موسكو ترحب بالبيان الأممي وواشنطن تحذر

رحبت روسيا اليوم الجمعة بالبيان الذي أصدره مجلس الأمن الدولي أمس الخميس بشأن الوضع في سوريا، والذي دعا النظام فيها إلى الالتزام بمهلة تنتهي في العاشر من الشهر الجاري لوقف القتال وسحب القوات من المناطق السكانية، بينما حذرت واشنطن الرئيس السوري بشار الأسد وقالت إن عليه احترام هذا الموعد أو مواجهة المزيد من الضغوط الدولية.

 

فقد ذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن "موسكو ترحب ببيان المجلس الذي أعرب عن الدعم لطلب المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان بأن توقف دمشق الهجمات العسكرية وأن تبدأ في سحب القوات من المدن والبلدات بحلول العاشر من الشهر الجاري".
 
من جهته اعتبر غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن البيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن الدولي أمس الخميس بشأن سوريا يشكل قاعدة لتسوية الأزمة في البلاد.

وكتب غاتيلوف في رسالة على موقع (تويتر) للتواصل الاجتماعي "أصدر مجلس الأمن الدولي بيانا آخر بشأن سورية، وهذا يعني أنه توجد هناك قاعدة لتسوية النزاع. والآن يجب على الحكومة والمعارضة اتخاذ خطوات جدية".

وكان البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن بالإجماع قد حدد يوم 10 أبريل/نيسان الجاري، كأقصى موعد لوقف الحكومة السورية عملياتها ضد المعارضة ووقف استخدام الآليات الثقيلة بالإضافة إلى بدء سحب القوات الحكومية من المدن. ويدعو البيان المعارضة السورية إلى وقف كافة أعمال العنف خلال 48 ساعة بعد وفاء الحكومة بالتزاماتها.

وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ رحب بالبيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن الدولي الخميس حول سوريا، وقال "إن مجلس الأمن طالب بالإجماع النظام السوري بالإيفاء بالتزاماته وسحب قواته بحلول 10 أبريل/نيسان وإنهاء أعمال العنف، وهذا الطلب يدعم الخطة السداسية لكوفي أنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدولة العربية إلى سوريا".

وأضاف هيغ أن "البيان أوضح أننا لن نقبل بكسر أي وعود أخرى أو السماح بمواصلة الاعتداء الوحشي الذي يمارسه نظام الأسد، ويجب على السلطات السورية أن تبرهن للمجتمع الدولي، والأهم من ذلك للشعب السوري، بأنها صادقة بوقف القتل"، على حد تعبيره.

واشنطن قالت إنها لم تر مؤشرات على التزام قوات الأسد بخطة أنان (الفرنسية-أرشيف)
واشنطن قالت إنها لم تر مؤشرات على التزام قوات الأسد بخطة أنان (الفرنسية-أرشيف)

واشنطن تحذر
في المقابل حذرت واشنطن الخميس الرئيس السوري بشار الأسد وقالت إن عليه احترام موعد العاشر من الشهر الجاري الذي أيدته الأمم المتحدة لإنهاء حملة القمع "الرهيبة" ضد مناهضيه، أو مواجهة المزيد من الضغوط الدولية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إن الولايات المتحدة لم تر مؤشرات على التزام قوات الأسد بخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان القاضية بالانسحاب من المدن.

وحول تصرفات الجيش السوري، قال تونر "إنها ليست مفاجئة، وبالتأكيد محبطة"، مضيفا "من الواضح أن نظام الأسد يستخدم هذه النافذة لمواصلة القيام بهجماته الرهيبة على الشعب السوري".

وقال "إن العقاب لعدم الالتزام ستكون زيادة الضغط على الأسد وعلى نظامه، ورسالة واضحة إلى من حوله أنهم يقفون في الجانب الخاطئ من التاريخ".

دعم لأنان
من جهة ثانية أعلنت الدول الأعضاء في منظمة الأمن الجماعي اليوم الجمعة دعمها لمهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن وزير خارجية كازاخستان نيكولاي بورديوجا قوله بمؤتمر صحفي في ختام اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في أستانة، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أطلع نظراءه في دول منظمة الأمن الجماعي على الخطوات التي اتخذتها روسيا باعتبارها العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي على صعيد تسوية الوضع في سوريا وتخفيف حدة التوتر حولها من خلال دعم مهمة كوفي أنان.

وقال بورديوجا إن الوزراء ناقشوا تطورات الأزمة في سوريا وتداعياتها الدولية والإقليمية نظرا لقرب منطقة الأحداث من الحدود الجنوبية لدول المنظمة. وأعلنت المنظمة تأييدها مهمة كوفي أنان. 

وزراء خارجية دول منظمة الأمن الجماعي أعربوا عن دعمهم لخطة أنان (الفرنسية)
وزراء خارجية دول منظمة الأمن الجماعي أعربوا عن دعمهم لخطة أنان (الفرنسية)

على صعيد متصل قال عضو مجلس خبراء القيادة في إيران أحمد خاتمي إن بلاده تدعم نهج الإصلاحات في سوريا وتعارض بشدة أي تدخل أجنبي في الأزمة الدائرة هناك.

وأضاف خاتمي في خطبة الجمعة أن "كل ما تتعرض له سوريا اليوم هو فقط لأنها أثبتت قدرتها على الوقوف في وجه الكيان الصهيوني" على حد قوله.

من جهة أخرى قللت إيران اليوم الجمعة من شأن الخلافات  الدبلوماسية مع تركيا، واصفة الخلافات الحالية بينهما حول الوضع في سوريا بأنها" طبيعية للغاية".

وظهرت الخلافات بين الدولتين بعد زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لطهران الأسبوع الماضي، حيث جرت مناقشة الأزمة في سوريا. وتؤيد إيران بشدة الرئيس بشار الأسد ولكن تركيا دعته للتنحي من منصبه وأدانت حملة القمع التي يشنها حاليا ضد المعارضين. 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست في طهران "كان رئيس الوزراء التركي في طهران الأسبوع الماضي وأجرى محادثات إيجابية وبناءة"، وأضاف "الخلافات السياسية حول قضايا إقليمية شيء طبيعي للغاية ويمكن تسويتها من خلال اتصالات دبلوماسية وتبادل للآراء".

المصدر : الجزيرة + وكالات