تصاعد التوتر بين إيران والبحرين

صور تظاهرة المعارضة البحرينية اليوم "الشعب اختار الديمقراطية ولا تراجع
undefined
تصاعدت حدة التوتر بين البحرين وإيران على خلفية مشروع الاتحاد بين المنامة والرياض، فبعد استدعاء الخارجية البحرينية للقائم بأعمال السفارة الإيرانية لديها أمس احتجاجا على "التدخل السافر" في الشؤون الداخلية للمملكة، دعا مجلس تنسيق الدعاية الإسلامية في إيران اليوم الإيرانيين إلى تنظيم مظاهرات عقب صلاة الجمعة القادمة احتجاجا على ما سماها المؤامرة السعودية لضم البحرين بهدف إخماد الحركة الاحتجاجية هناك.

وحث مجلس تنسيق الدعاية -الذي ينظم المظاهرات الرسمية- في بيان له الإيرانيين على المشاركة في المظاهرات احتجاجا على "الخطة الأميركية لضم البحرين إلى السعودية وتعبيرا عن غضبهم على نظامي آل خليفة وآل سعود التابعين" للولايات المتحدة على حد وصف البيان.

ووصف المجلس الإيراني مشروع الاتحاد البحريني السعودي بالمؤامرة الخطيرة "لمنع امتداد الثورات الشعبية والسيطرة على الأزمة في البحرين التي يعجز نظام آل خليفة عن تسويتها"، مشيرا إلى أن "هذا النوع من المؤامرات لن يمنع الحركة الاحتجاجية في البحرين وحركة اليقظة الإسلامية في المنطقة".

وفي سياق متصل قال مدير صحيفة كيهان حسين شريعة مداري -الذي عينه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي- إنه "يحق للجمهورية الإسلامية التي تحافظ على وحدة الأراضي الإيرانية استعادة محافظة انفصلت عن الأمة الإسلامية". وأضاف في تصريح اليوم أن "البحرينيين يعتبرون أنفسهم إيرانيين وبحسب تقارير يرغبون في العودة إلى فلك إيران".

احتجاج بحريني
وكان رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني قال إن "البحرين ليست لقمة سائغة بإمكان السعودية ابتلاعها بسهولة"، في رده على مشروع اتحاد قد يضم البلدين الخليجيين.

لاريجاني: إذا كان من المفترض أن تتحد البحرين مع دولة أخرى فيجب أن تكون هذه الدولةإيران(رويترز-أرشيف)
لاريجاني: إذا كان من المفترض أن تتحد البحرين مع دولة أخرى فيجب أن تكون هذه الدولةإيران(رويترز-أرشيف)

وأدانت الخارجية البحرينية تصريحات لاريجاني ونواب آخرين عن المملكة، واستدعت القائم بأعمال سفارة إيران، وقام السفير عبد الله عبد اللطيف عبد الله وكيل وزارة الخارجية بتسليم القائم بالأعمال مذكرة احتجاج بهذا الشأن.

وجاء في مذكرة الاحتجاج التي نقلتها وكالة الأنباء البحرينية في ساعة متأخرة أمس الثلاثاء أن ذلك يعد "تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين ومساسا صارخا باستقلالها وسيادتها، الأمر الذي ترفضه المملكة جملة وتفصيلا".

من جانبه قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست، وفقا لما نقلته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية، إن الحل لأزمة البحرين "هو الوفاء بمطالب الشعب المشروعة، وأي تدخل أجنبي لن يفعل سوى تعميق الجراح في البحرين".
      
وكان لاريجاني قال في معرض إجابته على مطالبة أحد النواب باتخاذ إجراء دبلوماسي جاد في ما يتعلق بخطة السعودية والبحرين إقامة اتحاد سياسي، "إن البحرين ليست لقمة سائغة بإمكان السعودية ابتلاعها بسهولة والاستفادة منها"، مضيفا أن "هذا النوع من الممارسات يثير الأزمات في المنطقة".

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية يوم الاثنين عن لاريجاني قوله "إذا كان من المفترض أن تتحد البحرين مع دولة أخرى فيجب أن تكون هذه الدولة إيران لا السعودية"، وجاء ذلك بعد تصريحات نائب في البرلمان الإيراني كرر خلالها مزاعم بسيادة إيران على أراضي البحرين.

وزعم النائب الإيراني علي شهرياري أن البحرين كانت المحافظة الـ14 في إيران حتى عام 1971، متأسفا لانفصالها عن الجمهورية في عهد الشاه، على حد قوله.

وقد ندد 190 نائباً في البرلمان الإيراني بما وصفوه المشروع السعودي لضم البحرين، واعتبروا في بيان أن الخطوة ستؤدي إلى تعزيز الاتحاد بين الشعب البحريني في مواجهة من سموهم المحتلين. كما حذر هؤلاء من انتقال الأزمة البحرينية إلى السعودية ودفع المنطقة إلى فوضى أكبر، حسب البيان.

ميثاق الاتحاد
على صعيد آخر قال مستشار ملك البحرين لشؤون الإعلام إن قادة دول مجلس التعاون الخليجي سيعقدون قمة استثنائية قبل نهاية هذا العام في الرياض "لتوقيع ميثاق الاتحاد بين دولهم".

وقال نبيل بن يعقوب الحمر إن "قمة استثنائية لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سوف تعقد في الرياض خلال الشهور القادمة" قبل القمة السنوية في ديسمبر/كانون الأول المقبل "للتوقيع على ميثاق الاتحاد".

قادة مجلس التعاون أوصوا باستكمال دراسة مقترحات الاتحاد الخليجي (الفرنسية)
قادة مجلس التعاون أوصوا باستكمال دراسة مقترحات الاتحاد الخليجي (الفرنسية)

وكان قادة دول مجلس التعاون الخليجي قد أوصوا في ختام قمتهم التشاورية في الرياض الاثنين باستكمال دراسة مقترحات الاتحاد الخليجي لمناقشتها في قمة استثنائية تعقد بالعاصمة السعودية في وقت لم يتم تحديده.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن قادة دول المجلس أجلوا إعلان الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد لوضع دراسة شاملة ودقيقة. وأضاف أنه "ليس هناك أي مشكلة بين السعودية والبحرين تمنع التكامل"، معبرا عن الأمل بأن تتحد الدول الست في الاجتماع المقبل. ودعا الفيصل إيران إلى عدم التدخل في العلاقات بين السعودية والبحرين.

وتأتي فكرة اتحاد دول الخليج العربي التي أطلقها في ديسمبر/كانون الأول الماضي الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز وتدعمها البحرين، في أجواء من توتر العلاقات مع إيران التي تتهمها الدول العربية المجاورة لها بالتدخل في شؤونها الداخلية.

المصدر : الجزيرة + وكالات