هولاند وميركل يختلفان في أول لقاء
اتفق الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن يناقشا خلال الأسابيع المقبلة مقترحات لإنعاش الاقتصاد الأوروبي، ومع ذلك لم يخف هولاند اختلافه مع ميركل لدى اجتماعهما في برلين على مأدبة عشاء في يومه الأول كرئيس لفرنسا.
فقد قال الاثنان إنهما يريدان أن تبقى اليونان في منطقة اليورو، ولكنهما أقرا بوجود خلافات حول النمو، وقالت ميركل في مؤتمر صحفي مشترك "نريد أن تبقى اليونان في منطقة اليورو"، بينما قال هولاند "آمل على غرار السيدة ميركل أن تبقى اليونان في منطقة اليورو"، وذلك إثر زيارة لعدة ساعات بعد تنصيبه.
وأعرب الطرفان عن استعدادهما للتفكير في تدابير جديدة محفزة للنمو من أجل مساعدة اليونان التي تستعد لانتخابات جديدة.
وقال هولاند "أريد أن أضيف بُعد النمو إلى الاتفاق المالي". ويتطلب الاتفاق مزيدا من الانضباط في الإنفاق من جانب 25 حكومة. وأضاف "ينبغي أن يعلم اليونانيون أننا سنتواصل معهم بدعم النشاط الاقتصادي".
يأتي هذا بينما أعربت ميركل عن قلقها إزاء مثل تلك المساعدات الإضافية، قائلة "نحن نريد أن يظل اليونانيون مع اليورو".
وأكد الزعيمان -رغم تباين وجهتي نظرهما- أنهما قادران على العمل معا، واستخدما مرارا كلمة "تعاون" خلال المؤتمر الصحفي المشترك عقب ساعة من المباحثات بينهما. وأوضحت ميركل أن فرنسا وألمانيا "تدركان المسؤولية الملقاة على عاتقهما" بالنسبة لأوروبا، وأن من "واجب" البلدين العمل معا.
علاقة متوازنة
وأكد الرئيس الفرنسي أنه يريد علاقة "متوازنة تحترم حساسياتنا السياسية" مع ألمانيا، وقال "نريد العمل معا من أجل خير أوروبا"، في حين أشارت ميركل إلى أن الصحافة تتحدث عن "خلافات أكبر مما هي في الواقع".
وأعرب هولاند الذي يريد إيلاء المزيد من الاهتمام للنمو في أوروبا بينما تعطي ميركل الأولوية للانضباط، عن "استعداده لبحث كل شيء خلال اجتماع المجلس الأوروبي (يوم 23 مايو/أيار الجاري) بما في ذلك اليورو بوند"، الأمر الذي لم تكن برلين تريد بحثه حتى الآن.
كما أكد أنه يريد التفاوض حول الاتفاق المتعلق بالميزانية، وبعد أن فتح باب التسوية مع المستشارة في هذه المسألة، أضاف أنه سيعطي رأيه النهائي حول إعادة التفاوض بعد بحث الأمر معها.
وكانت ميركل قد حاولت مطلع العام الجاري إجهاض انتخاب هولاند بالدعوة إلى التصويت لساركوزي، وهي تعارض سياسة هولاند بتعزيز الدول للإنفاق من أجل إنعاش اقتصادات منطقة اليورو المتعثرة.
وقبل عقد القمة الألمانية الفرنسية حاول مسؤولو حكومة برلين تقليل التوتر بين الزعيمين وخفض سقف التوقعات بشأن القمة، حيث قالوا إنه ليس هناك تخطيط لاتخاذ قرارات خلال المحادثات. وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم ميركل إن هذه القمة ليست لإصدار قرارات وإنما هي لقاء تعارف.
وكان هولاند قد تسلم مهمام منصبه رسميا الثلاثاء بعد مراسيم تقليدية بصحبة الرئيس المنصرف نيكولا ساركوزي الذي غادر قصر الإليزي بعدما فشل في الفوز بولاية ثانية.
وأكد هولاند في خطاب قصير عقب أدائه اليمين الدستورية أنه يريد فتح طريق جديد في أوروبا عبر ميثاق جديد يقوم على مبدأ الحماية واحترام مبدأ المعاملة بالمثل، مشددا على حماية علمانية فرنسا والحرص على عيش كل الفرنسيين معا دون تفرقة في ظل قيم الجمهورية الفرنسية.