أزمة الكهرباء أمُ المشاكل بغزة

مولدات محطة التوليد متوقفة عن العمل نتيجة عدم توفر الوقود
undefined

 أحمد فياض-غزة

لا تغيب أزمة الكهرباء عن ألسنة الناس في قطاع غزة، فهي أمُ المشاكل التي تكدر نفوس الصائمين في الليل والنهار لطول فترات انقطاعها تزامناً مع الارتفاع المطرد في درجات الحرارة.

ورغم أن الأزمة ليست وليدة شهر رمضان فإن تزامن حلوله مع أكثر أيام السنة ارتفاعا في درجات الحرارة جعل فريضة الصيام قاسية جداً على أهل غزة الذين اعتادوا على التعايش مع الأزمة خلال سنوات الحصار الأخيرة.

وتسود سكان غزة حالة من التذمر وخيبة الأمل بعد أن فشلت سلطة الطاقة بالإيفاء بوعودها وتقليص ساعات قطع التيار الكهربائي خلال رمضان، بفعل التباطؤ المصري والإسرائيلي في إدخال كميات كافية من الوقود القطري اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء بكامل طاقتها.

‪أبو العمرين: كميات الوقود التي تدخل غزة لا تكفي لتشغيل محطة التوليد بكافة طاقتها‬ (الجزيرة نت)
‪أبو العمرين: كميات الوقود التي تدخل غزة لا تكفي لتشغيل محطة التوليد بكافة طاقتها‬ (الجزيرة نت)

أشكال المعاناة
وتلقي أزمة الطاقة الكهربائية بظلالها على كافة تفاصيل مجرى الحياة في غزة، ليس أقلها حصول الصائم على كوب ماء بارد عند الإفطار، أو إضاءة كافية لتناول السحور، حيث إذا ما توفرت الكهرباء في ساعة الإفطار فحتماً سيفقدها الصائمون في ساعة السحور، وبالعكس.

كما أن انقطاع التيار الكهربائي ألقى بظلاله على صعيد أداء العبادات، حيث يضطر المصلون إلى أداء صلاة التراويح  في العراء خارج المساجد هرباً من الحرارة الناجمة عن اكتظاظ المصلين وتوقف مراوح الهواء ووحدات التكييف.

ويعد سكان مخيمات اللاجئين، وهم الغالبية العظمى لسكان القطاع، أكثر الفئات معاناة وتضرراً من انقطاع التيار الكهربائي في رمضان، نظراً للاكتظاظ السكاني الشديد وكثافة وضيق المباني السكنية البدائية على رقع جغرافية محدودة.

ترقب
وتتجه أنظار أهل غزة صوب القاهرة ترقباً لما سيرشح عن لقاء رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية بالرئيس المصري محمد مرسي، حيث ستكون أزمة إمداد غزة بالوقود على سلم أولويات اللقاء وفق مسؤولين بالحكومة.

ويقول مدير مركز المعلومات في سلطة الطاقة والموارد الطبيعة أحمد أبو العمرين إن صعوبة  وصول كميات كافية من منحة الوقود القطري أو الوقود الإسرائيلي لا تتيح تشغيل كافة مولدات محطة تشغيل الكهرباء.

وأضاف أن محطة التوليد بحاجة إلى 570 ألف لتر من الوقود يومياً لتشغيل المحطة بكامل طاقتها، بينما ما يصل إلى غزة لا يتعدي أربعمائة ألف لتر على مدار خمسة أيام، لأن الاحتلال يغلق المعبر يومي الجمعة والسبت.

‪خزانات الوقود بمحطة توليد الكهرباء فارغة تنتظر إمدادها بالوقود لتشغيل المحطة بكامل طاقتها‬ (الجزيرة نت)
‪خزانات الوقود بمحطة توليد الكهرباء فارغة تنتظر إمدادها بالوقود لتشغيل المحطة بكامل طاقتها‬ (الجزيرة نت)

السبب والحل
وتعود قلة  كميات الوقود -وفق المسؤول في سلطة  الطاقة- إلى العراقيل التي يضعها  الاحتلال على مرور الوقود إلى غزة، والسلطات المصرية التي ترفض إرسال كميات كافية من الوقود القطري يومياً.

وأوضح أبو العمرين للجزيرة نت أن الحكومة الفلسطينية المقالة طالبت أكثر من مرة وزارة البترول المصرية والهيئة العامة بالسماح بزيادة  كميات الوقود القطري الممنوح لغزة ولكن دون جدوى، مشيراً أن أزمة الوقود ضمن أهم الملفات التي تناولها رئيس الحكومة الفلسطينية مع الرئيس المصري.

وشدد على أن سلطته لا تملك أفقا لحل الأزمة سوى دخول كميات كافية لتشغيل محطة الوقود بكامل طاقتها، لافتاً إلى صعوبة توفير التيار الكهرباء في ساعات الفطور والسحور بشكل دائم لكافة المناطق في آن واحد، كون تلك الأوقات تمثل مستوى الذروة في استهلاك الكهرباء من قبل المواطنين.

المصدر : الجزيرة