قتلى بسوريا وانفجار يستهدف المراقبين

قال نشطاء سوريون إن 18 شخصا قتلوا الأربعاء بنيران الجيش النظامي معظمهم في إدلب وحمص، في حين سقط عدة جرحى في انفجار عبوة ناسفة أثناء مرور وفد للمراقبين الدوليين في درعا، في وقت دعا فيه الجيش السوري الحر الأربعاء المجتمع الدولي إلى تنفيذ "ضربات نوعية" ضد القوات الموالية للرئيس بشار الأسد.

 

وبحسب الهيئة العامة للثورة السورية، فإن عدد من القتلى والجرحى سقطوا في قصف عنيف لمدينة تلبيسة في حمص، كما ذكرت الهيئة أن قوات النظام السوري اقتحمت حي برزة في دمشق واعتقلت العشرات.

وأفاد ناشطون بأن جرحى سقطوا في اشتباكات وانفجارات في حيي الصابونية والعليليات في حماة وسط البلاد، مشيرين أيضا إلى أن اشتباكات جرت في مدينتي إحسم وخان شيخون في إدلب بعد حدوث انشقاقات في صفوف الجيش.

استهداف المراقبين
وفي وقت سابق الأربعاء أكد المتحدث باسم بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا نيراج سينغ انفجار قنبلة قرب موكب الفريق، قائلا إن الانفجار وقع بعد مرور الموكب من نقطة تفتيش عسكرية بمحافظة درعا جنوبي البلاد.

ستة جنود نظاميين أصيبوا في الانفجار الذي وقع أثناء مرور وفد للمراقبين الدوليين (الفرنسية)
ستة جنود نظاميين أصيبوا في الانفجار الذي وقع أثناء مرور وفد للمراقبين الدوليين (الفرنسية)

وقال سينغ إن الموكب الأممي كان يضم رئيس فريق المراقبين الجنرال روبرت مود. وأضاف "أصيب عدد من أفراد الأمن السوري الذين كانوا يرافقون الموكب بسبب الانفجار". وندد مود في أول تعليق له بالانفجار، واصفا إياه بأنه "مثال حي على أعمال العنف في سوريا".

وكان نشطاء من المعارضة قالوا في وقت سابق اليوم إن ستة جنود سوريين أصيبوا الأربعاء في الانفجار. وقال النشطاء لوكالة الأنباء الألمانية إن الانفجار استهدف موكبا عسكريا.

لكن المجلس الوطني السوري المعارض سارع إلى اتهام السلطات السورية بتدبير مثل هذه الانفجارات "لإبعاد المراقبين عن الساحة" ولتثبيت "مزاعمه بوجود أصولية وإرهاب في سوريا".

كما أدانت باريس "بحزم" التفجير، محملة السلطات السورية مسؤولية أمن المراقبين، كما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية بيرنار فاليرو.

قصف ومواجهات
من جانب آخر قال نشطاء إن مقاتلين من المعارضة السورية قتلوا سبعة على الأقل من الشبيحة الموالين للرئيس بشار الأسد أثناء هجوم على حافلة في ضاحية بدمشق.

وقال نشطاء إن الهجوم الذي استخدمت فيه قذائف صاروخية دمر الحافلة على أطراف عربين بالقرب من ساحة العباسيين الرئيسية في العاصمة.

مدن سورية عدة تعرضت لقصف وإطلاق نار عدة (صورة بثها ناشطون على الإنترنت)
مدن سورية عدة تعرضت لقصف وإطلاق نار عدة (صورة بثها ناشطون على الإنترنت)

وأفاد مراسل الجزيرة نقلا عن ناشطين بأن قصفا مدفعيا عنيفا استمر منذ مساء أمس وحتى صباح الأربعاء على منطقة سهل الروج وعين الحمراء في إدلب، مما أسفر عن مقتل شخص وجرح أربعة آخرين باستهداف سيارتهم.

