هدوء حذر ومطالبة بالأمن بطرابلس لبنان

ساد هدوء حذر مدينة طرابلس الساحلية بشمال لبنان الخميس بعد خرق لإطلاق النار صباحا، في حين طالب ممثلو عدد من القوى السياسية والمدنية الجيش بفرض الأمن في المدينة واعتقال كل من  تورط في إطلاق النار.

وذكر مصدر أمني لبناني أن "الهدوء الحذر يسود منطقتي باب التبانة وجبل محسن، بالرغم من بعض عمليات القنص التي شهدتها مناطق الاشتباكات".

وأسفرت الاشتباكات بين مسلحين موالين ومعارضين للنظام السوري عن سقوط قتيلين وعدد من الجرحى اليوم. وقد لقي 13 شخصاً على الأقل حتفهم وأصيب أكثر من مائة في القتال هذا الأسبوع.

وقال مراسل الجزيرة إن الجيش نشر قواته ودباباته في الشوارع صباح الخميس لتهدئة الأوضاع، حيث انحسرت الاشتباكات في أغلب المناطق. 

وقد خلفت الاشتباكات في شمال لبنان عشرات القتلى والجرحى، سقط معظمهم برصاص القناصة من الجانبين المتمركزين في حيي التبانة وجبل محسن. ويصف العاملون في المجال الصحي والطوارئ في المدينة الوضع هناك بأنه كارثي نظراً لصعوبة تحديد مصادر نيران القناصة لتجنبها.

المعارضة دعت ميقاتي للاستقالة على خلفية أحداث طرابلس (الجزيرة-أرشيف)
المعارضة دعت ميقاتي للاستقالة على خلفية أحداث طرابلس (الجزيرة-أرشيف)

اجتماعات مفتوحة
من جهة ثانية ترأس رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اجتماعا أمنيا في طرابلس، لمتابعة التطورات الراهنة في المدينة، ضم وزراء الدفاع فايز غصن والداخلية مروان شربل والمالية محمد الصفدي والدولة أحمد كرامي والاقتصاد نقولا نحاس، إضافة إلى نواب مدينة طرابلس والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والمسؤولين الأمنيين في المدينة. 

وقال مصدر رسمي إن المجتمعين بحثوا "في كيفية إيجاد حل جذري لهذه  المعضلة (الاشتباكات التي اندلعت في طرابلس) التي أصبحت تشكل تهديدا  للسلم الأهلي في طرابلس وكل لبنان".

وأوضح المصدر أن المجتمعين أعلنوا "عن إبقاء اجتماعاتهم مفتوحة"، كما ثمنوا "دور الجيش والقيادات الأمنية وطلبوا منها العمل على فرض الأمن بكل الوسائل وتوقيف مطلقي النار".

من جهة أخرى طالب ممثلو عدد من القوى السياسية والمدنية في مدينة طرابلس خلال اجتماع في منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الجيش بفرض الأمن في طرابلس واعتقال كل من تورط في إطلاق النار.

وكانت المعارضة اللبنانية قد دعت ميقاتي إلى الاستقالة، ووصف رئيس الحكومة اللبنانية تلك المطالبة بأنها ليست جديدة بل بدأت مع تشكيل الحكومة، "ونحن قلنا منذ اليوم الأول إننا تسلمنا مهمة وطنية ومقتنعون بها، وسنستمر طالما هناك ضرورة وطنية".

وأضاف أن الأولوية الآن ليست للحديث عن الاستقالة أو عن تشكيل حكومة "بل الأولوية، كل الأولوية لقطع دابر الفتنة".

فرنسا أدانت بشدة الاشتباكات في طرابلس (الفرنسية)
فرنسا أدانت بشدة الاشتباكات في طرابلس (الفرنسية)

فرنسا تدين
على الصعيد الدولي، أدانت فرنسا اليوم بشدة ما وصفته بأنه اشتباكات بين العلويين والسنّة بمدينة طرابلس اللبنانية، وأعلنت أنها تتابع بكل انتباه تطوّر الوضع هناك، مؤكدة على ضرورة ألا ينقل لبنان إلى أرضه نزاعا ليس له، في إشارة إلى النزاع السوري.

وقال بيان لوزارة الخارجية الفرنسية "تدين فرنسا بشدة الاشتباكات الجديدة أمس في طرابلس التي وقعت بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، اللتين تشهدان اشتباكات بين الحين والآخر نتيجة خلافات تاريخية عززتها الأحداث في سوريا".

من جهته أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مؤتمر صحفي عقده في باريس، عن أمله في ألا تنتشر عدوى النزاع في سوريا إلى لبنان، واتهم أشخاصاً ومجموعات بالعمل لتحقيق ذلك.

المصدر : الجزيرة + وكالات