عشرات القتلى وتصعيد عسكري بدمشق

تشهد العاصمة السورية دمشق مواجهات عنيفة بين مقاتلي الجيش الحر وجيش النظام الذي بات يستخدم المروحيات والدبابات في قصف الأحياء الثائرة. وقد تصاعدت وتيرة المواجهات بعد مقتل أربعة من أهم القادة العسكريين والأمنيين في انفجار مبنى الأمن القومي. ذلك بينما قتل اليوم أكثر من ثمانين شخصا بعد يوم دام قتل فيه أكثر من مائتي شخص.

وقال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن مئات الجنود ومعهم عشر دبابات هاجموا حي الميدان منذ الصباح للسيطرة عليه، وإن معارك عنيفة تدور الآن في الحي بين الجيش السوري الحر وقوات النظام.

غالبا ما يسقط المدنيون في بيوتهمضحايا لقصف الجيش النظامي (الجزيرة)
غالبا ما يسقط المدنيون في بيوتهمضحايا لقصف الجيش النظامي (الجزيرة)

قصف ومواجهات
وقال ناشطون إن دمارا واسعا لحق بعدد من المباني السكنية والأسواق التجارية والمساجد جراء قصف الجيش النظامي على حي الميدان، مما أدى إلى نزوح عدد كبير من الأهالي إلى المناطق المجاورة، في وقت عرض فيه التلفزيون السوري مشاهد وصفها بأنها اشتباكات بين الجيش النظامي مع "فلول من الإرهابيين".

كما جدد الجيش النظامي قصفه الجوي والبري لحيي القابون والست زينب، مع انتشار كثيف للقناصة. وقد تعرض مخيم اليرموك للقصف، بينما تعرضت أحياء العسالي والحجر الأسود ونهر عيشة وسبينة لهجمات من قوات الأمن والشبيحة أدت إلى عمليات نزوح كبيرة.

وأفاد ناشطون بأن الشبيحة دخلوا إلى أحياء العسالي والقدم والحجر الأسود في دمشق بحماية قوات النظام، واقتحموا منازل المدنيين وارتكبوا مجزرة بحقهم استخدموا فيها الأسلحة والسكاكين.

وقالت شبكة شام إن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وقوات الأمن قرب رئاسة مجلس الوزراء في المزة (بستاين) وقرب كفر سوسة حيث سمعت أصوات انفجارات، وأكد ناشطون تدخل المروحيات في الاشتباكات.

وأشار نشطاء إلى أن مدفعية جيش النظام قصفت حي المزة في دمشق، وقالوا إن بطاريات المدفعية المتمركزة على جبل قاسيون المطل على دمشق بدأت قصف المنطقتين بصورة متقطعة منذ الساعة السابعة مساء أمس.

وكانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر بالداخل قد أعلنت في بيان فجر الثلاثاء بدء عملية "بركان دمشق وزلازل سوريا" في كل المدن والمحافظات السورية.

وفي موازاة ذلك، دعا مجلس قيادة الثورة بدمشق إلى "تفعيل العمل الثوري بكل أشكاله دون تلكؤ، وإلى تصعيد واستكمال الإضرابات والعصيان المدني في كل سوريا"، مهنئا "شعبنا بالقضاء على الدفعة الأولى من كبار المجرمين بحقه".

الجيش الحر أعلن عن عملياته في العاصمة تحت اسم
الجيش الحر أعلن عن عملياته في العاصمة تحت اسم "بركان دمشق" (الفرنسية)

عمليات عسكرية
وفي ريف دمشق كثفت قوات الجيش الحكومي من عملياتها العسكرية على مدن حرستا وعربين وعين ترما وزملكا، وقالت شبكة شام إن المروحيات ومدافع الهاون تقصف المدن المذكورة.

وفي مضايا والزبداني بريف دمشق نزح عدد كبير من الأهالي جراء القصف الذي تتعرض له البلدتان، وبث ناشطون صورا لأسرة قتلت في منزلها جراء القصف العشوائي.

كما بث ناشطون صور خمسة أشخاص قتلوا في بلدة عربين بريف دمشق وأعمدة دخان تتصاعد من البلدة نفسها. وفي ضاحية قدسيا بريف دمشق بث الناشطون صورا لتشييع أشخاص قتلوا بنيران قوات النظام.

وقد استمرت العمليات العسكرية للجيش النظامي في مناطق سوريا المتوترة بريف حلب ودرعا وحماة ودير الزور، وقال ناشطون إن قوات النظام كثفت قصفها لمدينة الرستن بمحافظة حمص مما أدى إلى احتراق وتدمير عدد كبير من المنازل وسقوط عشرات الجرحى، وسط استمرار انقطاع الماء والكهرباء وحليب الأطفال والأدوية.

كما استمر القصف على مدينة تلبيسة بالمروحيات والدبابات، وقالت شبكة شام إن دبابات حديثة من نوع تي-72 تحاصر المدينة تحضيرا لاقتحامها. وفي تلكخ والقصير استمرت موجات القصف، شأنها شأن أحياء حمص القديمة وجورة الشياح والقرابيص والخالدية.

وفي دير الزور سقط عدد من الجرحى في قصف استهدف بلدة الخريطة، كما تجدد القصف على عدد من أحياء المدينة، وهذا ما حدث في بلدة سراقب بمحافظة إدلب التي تعرضت لقصف بعد منتصف اليوم دون إحصاء النتائج.

جيش النظام يتكبد خسائرفي مواجهته مع الجيش الحر (الفرنسية)
جيش النظام يتكبد خسائرفي مواجهته مع الجيش الحر (الفرنسية)

وأحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 81 شخصا اليوم أغلبهم في دمشق وإدلب، وأوردت في تقريرها مقتل 32 شخصا في دمشق وريفها و12 في إدلب و11 في حماة وعشرة في حمص وستة في حلب وخمسة في درعا وأربعة في دير الزور.

انشقاقات
على صعيد آخر قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن انشقاقات عديدة وواسعة تتم في عدة مناطق سورية بعد إعلان مقتل القيادات العسكرية في الجيش النظامي, حيث أعلن انشقاق حواجز بأكملها بضباطها وجنودها وسلاحها في عدة مناطق من دمشق وريفها وحلب وحماة وإدلب.

وفي دمشق أعلن عن انشقاق العميد الركن زكي لوله نائب قائد عمليات المنطقة الجنوبية, إضافة إلى انشقاق عدد كبير من عناصر الجيش السوري بينهم منشق برتبة عقيد في حي التضامن. كما تحدثوا عن انشقاق عسكريين بأسلحتهم في حي جوبر.

وقالت لجان التنسيق إن انشقاقات كبيرة وقعت في مدن وبلدات كفر زيتا والطيبة ومورك بحماة, إضافة إلى انشقاق ضخم في كفر روما وجبل الزاوية بإدلب, وقال الناشطون إن أكثر من 100 عسكري نظامي فروا من حواجز مختلفة في مدينة حمص.

وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا باسل حفار إن الانشقاقات في صفوف الجيش النظامي بلغت أعلى مستوياتها اليوم منذ بداية الثورة، بعد الإعلان عن مقتل عدد من قادة النظام السوري.

المصدر : وكالات