أنان في إيران لبحث الأزمة السورية
وصول أنان إلى طهران تزامن مع تصريحات لوزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي على هامش زيارته لأبو ظبي قال فيها إن الشعب السوري يجب أن تتاح له حرية اختيار رئيسه بنفسه في الانتخابات المقررة عام 2014، داعيا الدول المعنية بهذا الأزمة إلى أن تتجنب حتى ذلك الحين عدم تفاقم إراقة الدماء من خلال التدخل على الأرض في الصراع الدائر هناك.
خطة جيدة
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي في رسالة على موقع تويتر إنهم أكدوا في كلا الاجتماعين لأنان التزام سوريا بالخطة المؤلفة من ست نقاط ويأملون بأن يلتزم الجانب الآخر أيضا.
وفي مقابلة تلفزيونية الأحد قال الأسد إنه ما زال ملتزما بخطة أنان واتهم الولايات المتحدة والسعودية وقطر وتركيا بتزويد المعارضة المسلحة بالسلاح والدعم المتعلق بالإمداد والتموين.
ووصف في مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني (إيه آر دي) خطة أنان بأنها "خطة جيدة للغاية" ويجب عدم السماح بفشلها رغم ما يواجهه أنان من عقبات لا حصر لها.
وأعرب الأسد عن رفضه لدعاوى التنحي الموجهة إليه، قائلا إنه لا ينبغي على الرئيس أن يهرب من التحديات الوطنية التي تواجه بلاده.
تصريحات الشيخ
وفي تعليقه على التطورات السياسية الأخيرة في سوريا قال قائد المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر العميد الركن مصطفى الشيخ للجزيرة إن مبادرة أنان فشلت ولم تعط أي نتيجة.
وهاجم ما سمي بالمنهج الجديد الذي سينقله أنان لما سماها المعارضة المسلحة، قائلا ليس المطلوب أن يحاور أنان الأسد على مشروع سياسي يقره ويرتئيه هو وليس الشعب السوري.
وأضاف أن أي خطة لا تتضمن إسقاط النظام بكل رموزه وأركانه لا يمكن أن تحقق أي تقدم، فالفصائل المسلحة على الأرض متفقة كلها على إسقاط النظام، لكن يخطئ من يظن أن بإمكان أي أحد التحكم فيها.
وانتقد الشيخ موقف الدول الغربية، قائلا إنه منذ انطلاقة الثورة في سوريا كان ما تفعله الدول الكبرى هو الحفاظ على مصالحها دون مراعاة الشعب السوري أو مصلحته.
وقال إنه كلما زاد الضغط على الجيش والنظام السوري سارعت هذه الدول وزادت من وتيرتها لحل المشكلة، وأكد أن كل المبادرات السياسية منذ أول مؤتمر حتى أصدقاء سوريا كانت توفير مهل للنظام السوري.
مرحلة انتقالية
وفي موسكو قال رئيس المنبر الديمقراطي السوري المعارض ميشيل كيلو بعد مباحثات أجراها وفد لمعارضين سوريين مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنهم اقترحوا على روسيا القبول بمرحلة انتقالية تبدأ برحيل الأسد وسمى لقيادتها العميد مناف طلاس.
من جهته قال لافروف إن روسيا هي إحدى البلدان النادرة، إن لم تكن الوحيدة، التي تعمل بشكل نشط مع الحكومة السورية ومختلف قوى المعارضة سعيا لتطبيق خطة أنان.
وأضاف حسب وكالة أنباء إيتار تاس أن موسكو مهتمة بتنفيذ ما جاء في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الدولي بشأن سوريا الذي انعقد في جنيف، أي وقف العنف وإطلاق عملية سياسية تسمح للأطراف بتقرير مصيرهم.
ومن المتوقع أن يشارك المجلس الوطني السوري في محادثات دعت لها موسكو، وسيعقد اللقاء غدا الأربعاء ويشارك فيه رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا ووفد من عشرة أعضاء.
في السياق جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة متلفزة دعوته إلى "حل سياسي سلمي" في سوريا، وأعلن رفضه لأي "تدخل بالقوة من الخارج".
واتهم بوتين الدول الغربية بخرق القانون الدولي والتعامل مع الموقف من جانب واحد، قائلا إن هذا يظهر "من خلال ما يسمى بالعمليات الإنسانية وتصدير ديمقراطية الصواريخ والقنابل والتدخل في النزاعات الداخلية".