أبو يحيى الليبي.. الذراع الدعائية للقاعدة
والليبي -واسمه الحقيقي محمد حسن قائد- درس الكيمياء في الجامعة قبل أن يدرس الفقه الإسلامي لبضع سنوات في موريتانيا في ثمانينيات القرن الماضي.
انتقل الليبي إلى أفغانستان مع أواخر ثمانينيات القرن الماضي، ثم التحق بالجماعة الليبية المقاتلة التي كانت تقاتل نظام معمر القذافي في ليبيا، وهي فترة تأثر فيها بأخيه الذي كان قياديا بارزا في التنظيمات الجهادية الليبية، وحارب القوات السوفياتية في أفغانستان.
مع طالبان والقاعدة
عاد الليبي إلى أفغانستان بعد سيطرة طالبان على الحكم، وعمل في الجهاز الدعائي للقاعدة والتنظيمات المتحالفة معها، مستثمرا دراساته الدينية ومعرفته بالإعلام الإلكتروني.
نشر الليبي عشرات التسجيلات الصوتية والمصورة -كثير منها كان مترجما إلى الإنجليزية والأوردو- دعا فيها لـ"الجهاد"، ودافع عن أسلوب القنابل البشرية في أفغانستان وباكستان، وفي مناطق أخرى أيضا، من الفلبين إلى الجزائر وليبيا والصومال، وصولا إلى فلسطين، حيث كان يتهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "بعد أن استظلوا بقبة المجلس التشريعي، واسترخوا على كراسيه"، بالتقاعس عن المقاومة.
وعندما ألقى عليه الأمن الباكستاني القبض في 2002، كان الليبي يشرف من كراتشي على موقع إلكتروني لتنظيم طالبان، حسب جاريت براكمان المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.
سلم الليبي بعد توقيفه إلى الجيش الأميركي الذي نقله إلى معتقل باغرام الأفغاني، وهو أحد أكثر سجون العالم تشددا من حيث إجراءاته الأمنية.
بداية الصعود
لكن الليبي استطاع الهرب في 2005، في عملية روى لاحقا تفاصيلها في تسجيل مصور، وأكسبته شهرة كبيرة بين التنظيمات الجهادية.
بدءا من هذا التاريخ أخذ نجم الليبي يبرز داخل القاعدة، حيث "كانت لديه معرفة فقهية واسعة.. وكان أداة دعائية كبيرة"، بحسب خبير شؤون الإرهاب بل برانيف.
يضيف برانيف: "كان من المهم جدا لبن لادن أن يتوفر له أناس كأبي يحيي الليبي يستطيعون قيادة الجيل القادم من المتشددين للقيام بالنوع المناسب من العنف".
وصفت الخارجية الأميركية في موقع لها -مخصص لملاحقة من يهددون الأمن القومي الأميركي- الليبي قبل الإعلان عن قتله بـ"محرك رئيسي للحركة الجهادية العالمية، تحمل رسائله تهديدا واضحا للمواطنين الأميركيين والممتلكات الأميركية في كل العالم".
أخذت الولايات المتحدة تصف الليبي -بعد مقتل أسامة بن لادن في 2011- بالقيادي الثاني في القاعدة، لكن خبراء كانوا يرون قيمته الحقيقية في قدرته على شن الحرب الدعائية، مستثمرا دراساته الفقهية.
ومع ذلك حملت تسجيلات الليبي -الذي كان يتحدث العربية والبشتونية والأوردو وكثيرا ما يظهر وقد وضع عمامة سوداء- أحيانا بعض العتب على رموز في الحركة الجهادية العالمية اعتبرت مسيئة لخطاب القاعدة، بسبب "إفراطها" في استهداف المدنيين، كما الشأن مع رسالة إلى أبي مصعب الزرقاوي، الذي قتل في العراق في 2006.