مراقبون يثمنون دعم 6 أبريل لمرسي

مؤتمر صحفي لحركة 6 أبريل
undefined

أنس زكي-القاهرة

جاء إعلان حركة 6 أبريل دعمها للدكتور محمد مرسي ليمثل -حسب محللين- ثقلا معنويا مهما لمرشح حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، وذلك قبل أيام من جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة المصرية التي يخوضها في مواجهة الفريق أحمد شفيق رئيس آخر الحكومات في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وخلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم، كشفت حركة 6 أبريل -التي تعد من أبرز الكيانات التي شاركت في الثورة المصرية على نظام مبارك- عن موقفها الذي طال انتظاره، وقالت إنه جاء بعد أسابيع من المشاورات مع القوى السياسية والرموز الوطنية، فضلا عن إجراء استفتاء على مستوى قواعد الحركة في مختلف محافظات مصر، مما أوضح أن أغلبية الأعضاء يؤيدون دعم مرسي.

وأوضح مؤسس الحركة ومنسقها العام أحمد ماهر أن 6 أبريل كانت بين خيارين لا ثالث لهما وهما الثورة أو النظام القديم، ولا يمكن إنكار أن الإخوان هم إحدى القوى التي شاركت في الثورة، ولذلك قررت الحركة دعمهم رغم الخلاف مع العديد من مواقفهم خلال الفترة الماضية.

وفي الوقت نفسه، أوضح بيان صادر عن 6 أبريل أن الحركة سعت إلى توحيد المرشحين المحسوبين على الثورة منذ بداية سباق الانتخابات، ولما فشل ذلك اختارت التركيز على عزل فلول النظام السابق خلال الجولة الأولى، ثم عمدت إلى تأييد مرسي في جولة الإعادة من أجل الوقوف ضد إعادة إنتاج النظام البائد.

‪ماهر: لا يمكن إنكار أن الإخوان هم إحدى القوى التي شاركت في الثورة ولذلك قررنا دعمهم‬ (الجزيرة)
‪ماهر: لا يمكن إنكار أن الإخوان هم إحدى القوى التي شاركت في الثورة ولذلك قررنا دعمهم‬ (الجزيرة)

مقترحات التوافق
وأشارت الحركة إلى أن مرسي وافق على مقترحات التوافق الواردة في وثيقة الاتفاق الوطني، ومنها تعيين نواب له من خارج جماعة الإخوان، وكذلك تشكيل حكومة ائتلافية برئاسة شخصية وطنية غير محسوبة على الإخوان، في حين قال ماهر إن تعهدات مرسي ليست مكتوبة لكن 6 أبريل يمكن أن تعطيه فرصة الوفاء بتعهداته ولا يمكن أن تتعاون مع شفيق المنتمي للنظام السابق.

ويرى الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية يسري العزباوي في الخطوة التي أقدمت عليها 6 أبريل اليوم دعما مهما لمرسي بالنظر إلى أن الحركة هي التي حملت عبء التصدي لنظام مبارك، وكان لها الفضل والسبق في تنظيم العديد من الفعاليات ضد هذا النظام حتى قبل اندلاع ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.

وأضاف العزباوي للجزيرة نت أن دعم 6 أبريل لمرسي يمثل ردا مهما على من شككوا في الدور الذي قام به الإخوان في الثورة، ويؤكد أن 6 أبريل تنظر إلى الإخوان على أنهم شريك ثوري أساسي، وأنهم الأقرب للثورة والميدان في مواجهة خطر عودة النظام السابق.

لكن العزباوي لفت إلى أن الجانب المعنوي هو الأهم في دعم 6 أبريل لمرسي، بالنظر إلى أن القوة التصويتية لأعضاء الحركة ليست كبيرة، وإن كان هذا الموقف سيكون مهما بالنسبة للكثير من شباب الثورة والمتعاطفين معها، لكنه قد لا يكون مؤثرا بالنسبة لعامة الناس في المحافظات الريفية على وجه الخصوص.

‪العزباوي: دعم 6 أبريل لمرسي يمثل ردا مهما على من شككوا في دور الإخوان في الثورة‬ (الجزيرة)
‪العزباوي: دعم 6 أبريل لمرسي يمثل ردا مهما على من شككوا في دور الإخوان في الثورة‬ (الجزيرة)

مَن مع مَن؟
من جانبه، فإن القيادي في حزب الحرية والعدالة جمال حشمت قال إنه يعتقد أن الوزن التصويتي ليس محط الاهتمام فيما أقدمت عليه 6 أبريل ظهر اليوم، ويؤكد للجزيرة نت أن المهم هو حسم المواقف وتحديد المواقع بعيدا عن المعايير الكمية، معتبرا أن الحركة أدركت أن خيار شفيق يصب في مصلحة عودة الفلول والدولة العسكرية وتجريف ثروات الوطن وكذلك قيمه وأخلاقياته.

وأضاف حشمت -وهو نائب بالبرلمان- أن الموقف الذي اتخذته 6 أبريل يؤكد أن الخيار أصبح ما بين أبيض أو أسود، ما بين الثورة أو عودة النظام القديم التي لو حدثت فستكون أكثر شراسة مما شهدته مصر في أيام مبارك، وهو ما عبر عنه الوزير الإسرائيلي السابق شلومو بن عامي، الذي اعتبر أن شفيق لو أصبح رئيسا فسيمثل بالنسبة لإسرائيل كنزا إستراتيجياً أكبر من مبارك.

ودعا حشمت كل القوى السياسية إلى إدراك حقيقة الموقف كما فعلت 6 أبريل، محذرا من التفكير في مقاطعة الانتخابات أو المشاركة مع إبطال الأصوات، ومؤكدا أن هذا سيصب إن حدث في مصلحة شفيق، وسيعني أن يسخر العالم من المصريين لأنهم ثاروا على نظام مبارك ثم أعادوا واحدا من أبرز رموز هذا النظام.

المصدر : الجزيرة