الاحتلال يلاحق أهالي الأغوار في مياههم

جندي يصوب بندقيته تجاه المواطنين في قريت عين الحلوة بالاغوار الشمالية لمنعهم من الاقتراب من صهريج المياه خاصتهم قبيل مصادرته -الجزيرة نت2
undefined

عاطف دغلس-نابلس

في آخر محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين وطردهم من أماكن سكناهم في الأغوار الفلسطينية، صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي صهاريج المياه التي تعود لمواطنين يقطنون منطقة الأغوار الشمالية ظهر أمس الخميس.

وقامت بسكب المياه الموجودة داخل تلك الصهاريج على الأرض، كما سكبت المياه الأخرى التي يجمعها المواطنون في براميل خاصة، واعتقلت ثلاثة من المتضامنين الأجانب.

ويستخدم الأهالي هذه الصهاريج في نقل المياه لبيوتهم وذلك عقب قيام سلطات الاحتلال في السنوات الأخيرة بحرمان المواطنين من الوصول لمصادر المياه السطحية والجوفية الخاصة بهم.

وقال رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية في الأغوار الشمالية، عارف دراغمة إن قوات الاحتلال شرعت بمصادرة أربعة صهاريج مياه خلال اقتحامها لمنطقة عين الحلوة التابعة لتجمع منطقة المالح ترافقها قوات من الشرطة ودائرة التنظيم الإسرائيلية.

حملة مسعورة
وأكد دراغمة للجزيرة نت أن الصهاريج صودرت من أمام منازل أصحابها، واعتدت القوات الإسرائيلية على المواطنين حين حاولوا مقاومتها، ورفض ذرائع الاحتلال بعمل تلك الصهاريج مناطق عسكرية مغلقة ومناطق أمنية يُمنع على الفلسطينيين دخولها.

‪دراغمة: الحملة استهدفت صهاريج المياه الخاصة بالمواطنين في محاولة لتهجيرهم‬  دراغمة: الحملة استهدفت صهاريج المياه الخاصة بالمواطنين في محاولة لتهجيرهم
‪دراغمة: الحملة استهدفت صهاريج المياه الخاصة بالمواطنين في محاولة لتهجيرهم‬  دراغمة: الحملة استهدفت صهاريج المياه الخاصة بالمواطنين في محاولة لتهجيرهم

وأشار إلى أن هذه "الحملة المسعورة" مستمرة منذ بداية الشهر الجاري وشملت حتى الآن ما يقرب من عشرين صهريجا وجرارين زراعيين ومركبتين.

وتصل تكلفة الصهريج الواحد إلى نحو 2500 دولار ويحمل ثلاثة أمتار مكعبة من المياه، ويستخدمها الأهالي لتلبية احتياجات ما يزيد على 400 نسمة، وسقي أكثر من عشرة آلاف رأس من الماشية.

وناشد دراغمة المؤسسات الحقوقية والإنسانية الوقوف إلى جانبهم ورصد الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحقهم، خاصة في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة بمناطقهم وانعدام مصادر المياه أصلا، حيث إن هذه الصهاريج تستخدم لنقل المياه من مناطق أخرى بعد مصادرة الاحتلال للينابيع وسحبها للمياه الجوفية.

تطهير وإبادة
من جهته قال رئيس حملة أنقذوا الأغوار، فتحي خضيرات إن الحملة استهدفت بشكل خاص كل ما يُستخدم من آليات لنقل المياه.

واعتبر خضيرات -في حديث للجزيرة نت- أن ما يجري هو أخطر من التطهير العرقي، وأكد أن ذلك يهدف إلى تهجيرهم ويرقى إلى إبادة بحق أناس وهم الفلسطينيون لصالح أناس آخرين هم المستوطنون.

وحسب خضيرات فإن إسرائيل تبسط سيطرتها على 98% من المصادر المائية في الأغوار الفلسطينية والمتمثلة بنهر الأردن والبحر الميت والمياه الجوفية والسطحية ومياه المجاري التي يعاد تكريرها لصالح سبعة آلاف مستوطن يقطنون في عدد من المستعمرات بتلك المنطقة.

وأضاف أن 2% المتبقية هي جُل ما يتاح استخدامه من كل هذه المياه لأكثر من ستين ألفا من الفلسطينيين الذين يسكنون في الأغوار "بما فيها مدينة أريحا".

وأوضح أن سبعة الآلاف مستوطن الذين يقطنون الأغوار يستهلكون ما يعادل 45% من المياه المتاحة للفلسطينيين والإسرائيليين بالضفة الغربية بما فيها مدينة القدس، أي إن المستوطن في الأغوار يستهلك ما يزيد على مائتي ضعف استهلاك الفلسطيني.

محاولات للتهجير

خضيرات: الحصول على المياه يتطلب موافقة من 32 جهة
خضيرات: الحصول على المياه يتطلب موافقة من 32 جهة

وقال خضيرات إن الفلسطينيين في كل مناطق الأغوار "مجبرون" على شراء مياه الشرب من شركة توزيع المياه الإسرائيلية (ميكروت) بعدما أقدمت سلطات الاحتلال على مصادرة مياههم الجوفية والسطحية المتمثلة بالينابيع من مناطقهم.

وبين أنه لا مصدر لهم لمياه الشرب سوى تلك الشركة الإسرائيلية التي تتحكم بهم عبر توفير البيع في سبعة مواقع فقط من أصل 52 موقعا فلسطينيا هناك، "وهو ما يضطر المواطنين لشراء المياه ونقلها بهذه الصهاريج التي صودرت".

ولشراء تلك المياه يحتاج الفلسطيني لإذن مسبق وموافقة من أكثر من 32 جهة في إدارة ما يعرف بالإدارة المدنية الإسرائيلية.

وتُضاف مصادرة صهاريج المياه والجرارات الزراعية إلى خطوات يقوم بها الاحتلال بين الفينة والأخرى تتمثل بهدم المنازل ومصادرة المواشي والاعتداء على الأهالي لتهجيرهم من الأغوار.

المصدر : الجزيرة