زنوج موريتانيا: ولد فال حرض علينا

من قيادة المبادرة وأغلبهم مسؤولون حاليون أو سابقون في الدولة.
undefined

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أمين محمد-نواكشوط

اتهم زنوج موريتانيون الرئيس الأسبق للبلاد اعلي ولد محمد فال بالكراهية والتحريض ضدهم، وبالعمل على إثارة الفوضى وعدم الانسجام بين مكونات الشعب الموريتاني، وبإنكار المعاناة والمآسي التي تعرض لها عشرات الآلاف من الزنوج في نهاية ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي.

ونظم هؤلاء الزنوج المنضوون تحت تجمع أطلقوا عليه "مبادرة من أجل موريتانيا موحدة" تجمعا شعبيا بالعاصمة نواكشوط مساء أمس، للرد على تصريحات أطلقها ولد محمد فال قبل أيام في لقاء له مع إذاعة محلية بشأن المبعدين من الزنوج إلى خارج موريتانيا خلال تلك الفترة التي كان فيها مديرا عاما للأمن الوطني.

وكان ولد محمد فال الذي حكم البلاد ما بين 2005 و2007 قد دافع عن نفسه نافيا أي ضلوع له في تلك الأحداث، منوها بأنه غادر الجيش قبل تلك الفترة وأن الشرطة التي كان يتولى المسؤولية عنها لم تكن ضالعة في إبعاد أي موريتاني إلى الخارج.

ونسبت إليه وسائل إعلام محلية قوله في تلك المقابلة، إن الذين تم إبعادهم خارج البلاد لم يكونوا يحملون الجنسية الموريتانية، وأن أجهزة الأمن التابعة له لم تقم بإبعاد أي موريتاني إلى خارج البلاد.

منسق المبادرة بابوكار سولي (وسط) يتحدث أثناء اللقاء (الجزيرة نت)
منسق المبادرة بابوكار سولي (وسط) يتحدث أثناء اللقاء (الجزيرة نت)

زعزعة الأمن
وقال بابوكر سولي القيادي بالمبادرة، إن تلك التصريحات خطيرة للغاية، متسائلا لماذا يحرص ولد محمد فال بشكل دائم "على إحراق بيتنا المشترك.. موريتانيا"، وما الذي يسعى له في الوقت الحالي من تصريحاته تلك؟ قبل أن يؤكد أنه يهدف لوضع الموريتانيين في مواجهة بعضهم البعض، وخلق حالة من الفوضى والخراب بين الموريتانيين، و"زعزعة النظام العام ودفع الموريتانيين إلى الانقسام العرقي".

واتهم ضمنيا ولد محمد فال بالضلوع في المجازر التي تعرض لها الزنوج في تلك الفترة، وقال إن رفضه أيام قيادته للبلاد فتح ملف اللاجئين الزنوج نتيجة لكونه يعلم طبيعة تلك الأحداث وحجم تورطه في كافة الأحداث التي هزت موريتانيا منذ تعيينه مديرا عاما للأمن الوطني. 

وفي بيان المبادرة الذي قرأه القيادي با آدم موسى اتهم الزنوج ولد محمد فال بأنه لم يفوت أي فرصة قط لإظهار شكه في مواطنة المجموعة الزنجية.

ودعت المجموعة المعارضة إلى التبرؤ من تصريحات ولد محمد فال بشأن المبعدين، وحذرت السلطات من أن تلك التصريحات ستكون ذات آثار مدمرة إن تركت بلا عقاب، لأنها تشكل "جنحة تحريض"، ودعوة للعنف والفوضى. 

 ولد محمد فال قال إنه يتعرض لحملة تشويه واسعة (الجزيرة-أرشيف)
 ولد محمد فال قال إنه يتعرض لحملة تشويه واسعة (الجزيرة-أرشيف)

حملة تشويه
من جانبه قال الرئيس الأسبق اعلي ولد محمد فال في بيان له، إنه يتعرض منذ أيام لحملة تشويه واسعة نسبت إليه خلالها تصريحات وصفها بالزائفة بشأن الأحداث التي جرت في نهاية ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي.

وقال إنه يتفهم مستوى التحريف والتحريض لو أن تلك التصريحات أدلى بها على انفراد أو في صالون، أما وأنها عبر أمواج إذاعة فإن الأمر يتطلب "جرعة كبيرة من سوء النية أو تتبع الأغراض الخفية من أجل تشويهها".

وطلب ولد محمد فال من المواطنين الذين امتعضوا من تلك التصريحات "المبتورة" العودة إلى مصدرها حتى يكتشفوا مستوى التلاعب "السافل" الذي جرى عليها. 

وأكد أن عملا كهذا "لا يمكن أن يتأتى إلا من حكم متلعثم خائر، غارق في المصاعب، مبحر أبدا بلا بوصلة"، مشيرا إلى أنه من أجل أن يتخلص هذا الحكم من "المأزق السياسي الذي لا مخرج منه"، يحاول لفت انتباه الرأي العام هنا وهناك "بزرع البغضاء والخلاف بين مكوناتنا".

المصدر : الجزيرة