اتفاق الأزواد في مهب الريح

من أحد شوارع مدينة غاوة عاصمة الدولة الجديدة (المتعثرة) في أزواد
undefined

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أمين محمد-نواكشوط

بات واضحا أن منطق الخلاف والتباين قد يتغلب في نهاية المطاف على نبرة التقارب والتلاقي في العلاقة بين الحركتين القويتين في الأقاليم الأزوادية الخارجة لتوها من قبضة الجيش المالي: الحركة الوطنية لتحرير أزواد ذات الخلفية العلمانية، وحركة أنصار الدين ذات التوجه السلفي.

ويوشك الأمل الذي فتحه الاتفاق الموقع بين الطرفين في الـ26 من الشهر الماضي على إقامة دولة إسلامية أزوادية أن يتبدد ويذهب أدراج الرياح بعد أن دبت الخلافات العميقة بين الطرفين في التوجهات والأهداف وحتى في الوسائل والآليات.

ورغم محاولات الطرفين خلال الأيام الماضية التقليل من شأن بيان صدر عن القيادي في الحركة الوطنية لتحرير أزواد حم محمود أعلن فيه بطلان الاتفاق الموقع مع أنصار الدين بسبب تناقضه مع مبادئهم العلمانية، فإن الأمور تسير مع ذلك في ذات الاتجاه بحسب ما صدر خلال اليومين الماضيين من تصريحات ومواقف تبدو تصعيدية هي أبعد ما تكون عن نبرة التهدئة التي حكمت علاقاتهما على المستوى الرسمي منذ توقيع الاتفاق.

انسلاخ
وردا فيما يبدو على بيانات ومواقف توالت من بعض أطراف الحركة الوطنية لتحرير أزواد، قالت حركة أنصار الدين في بيان -وصل الجزيرة نت نسخة منه- وقع باسم القيادي فيها والناطق باسمها في مدينة تمبكتو سندا ولد بوعمامة إن الحركة الوطنية لتحرير أزواد صارت تتنصل من الاتفاق الموقع بين الطرفين "بإقامة دولة إسلامية وتحكيم شرع الله في أرض الله".

وقال ولد بوعمامة إنهم في حركة أنصار الدين تفاجؤوا بالبيان الصادر عن المكتب السياسي (في إشارة إلى بيان حم محمود الذي أعلن فيه فسخ الاتفاق)، ثم تعزز ذلك أيضا بالبيان الصادر أمس الأول عن الأمانة العامة للحركة الذي تعهدت فيه بتشكيل مجلس لتسيير شؤون البلاد.

واعتبر أن حركة أنصار الدين ترى في ذلك انسلاخا وتملصا من الاتفاق، وتعلن لأبناء الأمة الإسلامية تمسكها بمشروعها الإسلامي والمضي قدما في طرحه بناء على ما جاء في الكتاب والسنة.

الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد بلال أغ الشريف
الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد بلال أغ الشريف

مجلس مؤقت
وقبل ذلك البيان كانت الحركة الوطنية لتحرير أزواد قد أصدرت بيانا بتوقيع أمينها العام بلال أغ الشريف أكدت فيه أن الاتفاق المبدئي الموقع مع حركة أنصار الدين "لا يزال موضع دراسة بين الطرفين، وستشكل لجنة لمتابعته ومراجعة النقاط العالقة فيه".

وقالت الحركة في بيانها إنها ستشكل مجلسا مؤقتا لتسيير شؤون البلاد في المرحلة المقبلة، وسيعمل المجلس على تشكيل حكومة "إجماع وطني".

وأوضحت أنها تلتزم بنهجها السياسي المتمثل في تمسكها باستقلال الإقليم، وحرصها على ألا يكون أزواد مصدر قلق  لدول الجوار، وفي نفس الوقت "تستغرب وتستنكر ما جاء في بعض التصريحات والتقارير الإعلامية من محاولة الخلط المقصود بين أبناء الشعب الأزوادي و"تنظيم القاعدة".

ويأتي تصاعد حدة الخلاف بين الطرفين بموازاة مع اختتام عرب مالي لمؤتمر جامع نظموه في بلدة إنبيكة لحواش في أقصى الشرق الموريتاني لبحث مستقلبهم والاتفاق على خطوات للخروج من الأزمة بشكل عادل ومنصف.

ولكن العرب فشلوا في الاتفاق على خطوات محددة نتيجة الخلافات العميقة بين مجموعتين تدعو إحداهما للعودة مع مالي وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الحرب، وأخرى تدعم خيار الاستقلال وتطالب بحقوق أكثر للأزواديين.

المصدر : الجزيرة