الجمعة أنها تدرس إرسال قوات من مشاة البحرية إلى السودان لحماية السفارة في الخرطوم، مؤكدة أنها أرسلت فريقا منهم لحماية السفارة في اليمن بعد تعرضها لاحتجاجات مماثلة.

وإثر تظاهرات الخرطوم حث جو بايدن نائب الرئيس الأميركي نظيره السوداني علي عثمان محمد طه على حماية الدبلوماسيين في السودان، وذلك وفقا لما أعلنه البيت الأبيض السبت.

وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أعلن أن بلاده قامت بنشر قوات تمكنها من الرد على اضطرابات قد تنشأ في 17 أو 18 موقعاً محورياً في العالم توليها الوزارة تركيزاً خاصاً، وذلك على خلفية الفيلم المسيء.

ونقلت مجلة فورين بوليسي الأميركية عن بانيتا قوله "يجب أن نكون مستعدين تحسبا لخروج هذه الاضطرابات عن السيطرة". 

صدامات بين الشرطة والمتظاهرين أمام السفارة الأميركية بصنعاء (الفرنسية)
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين أمام السفارة الأميركية بصنعاء (الفرنسية)

رفض يمني
ولم يكن الأمر في صنعاء مختلفا، فقد عبر البرلمان اليمني  السبت عن رفضه لقدوم عناصر من المارينز لحماية سفارة بلادهم في العاصمة اليمنية.

وقال مجلس النواب اليمني في بيان إنه "لا يقبل أي وجود أجنبي على أراضي الجمهورية اليمنية سواء كان صغيرا أو كبيرا تحت أية ذريعة، ويطالب برحيل هذه القوات خاصة وحدة المارينز التي أعلن وصولها مؤخرا". 

وأضاف البيان أن المجلس "يطالب الحكومة بالقيام بواجبها في حماية السفارات وتأمين حياة السفراء والدبلوماسيين من الأشقاء والأصدقاء والضيوف"، وأكد على حق الاحتجاج بالطرق السلمية بعيدا عن العنف.

وأدان نواب اليمن الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولدين الإسلام، وطالبوا الولايات المتحدة بالاعتذار الرسمي للمسلمين ومعاقبة كل من أسهم في إنتاج الفيلم المسيء وسحبه من دور العرض والمواقع الإلكترونية.

كما طالبوا المنظمات الدولية بتشريع قانون دولي يجرم الإساءة للأنبياء والرسل والأديان والإساءة للمقدسات الدينية، وأهاب بالبرلمانات والحكومات العربية والإسلامية أن تضغط على الأمم المتحدة لإصدار ذلك القانون، كما حذر من استمرار الإساءة للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم والإسلام والمقدسات الإسلامية بأي طريقة من الطرق.

من جهته رأى النائب اليمني وعضو هيئة علماء اليمن الشيخ محمد الحزمي أن مجلس النواب انطلق من رفضه لوجود القوات الأميركية من ناحية شرعية وأخرى دستورية.

وقال الحزمي في حديث للجزيرة نت "نحن لا نقبل أن تأتي أي دولة بقواتها لحماية سفاراتها أو مصالحها، وحكومة اليمن هي المسؤولة عن حماية المصالح الأجنبية".

واعتبر أن الأميركيين بوجودهم العسكري في البحر والجو والبر يكونون قد انتهكوا سيادة اليمن، وأكد أن هذا الأمر يؤلب الشعب اليمني كونه يرفض أي وجود أجنبي على أراضيه.

من جانبه دعا الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك نايف القانص في حديث للجزيرة نت الحكومة اليمنية إلى عدم القبول بوجود القوات الأميركية داخل البلاد، واعتبر أن ذلك سيفقد الحكومة ثقة الشعب اليمني.

ورأى القانص أن وصول قوات المارينز إلى صنعاء يمثل انتهاكا للسيادة اليمنية، وأكد أن ذلك سيؤجج غضب الشارع اليمني ضد الولايات المتحدة، مشددا على أن أمن وحماية السفارات هو مسؤولية القوات اليمنية.

وقال إن أحزاب المشترك تدين اقتحام السفارات والمصالح الأجنبية وأعمال العنف، وتؤكد على الاحتجاج السلمي الحضاري والالتزام بالقانون والدستور، وفي المقابل دعا القانص الإدارة الأميركية إلى الاعتذار ومحاسبة من قام بنشر الفيلم المسيء لرسول الإسلام صلى الله عليه وسلم.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت بعد أعمال عنف سجلت الخميس والجمعة عن إرسال فريق من المارينز لحماية السفارة الأميركية في اليمن. وقال جورج ليتل المتحدث باسم الوزارة إن نشر نحو خمسين عنصرا من المارينز في اليمن "هو إجراء احتياطي". 

وكان أربعة قتلوا الخميس في صدامات بين الشرطة ومتظاهرين يحتجون قرب السفارة الأميركية بصنعاء على الفيلم المسيء. وهاجم آلاف المتظاهرين مجمع السفارة الأميركية وأحرقوا عددا من السيارات في فنائه. 

وعبر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن "قلقه على أمن" دبلوماسيي السفارة الأميركية في اليمن، وذلك في اتصال هاتفي مع نظيره اليمني عبد ربه منصور هادي.

المصدر : وكالات