روح ثورة يناير بجمعة "عودة الشرعية"
تأتي "جمعة عودة الشرعية" اليوم في مصر لتلمّ شعث الغالبية العظمى من القوى الثورية التي اجتمعت خلال ثورة 25 يناير، والتي اعتبرت أن قرارات المجلس الأعلى للقوات المسلحة -خاصة الإعلان الدستوري المكمل، والضبطية القضائية للمخابرات والشرطة العسكرية، وحل مجلس الشعب- بمثابة انقضاض على السلطة وإعادة الوضع إلى المربع الأول.
وأعلنت هذه القوى الدخول في اعتصام بدأ منذ أمس الخميس حتى تحقيق المطالب الخمسة، وهي -إضافة للثلاثة السابقة- إلغاء تشكيل مجلس الدفاع الوطني، وتسليم السلطة المحدد كاملة في الموعد المحدد.
ورصدت الجزيرة نت تلاحما بين القوى الوطنية الثورية داخل ميدان التحرير وخيم الاعتصام، وقابلت أفرادا من حركة 6 أبريل وحزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين يتحدثون عن حال الثورة وما آلت إليه، وتصرفات ما يسمى "الدولة العميقة" الحاكمة في مصر عبر أجهزتها الأمنية المختلفة، ومحاولتها تبريد الثورة أو إيصالها للنموذج اليمني.
وأكد كل من منسق حركة 6 أبريل في شرق القاهرة محمد وزيري، والعضو في حزب الحرية والعدالة أشرف أحمد، ضرورة استمرار التلاحم بين القوى الوطنية لتحقيق المطالب الخمسة الحالية وتحقيق جميع مطالب ثورة يناير.
تلاحم
ورأى وزيري أن الإخوان بشكل خاص قادرون على التعاطي مع أجهزة الدولة العميقة التي تتربص بالوطن. أما مسؤول العمل الجماهيري لحركة 6 أبريل بمحافظة الغربية أحمد سامي فقال إن الاعتصام الذي بدأ الخميس مفتوح حتى تحقيق المطالب. وأكد أن القوى الثورية المعتصمة تعقد اجتماعات دورية وتنسق بشكل كامل لتحقيق المطالب، مشيرا إلى أن هناك خيمة إعلامية تضم القوى الثورية مثل الحرية والعدالة و6 أبريل.
وأضاف أن ما يجمعنا حاليا هو المصلحة العليا للبلد مثلما حدث في ثورة يناير، وأنه لا توجد خلافات جوهرية، بل يوجد اتحاد من أجل تسليم السلطة للمدنيين بشكل كامل نهاية الشهر الحالي. وأكد نفس المعنى عماد دهينة أحد المؤسسين لحزب الحرية والعدالة، معتبرا أن روح 25 يناير ترفرف حاليا على ميدان التحرير لأن هناك مطالب محددة يتفق عليها الجميع.
وضم ميدان التحرير الكثير من المنتمين للتيارات السياسية والأفراد العاديين الذين قالوا إنهم فزعوا لما اعتبروه انقلابا على ثورة يناير. وقال علاء الشورى الذي أتى من مدينة المحلة إنه لا ينتمي لأي تيار سياسي، وإنه شارك وجيرانه وأصحابه في ثورة يناير، وإن أحد جيرانه أصيب أثناء الثورة. وأكد أنه لن يفرط في دم الشهداء وآلام المصابين.
وبدوره أكد حسين الشامي -وهو مدرس من المنوفية- أنه لا ينتمي لتيار سياسي، وأنه نزل لرفض الإعلان الدستوري المكمل وحل مجلس الشعب بعد أن اختاره الشعب بحرية.
وقال المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية الدكتور سيف عبد الفتاح إن أهم مشهد رصده في ميدان التحرير هو هذا الاصطفاف الوطني، ونزول شباب الثورة جميعهم بكامل قوتهم، مضيفا أنه رصد مرونة لدى القوى السياسية -خاصة حزب الحرية والعدالة- بشأن جميع نقاط الخلاف التي جرت إزالتها بسرعة وبغير مفاوضات كبيرة للوصول إلى اصطفاف وطني كبير، حيث كانت لغة البناء والاقتراحات هي الغالبة.