في غضون ذلك قالت مصادر بالجيش السوري الحر في المنطقة إن عشرة جنود انشقوا عن الجيش النظامي وأعلنوا انضمامهم إلى الجيش الحر.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها اليوم قتل أربعة أشخاص في مدن مختلفة من سوريا هي دمشق وريفها وحمص وإدلب. وقالت أيضا إن القتلى سقطوا بالقصف العشوائي أو برصاص قوات الجيش النظامي. كما أكدت لجان التنسيق المحلية سقوط قتلى في تلك المدن.

كما تعرضت مدينة دوما بريف دمشق لقصف وإطلاق نار منذ الليل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد ناشطون في المدينة بتوقف القصف وإطلاق النار قبيل الظهر.

وفي العاصمة دمشق وقعت اشتباكات محدودة بين دورية للأمن ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة دون وقوع قتلى. وشنت القوات النظامية حملة اعتقالات في حرستا أسفرت عن اعتقال عشرات الأشخاص.

وفي حي الأشرفية بمدينة حلب دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين، وقتل أحد عناصر "الشبيحة"، طبقا للمرصد.

واستهدف حاجز للجيش في بلدة احسم بتفجير تلاه إطلاق نار كثيف من حواجز عدة في المنطقة، وفق المرصد الذي لم يعط تفاصيل إضافية عن طبيعة الانفجار.

ودارت اشتباكات عنيفة فجرا في كفرنبل بين القوات النظامية ومنشقين تلاها انشقاق عدد من عناصر حواجز الجيش في البلدة، كما دارت اشتباكات في قرية معراتة.

وفي دير الزور نفذت القوات النظامية حملة مداهمات في السفيرة والقورية وقرية الحصان. وقتل عنصرا أمن في حي الجورة بالمدينة في انفجار.

وقال سكان وطبيب في بلدة القاع اللبنانية إن القوات السورية أطلقت النار عبر الحدود اللبنانية صباح الأربعاء مما أسفر عن مقتل لبنانية عمرها 75 عاما وإصابة ابنتها.

‪أعضاء جدد بالجيش الحر يشاركون في استعراض عسكري ببلدة القصير قرب حمص أمس‬  (الفرنسية)
‪أعضاء جدد بالجيش الحر يشاركون في استعراض عسكري ببلدة القصير قرب حمص أمس‬ (الفرنسية)

ضربات نوعية
من ناحية أخرى دعا الجيش السوري الحر المجتمع الدولي إلى تنفيذ "ضربات نوعية" ضد قوات الأسد على غرار العمليات التني نفذها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا.

وقال رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر العميد مصطفى الشيخ في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية "نريد ضربات نوعية ضد مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية مثلما حدث في ليبيا".

واعتبر العميد الشيخ الموجود في تركيا أن عمليات من هذا النوع "ستختصر عمر النظام وستحول دون انزلاق البلاد إلى حرب أهلية". وأكد في المقابل رفضه اجتياحا بريا لسوريا، مضيفا "نحن مع إسقاط النظام ولسنا مع إسقاط الدولة".

واتهم الشيخ النظام السوري بإنشاء مجموعات مسلحة لضرب عمل المعارضة وتشويه صورتها أمام الرأي العام.

وكان قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد قد هدد باستئناف العمليات العسكرية ضد الجيش النظامي، لافتا إلى أن قواته لن تقف متراخية في حين تستمر قوات الأسد في قتل المتظاهرين وتنفيذ حملتها العسكرية، في إشارة إلى عدم التزام الجيش النظامي بوقف إطلاق النار.

وقال العقيد الأسعد في حديث صحفي "لن نقف مكتوفي الأيدي لأننا لن نحتمل وننتظر بينما تستمر عمليات القتل والقصف والاعتقالات على الرغم من وجود المراقبين (الدوليين) الذين تحولوا إلى شهود زور".

وقال الأسعد إن الجيش الحرّ لا يزال موجودا على الأرض في معظم المناطق السورية، وإن خروجه من المدن كان فقط بهدف تجنيب الأهالي العمليات العسكرية و"عدم إعطاء ذريعة للنظام السوري للقول إننا لا نتقيّد بوقف إطلاق النار".

المصدر : الجزيرة + وكالات