تحركات مكثفة وشكوك حول الهدنة بسوريا

Chinese Premier Wen Jiabao (L) and Turkish Prime Minister Recep Tayyip Erdogan (R) review the Chinese military honor guards during the welcoming ceremony at the Great Hall of the People in Beijing, on April 9, 2012. Turkey's Prime Minister Recep Tayyip Erdogan is paying the first official visit to China by a Turkish premier in 27 years from April 8 to 10. AFP PHOTO / LIU JIN
undefined
تتكثف التحركات والمشاورات الدولية بشأن الأزمة السورية، وذلك قبل أقل من 24 ساعة على انتهاء مهلة الأمم المتحدة للنظام السوري لسحب قواته من المدن والمناطق السكنية، وذلك وسط بوادر كثيرة باحتمال تواصل أعمال القتل، فيما قالت واشنطن إن الرئيس السوري بشار الأسد لم يظهر حتى الآن أي مؤشر على أن حكومته ملتزمة بالخطة التي قدمها كوفي أنان.  

وكانت الأزمة السورية حاضرة اليوم في المشاورات التي أجراها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في بكين مع نظيره الصيني وين جياباو، وذلك في أول زيارة من نوعها لرئيس وزراء تركي للصين منذ 27 عاما. وقد أقر الطرفان بخلافاتهما بشأن التعاطي مع الأزمة السورية لكنهما أكدا على ضرورة لعب دور بناء في ذلك الموضوع.

وفيما تترقب تركيا مآل مهلة العاشر من أبريل/نيسان، دعت الصين النظام السوري والمعارضة إلى احترام "تعهداتهما" بوقف إطلاق النار والانسحاب من المدن في إطار خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو ويمين إن "الصين تدعو الحكومة السورية والأطراف المعنية بالأزمة في سوريا إلى احترام التعهدات بوقف إطلاق النار وسحب القوات" من المدن، ودعا  المجتمع الدولي إلى "التريث ومنح أنان مزيدا من الوقت".

‪أنان يزور تركيا وإيران قبل تقديم تقييم لمدى التزام دمشق بالمهلة الأممية‬ (الأوروبية)
‪أنان يزور تركيا وإيران قبل تقديم تقييم لمدى التزام دمشق بالمهلة الأممية‬ (الأوروبية)

خطوات جديدة
وقبل أن يتوجه إلى بكين لوح أردوغان مرارا باتخاذ بلاده خطوات جديدة، لم يكشف فحواها، في حال تواصل العنف في سوريا بعد انتهاء مهلة العاشر من أبريل/نيسان لانسحاب القوات السورية بموجب خطة أنان.

وتتحدث تقارير صحفية تركية عن إمكانية إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع سوريا، خاصة في ظل استمرار تدفق اللاجئين السوريين على الأراضي التركية حيث فاق عددهم 24500.

ومن جانبه قال ناجي كورو نائب وزير الخارجية التركية إن المهلة التي تنتهي غدا الثلاثاء "هي بلا جدوى وإن مرحلة جديدة ستبدأ غدا الثلاثاء".

وفي نفس اليوم يتوقع أن يقوم أنان بزيارة لتركيا غدا الثلاثاء تستمر عدة ساعات سيتفقد خلالها أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا، قبل أن يتوجه إلى طهران لإجراء مشاورات مع المسؤولين الإيرانيين يوم الأربعاء بشأن الملف السوري.

وفي نفس اليوم من المقرر أن يقدم أنان تقريرا لمجلس الأمن عن مدى التزام دمشق بالمهلة الأولى لوقف العنف. 

وتمهيدا لتقويم الالتزام بهدنة الأمم المتحدة، وصل رئيس فريق مراقبي الأمم المتحدة رئيس أركان القوات المسلحة النرويجية الأسبق الجنرال روبرت مود إلى دمشق، ومن المنتظر أن يصل لسوريا فريق مكون من 250 مراقبا أمميا.

الموقف الأميركي
من جانبه قال البيت الأبيض الاثنين إن الرئيس السوري بشار الأسد لم يظهر حتى الآن أي مؤشر على أن حكومته ملتزمة بخطة السلام لإنهاء العنف في سوريا قبل ساعات من انتهاء المهلة التي حددتها الأمم المتحدة لتنفيذها.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "لم نر أي مؤشر بعد على أن نظام الأسد يلتزم بتعهداته".

