معاناة اللاجئين السوريين في لبنان

بعض سكان دمشق يفرون منها بحلول رمضان
undefined
 

أجبرت التطورات العسكرية الخطيرة التي شهدتها دمشق في الأيام الأخيرة نحو ثلاثين ألف سوري على الفرار من جحيم القصف ونار الاشتباكات المُتقطعة نحو البقاع اللبناني، ملتحقين بعشرات الآلاف الذين سبقوهم من حمص وغيرها من المدن السورية التي وقعت تحت هجمات جيش النظام.

وتوزع القادمون الجدد على المدارس وبيوت الأقارب والأصدقاء، في حين جنح البعض إلى البحث عن ملجأ في ظل ارتفاع إيجارات الشقق بشكل كبير في مجدل عنجر التي فتحت مدارسها ومساجدها أمام النازحين السوريين.

ومن بين اللاجئين سيدة قبلت بالحديث دون التصوير إلى دويتشه فيله تحت اسم دانا، ولم يمض على وجودها في لبنان سوى يوم واحد، قالت إنها قدمت من منطقة عين ترما في دمشق، وتحدثت عن تفجيرات متواصلة وخراب يعم الشوارع والمنازل في معظم أحياء دمشق.

وتضيف دانا أن سكان العاصمة لم يكونوا يشعرون بمعاناة الناس في المدن الأخرى إلا عبر ما يسمعونه ممن نزحوا إلى العاصمة. أما الآن فقد وصل "السكين إلى الذقن"، فعدا عن الوضع الأمني السيئ، لم يعد الغاز والوقود متوفرين، وارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل صاروخي.

لاجئ آخر وصل قبل يومين وسمى نفسه فراس، يقول إن الجيش الحر سيطر على أحياء كثيرة في دمشق وضواحيها، وهذا جعل النظام يزيد من هجمته، مما زاد من صعوبة الحياة بالنسبة لسكان دمشق ودفعهم إلى حالة قصوى من التقشف في الاستهلاك.

عشرات آلاف السوريين باتوا لاجئين في لبنان (دويتشه فيله)
عشرات آلاف السوريين باتوا لاجئين في لبنان (دويتشه فيله)

استياء
ورغم الجهد الذي تبذله الجمعيات الخيرية لتأمين احتياجات اللاجئين السوريين الذين توزعوا على مدرستين ومسجد في مجدل عنجر، فإن هناك حالة من الاستياء بين اللاجئين لافتقادهم أبسط شروط الحياة الكريمة.

فقد رفضت بلديات في البقاع استقبال اللاجئين، في حين لجأ كثير من أصحاب الشقق إلى ابتزازهم برفع أسعار الإيجارات لأكثر من الضعف، بحيث استعصت إلا على أغنياء السوريين.

ولم يبق أمام أغلب اللاجئين إلا مجمع الأزهر الذي أخذ على عاتقه تسجيل أسماء النازحين ومحاولة مساعدتهم حسب إمكاناته، ليتحول السوريون هناك إلى أرقام وبطاقات إعانة، حيث يتجمع مئات الصائمين منهم أمام المبنى للحصول على مكان للمبيت به قبل حلول الظلام.

بيد أن لاجئين التقتهم دويتشه فيله قالوا إن أهالي المنطقة المضيفة حرصوا على تأمين أشغال للرجال لمساعدتهم في سد رمق عائلاتهم، ولا يخفي كثير منهم يقينه بأن الثورة ستنتصر وأن أيامهم في المهجر قليلة.

المصدر : دويتشه فيله