صدمة بجنوب أفريقيا ودعوات لوقف العنف

A policeman collects weapons that were supposedly used by protesting miners after they were shot outside a South African mine in Rustenburg, 100 km (62 miles) northwest of Johannesburg, August 16, 2012. South African police opened fire on Thursday against thousands of striking miners armed with machetes and sticks at Lonmin's Marikana platinum mine, leaving several bloodied corpses lying on the ground. A Reuters cameraman said he saw at least seven bodies after the shooting
undefined

طغت أجواء صدمة في جنوب أفريقيا بعد مقتل 25 شخصا من عمال مناجم البلاتين المضربين بنيران رجال الشرطة في أبرز تصعيد لأعمال عنف مستمرة في البلاد منذ أكثر من أسبوع، فيما طالب الرئيس جاكوب زوما الذي أدان الحادث بوقف العنف، فيما دعت قيادية بالمعارضة إلى إجراء تحقيق مستقل يوضح ملابسات الحادث لتجنب المزيد من إراقة الدماء.

وقال زوما "لقد صدمنا وأصبنا بالفزع بسبب هذا العنف العبثي. نعتقد أن هناك مساحة كافية في نظامنا الديمقراطي لحل أي نزاع من خلال الحوار دون حدوث أي خرق للقانون أو الاتجاه للعنف"، وأعرب عن تعازيه "لأسر كل الذين فقدوا حياتهم منذ بدء أعمال العنف".

ودعا رئيس جنوب أفريقيا الحركة العمالية ورجال الأعمال للتعاون مع الحكومة للسيطرة على الوضع قبل أن يتدهور أكثر من ذلك، وقال إنه أمر الجهات المعنية بتطبيق القانون ببذل كل جهد ممكن لتحقيق السيطرة على الوضع وتقديم مرتكبي أعمال العنف إلى المحاكمة.

وكانت قوات مكافحة الشغب في جنوب أفريقيا فتحت النار أمس الخميس على عمال مناجم مضربين كانوا يتسلحون بالمناجل والعصي مما أدى إلى مقتل 25 شخصا، ويعمل المضربون في منجم مريكانا قرب راستنبيرغ (شمال غرب) الذي تديره مجموعة لونماين، ثالث منتج للبلاتين في العالم.

وقالت السلطات في موقع الحادث إن بعض المضربين عن العمل أطلقوا عيارات نارية حية على الشرطة بعد أن استخدمت السلطات الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق عمال المناجم. وأدى هذا إلى الرد بوابل كثيف من الطلقات من جانب الضباط المسلحين.

وكانت الشرطة قد حذرت العمال من أنها ستتحرك لإجلائهم عن هضبة كانوا يحتشدون عليها منذ أواخر الأسبوع الماضي، وقد سبق هذه المجزرة سقوط عشرة قتلى يوم الجمعة الماضي بينهم حراس أمن واثنان من عناصر الشرطة. وآخرون لقوا حتفهم حرقا أو تم تقطيعهم حتى لفظوا أنفاسهم الأخيرة. وقد تواصلت أعمال العنف طوال الاسبوع الماضي.

وهناك إشارات إلى أن أعمال العنف تتعلق بحرب بسط نفوذ بين النقابة الوطنية لعمال المناجم المهيمنة ورابطة عمال المناجم المشكلة حديثا ونقابة عمال البناء.

وقالت المصادر إنه أثناء اشتباك الاثنين بين عمال مناجم وعناصر من الشرطة كانوا يحاولون إعادة الهدوء، قتل ثلاثة رجال بالرصاص -بحسب الشرطة التي تذرعت بدفاع مشروع عن النفس- وتعرض حارسان للضرب حتى الموت.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم لقى حارسان أمنيان حتفهما عند إلقاء قنبلة حارقة على سيارتهما كما قتل شخصان آخران في أعمال عنف بين النقابات، سقط الأول بينما كان متوجها إلى العمل والثاني بضربات فأس في مكان منامه.

وعبرت لونماين عن أسفها الثلاثاء لـ"انفجار العنف بشكل خطير".

وقالت المجموعة في بيان "إن الإنتاج اضطرب بشكل خطير منذ الجمعة الماضية إثر إضراب غير مشروع لعمال الحفر وتزايد حالات العنف والتخويف".

وقتل عاملان في فبراير/شباط الماضي في منجم يعود إلى شركة إمبالا بلاتينيوم قرب راستنبيرغ أيضا خلال إضراب طويل أرغم المنجم على إغلاق أبوابه خلال أسابيع عدة.

من جانبها، طالبت القيادية في التحالف الديمقراطي المعارض هيلين زيي بإجراء تحقيق مستقل في الحادث، ودعت جميع الأطراف بما فيها الشرطة، إلى اتخاذ جميع الإجراءات لوقف تصعيد الصراع وتجنب إراقة المزيد من الدماء.

وقالت "مطلوب إجراء تحقيق عاجل مستقل لتحديد ما حدث بالضبط، ومن المسؤول عن هذه المجزرة، من حقنا أن نعرف لماذا وكيف حدث هذا؟".

وشهدت المناجم في جنوب أفريقيا مواجهات دامية مرات عديدة في الماضي، عندما رفض عمال ينتمون إلى بعض النقابات تلبية الدعوات إلى الإضراب التي كانت تطلقها نقابات أخرى أو رفضوا إنهاء حركات إضراب.

لكن المواجهات في منجم مريكانا بين الاتحاد الوطني لعمال المناجم النافذ ورابطة عمال المناجم والبناء هي الأعنف في السنوات الأخيرة.

المصدر : الصحافة البريطانية + وكالات