وفي وقت سابق رفضت الولايات المتحدة اليوم الاثنين مطالب سوريا بضمانات مكتوبة من الجماعات المسلحة المعارضة بوقف القتال وإلقاء السلاح، ووصفت  المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند تلك المطالب بأنها أسلوب للمماطلة من أجل كسب الوقت.

‪دمشق تشترط ضمانات مكتوبة قبل سحب قواتها من المدن والمناطق السكنية‬ (الفرنسية)
‪دمشق تشترط ضمانات مكتوبة قبل سحب قواتها من المدن والمناطق السكنية‬ (الفرنسية)

تحركات دمشق
وفي مسار دبلوماسي آخر يتوقع أن يصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو اليوم لإجراء مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف غدا الثلاثاء، وذلك تزامنا مع انتهاء المهلة المحددة للنظام السوري لسحب قواته من المدن والمناطق السكنية.

وتأتي هذه الزيارة في وقت تتعرض فيه روسيا لضغوط مكثفة من أطراف عربية وغربية من أجل حملها على الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد من أجل الالتزام بمهلة العاشر من أبريل/نيسان. وكانت روسيا قد وقفت إلى جانب الصين لمنع صدور قرار بمجلس الأمن يدين النظام السوري بشأن تعاطيه الأمني مع الثورة التي دخلت عامها الثاني.

وقبل أن يتوجه المعلم إلى موسكو فاجأ النظام السوري جميع الأطراف الدولية إذ اشترط الحصول على ضمانات مكتوبة من المعارضة قبل أي انسحاب لقوات الجيش النظامي من المدن والمناطق السكنية.

وذكر بيان للخارجية السورية أن أنان لم يقدم للحكومة السورية حتى الآن ضمانات مكتوبة بشأن قبول ما سمته الجماعات الإرهابية المسلحة "لوقف العنف بكل أشكاله واستعدادها لتسليم أسلحتها لبسط سلطة الدولة على كل أراضيها".

كما جاء في البيان أن أنان "لم يقدم أيضا ضمانات بالتزام حكومات كل من قطر والسعودية وتركيا بوقف تمويل وتسليح المجموعات الإرهابية"، على حد قوله.

في المقابل، أعلن قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد التزامه بخطة أنان، مؤكدا أنه ليس عليه تقديم ضمانات إلى النظام "بل إلى المجتمع الدولي". كما توقع الأسعد ألا ينفذ النظام المبادرة قائلا إنها محكوم عليها بالفشل.

وأضاف "لم نعط الوفد الدولي شيئا ولم يطلب منا ضمانات مكتوبة ولا يوجد شيء اسمه تسليم سلاح، لن نسلم سلاحنا ويجب أن ينسحب النظام من المدن".

في حين أكد المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر داخل سوريا العقيد قاسم سعد الدين أن المعارضة ستحترم الموعد المحدد لوقف إطلاق النار، قائلا "نحن سنوقف القتال يوم العاشر من هذا الشهر، وملتزمون بخطة أنان، ونحن ملتزمون دون أن يسحب أي آلية".

وأشار إلى أن "النظام عندما يطلب من أنان ضمانات مكتوبة بأن المعارضة ستلقي سلاحها، فهذه مزحة وسخرية من الأمم المتحدة".

تدخل إنساني
وفي تداعيات دولية أخرى للأزمة السورية تحدث وزير خارجية بلجيكا ديدييه ريندرز عن ضرورة التدخل الإنساني تحت غطاء عسكري "إذا استمرت الممارسات الوحشية لنظام الأسد"، وأشار إلى ضرورة الانتقال إلى مرحلة تالية في حالة عدم الالتزام بالهدنة.

بدورها شددت ألمانيا على ضرورة تطبيق الهدنة والسماح بالوصول إلى مساعدات إنسانية، فيما دعا بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر إلى وقف العنف وحث على الحوار والمصالحة.

المصدر : الجزيرة + وكالات