أنان بدمشق يصف مجزرة الحولة بالمروعة
ندد المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان بعد وصوله دمشق، بالمذبحة التي وقعت في بلدة الحولة السورية، وسط تواصل التنديد والاستنكار الدولي والمطالب بزيادة الضغوط على نظام بشار الأسد، بينما اتهمت الخارجية السورية من وصفتهم بأنهم عناصر مليشيات، بارتكاب المجزرة.
ووصف أنان في تصريحات للصحفيين المذبحة بأنها مروعة ومأساوية، مشيرا إلى أن مجلس الأمن طلب من الأمم المتحدة "مواصلة التحقيق حول الاعتداءات، ومشددا على ضرورة "محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الوحشية وتقديمهم للمساءلة".
من جهة أخرى أكد أنان خلال لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم "دعم المجتمع الدولي لخطته وحرصه على استمرار التنسيق مع الحكومة السورية"، وفق ما نقلته الوكالة السورية للأنباء سانا، مضيفة أن المعلم أكد لأنان حرص الحكومة السورية على "تذليل أي عقبات قد تواجه عمل بعثة مراقبي الأمم المتحدة".
يأتي ذلك وسط تصاعد الضغوط الدولية على النظام السوري بعد المجزرة، فقد نددت فرنسا بما سمته الجنون القاتل للنظام السوري الذي قالت إنه يمثل تهديدا للأمن الإقليمي، ودعت إلى محاسبة المسؤولين عنه.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن باريس ولندن اتفقتا على استضافة باريس اجتماع أصدقاء سوريا، وعلى زيادة ضغط الأسرة الدولية على الأسد.
وبدوره توقع رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي تصاعد الضغط الدبلوماسي الدولي على النظام السوري، وقال إنه يجب أن يسبق أي مناقشات عن خيارات عسكرية قال إنهم مستعدون لتوفيرها إذا طلب منهم ذلك.
احتجاج بريطاني
وفي لندن استدعت وزارة الخارجية البريطانية السفير السوري في لندن وأبلغته تنديدها بالمذبحة، وقال المسؤول الكبير بالخارجية البريطانية جيفري آدامز إنه ما لم يتم تنفيذ خطة أنان بالكامل، فإن المجتمع الدولي سيكون له موقف آخر وسيقوم بعمل قوي ردا على ذلك.
من ناحيته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مؤتمر صحفي مشترك بموسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، إن الخيار بالنسبة لسوريا هو بين تطبيق خطة أنان أو الحرب الأهلية.
من جانبه دعا لافروف الدول الغربية إلى التوقف عن التركيز على إسقاط النظام السوري، وحمّل "قوات الرئيس السوري بشار الأسد وقوات المعارضة اللوم" على مجزرة الحولة التي قال إن موسكو تشعر "بقلق بالغ" حيالها.
كما أدانت الصين المذبحة، وقال المتحدث باسم وزارتها الخارجية ليو وي مين "تشعر الصين بصدمة بالغة جراء العدد الكبير من الضحايا المدنيين في الحولة، وتدين بأقوى العبارات القتل الوحشي لمدنيين، خاصة النساء والأطفال".
دمشق تتهم
وفي المقابل اتهمت الخارجية السورية من قالت إنهم مئات من عناصر "مليشيات إسلامية" بارتكاب مجزرة الحولة، نافية روايات لشهود عيان وللمراقبين قالت إن دبابات الجيش تواجدت في المنطقة ساعة وقوع المجزرة.
وقالت الوزارة في رسالة بعثت بها إلى مجلس الأمن إن الجيش السوري اشتبك مع مئات من المسلحين الذين قالت إنهم ارتكبوا مذبحة الجمعة، وأضافت أن القتلة استخدموا السكاكين التي وصفتها بأنها توقيع للهجمات التي يرتكبها مسلحون إسلاميون.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال في رسالة إلى مجلس الأمن الأحد إن المراقبين الأمميين الذين زاروا الموقع بعد المذبحة رأوا قذائف مدفعية ودبابات، إضافة إلى آثار حديثة لدبابات، مضيفا أن الأسلحة الثقيلة دمرت الكثير من المباني.
وقال شهود ونشطاء من المعارضة إن قوات الأسد -وهي الجانب الوحيد الذي يمتلك المدفعية والدبابات في البلاد- اقترفت المذبحة في حق المدنيين.
وأضافوا أن معظم الضحايا -وعددهم 108- قتلوا بالرصاص والسكاكين، لكن 15 منهم على الأقل قتلوا بسبب القصف.