الحبس الاحتياطي لصحفي مصري
قررت محكمة مصرية اليوم الخميس حبس صحفي احتياطيا عند بدء محاكمته بتهمة نشر معلومات كاذبة والتحريض على زعزعة استقرار البلاد، إلى حين استئناف محاكمته الشهر المقبل على ذمة القضية التي يواجهها.
وبدأت محكمة جنايات القاهرة محاكمة رئيس تحرير جريدة الدستور إسلام عفيفي، وخلال الجلسة قررت المحكمة التحفظ على الصحفي وحبسه احتياطيا على ذمة القضية وتأجيل المحاكمة إلى 16 سبتمبر/أيلول المقبل لتمكين الدفاع من الاطلاع على أوراق القضية والاستعداد للمرافعة.
واتهمت النيابة عفيفي بإهانة رئيس الجمهورية محمد مرسي عن طريق النشر، وأيضا بتهديد أمن وسلامة البلاد ومحاولة حشد مليشيات من البلطجية للاعتداء علي مؤيدي مرسي.
كما وجهت إليه اتهامات بنشر أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام مثل "قيام الدولة ببيع أراضي العريش إلي الفلسطينيين تمهيدا لاحتلالهم سيناء، وأن رئيس الجمهورية أمر بفتح معبر رفح لإدخال مقاتلين بالأسلحة الثقيلة لزعزعة استقرار أمن سيناء".
وفور نطق المحكمة بقرارها، سادت حالة من الهرج داخل القاعة، وردد الصحفيون الموجودون لدعم زميلهم هتافات من بينها "اجمد اجمد يا إسلام الحرية للإعلام".
وقال مصدر قضائي إن هذه هي المرة الأولى منذ عقود التي تُقرر فيها المحكمة حبس صحفي احتياطياً، كما تعد أول محاكمة بحق صحفي مصري منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك في فبراير/شباط 2011.
الصحفي نشر أخبارا تزعم أن الدولة باعت أراضي العريش إلي الفلسطينيين تمهيدا لاحتلالهم سيناء، وأن رئيس الجمهورية أمر بفتح معبر رفح لإدخال مقاتلين بالأسلحة الثقيلة لزعزعة استقرار أمن سيناء |
إهانة وتحريض
وقد أعلنت الملاحقات القضائية بحق عفيفي يوم 16 أغسطس/آب الماضي في نفس الوقت مع تلك الصادرة بحق رئيس قناة الفراعين "الخاصة" توفيق عكاشة الذي وجهت إليه تهمة "التحريض على قتل" الرئيس مرسي.
وكانت النيابة العامة قررت منع عكاشة وعفيفي من السفر لوجود بلاغات بحقهما بتهمة "إهانة رئيس الجمهورية".
كما قررت السلطات "وقف بث قناة الفراعين لمدة شهر وتوجيه إنذار لها بسحب ترخيصها إذا استمرت تجاوزاتها" وذلك بعد تهديدات وجهها عكاشة إلى الرئيس مرسي، وفق التلفزيون المصري الرسمي.
وقالت مواقع صحفية مصرية إن عكاشة -وهو من مؤيدي نظام الرئيس المخلوع- كان دعا في برنامجه اليومي على قناة الفراعين الرئيس مرسي إلى عدم المشاركة في جنازة حرس الحدود المصريين الذين قتلوا في سيناء مؤكدا أن حياته ستكون مهددة.
ويتابع الرأي العام المصري قرارات صدرت مؤخراً بإغلاق فضائية الفراعين، وتقديم بلاغات ضد رؤساء تحرير صحف الدستور، والفجر عادل حمودة، وصوت الأمة عبد الحليم قنديل، بتهم إهانة رئيس الجمهورية والتحريض عليه.
ويرى بعض المعارضين لمرسي أن تلك القرارات محاولة من جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي لها الرئيس، لإسكات الأصوات المعارضة لسياستها الرامية لصبغ المجتمع بصبغة الإسلام السياسي.
وتأتي هذه الأحداث بينما أعلن ناشطون مناهضون لمرسي عن تنظيم مظاهرات احتجاج غدا الجمعة ضد رئيس الجمهورية.
وكانت الخارجية الأميركية أعربت الخميس الماضي عن "قلقها البالغ حيال تقييد الحريات الاعلامية في مصر".