اليمن.. الحوار الوطني ومطالب الثوار

تظاهر شباب الثورة في جمعة التهيئة قبل الحوار
undefined

عبده عايش-صنعاء

تتفاعل الدعوات بالساحة اليمنية للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، عقب تشكيل الحكومة اليمنية لجنة وزارية من عشرة وزراء للحوار مع الشباب.

وقد اشترط شباب الثورة في ساحة التغيير بصنعاء تحقيق جملة من المطالب في مقدمتها إقالة أقارب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من مناصبهم في المؤسستين العسكرية والأمنية.

تنفيذ المطالب
وقال عضو باللجنة التنظيمية للثورة السلمية باليمن في حديث للجزيرة نت إن شباب الثورة مستمرون في خيارهم الثوري السلمي، ولن يتعاطوا مع أي دعوة للحوار الوطني قبل تنفيذ مطالب شباب الثورة.
 

حبيب العريقي: شباب الثورة لن يتعاطوا مع أي دعوة للحوار قبل تنفيذ مطالب الثورة(الجزيرة)
حبيب العريقي: شباب الثورة لن يتعاطوا مع أي دعوة للحوار قبل تنفيذ مطالب الثورة(الجزيرة)

وأشار حبيب العريقي إلى أنهم قدموا عشرين مطلبا إلى اللجنة الوزارية المكلفة بالحوار مع الشباب لتنفيذها على أرض الواقع قبل الخوض في تفاصيل مؤتمر الحوار الوطني، مؤكدا إصرار الثوار على استكمال كافة أهداف الثورة، وبقاءهم في ساحات الحرية والتغيير.

ولفت إلى أن في مقدمة مطالب الشباب تنحية أقارب صالح من مناصبهم في الأمن والجيش، ومحاكمة جميع المتورطين بالقتل والاختطاف والاعتداء على الثوار وأسرهم، وإطلاق سراح المعتقلين والمخفيين من شباب الثورة والحراك الجنوبي وأحداث صعدة وجميع سجناء الرأي من عسكريين ومدنيين.

وأضاف عضو اللجنة التنظيمية للثورة السلمية أن الشباب ركزوا في مطالبهم على إنشاء هيئة وطنية مستقلة لرعاية أسر الشهداء وتعويضهم تعويضا عادلا يتناسب مع تضحياتهم الكبيرة ومنح منزل لأسرة كل شهيد، والتكفل بعلاج جرحى الثورة، بالإضافة إلى إيقاف كافة الملاحقات بحق الثوار ومؤيدي الثورة وإعادة الاعتبار لهم وتعويضهم عما لحق بهم من أضرار.

وطالب الشباب أيضا بحل مجلسي النواب والشورى فور عقد أول اجتماع لمؤتمر الحوار الوطني، وحل جهازي الأمن القومي والسياسي وإنشاء جهاز أمن وطني موحد يتبع وزارة الداخلية مباشرة، إلى جانب تجميد الأرصدة والأموال التي نهبتها عائلة صالح والفاسدون وإعادتها إلى الخزينة العامة.

‪الجزيرة نت)‬ وزيرة حقوق الإنسان: مطالب شباب الثورة أصبحت التزاما على الحكومة
‪الجزيرة نت)‬ وزيرة حقوق الإنسان: مطالب شباب الثورة أصبحت التزاما على الحكومة

مطالب عادلة
من جانبها قالت وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور، التي ترأس اللجنة الوزارية المكلفة بالحوار مع الشباب، للجزيرة نت، إن مطالب شباب الثورة عادلة، وكلها مرتبطة بأهداف الثورة السلمية الشعبية، وهناك مطالب سيتم تنفيذها وتحقيقها على المدى القصير، ومطالب أخرى قد تأخذ وقتا حتى تتحقق.

وأشارت حورية إلى أن مطالب شباب الثورة ستصل إلى مجلس الوزراء، وسيتواصل بشأنها رئيس الوزراء محمد باسندوة ورئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، كما أن هذه المطالب أصبحت التزاما على الحكومة والسلطة التنفيذية خلال المرحلة الانتقالية، وفق قولها.

وأوضحت الوزيرة أن كثيرا من مطالب شباب الثورة موجودة في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، وفي نص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014.

وبشأن مطالب الشباب بإقالة أقارب صالح من المؤسسة العسكرية والأمنية، قالت حورية مشهور إن ذلك مرتبط بإعادة هيكلة الجيش اليمني والقوات الأمنية وإدماج الوحدات والتشكيلات العسكرية في الجيش تحت قيادة وطنية ومؤسسية، لافتة إلى أن هذه العملية بدأت خطواتها الأولى وسوف تستمر.

واعتبرت أن التواصل مع الشباب هو تمهيد لدخولهم إلى مؤتمر الحوار الوطني، قائلة "نريد إدماج الشباب إدماجا كاملا في الحياة السياسية، فالشباب هم القوة التغييرية التي قادت التغيير في اليمن، وبالتالي في المرحلة القادمة سيكون الشباب جزءا من عملية إعادة بناء البلاد، ورسم معالم مستقبل اليمن".

حورية مشهور نفت ما يتردد من أن الحوار مع الشباب هدفه إخراجهم من ساحات التغيير 

نفي
وحول ما يتردد من أن الحوار مع الشباب هدفه إخراجهم من ساحات التغيير، نفت الوزيرة ذلك وأكدت أنه ليس من مهمة لجنة الحوار مع الشباب إخراج شباب الثورة من ساحات التغيير والحرية، معتبرة ذلك مرتبطا بقناعات الشباب أنفسهم.

وذكرت حورية مشهور أن "الشباب سيغادرون الساحات عندما يشعرون أن أهداف الثورة تتحقق، فهم حتى اللحظة يساورهم القلق في ظل وجود بعض عناصر النظام السابق تتحكم بمصادر القوة العسكرية والأمنية".

أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء محمد الظاهري فرأى أن هناك مخاوف من اعتبار مطالب شباب الثورة ورقة تفاوضية بين الخصوم السياسيين قد تعرقل بدء مؤتمر الحوار الوطني، خاصة مع وجود من يشترط تنفيذ هيكلة الجيش وإبعاد أقارب صالح أولا قبل بدء مؤتمر الحوار الوطني.

كما أشار الظاهري إلى أن حزب المؤتمر الشعبي يطالب من جهته بإخلاء ساحات التغيير من الشباب باعتباره التزاما على أحزاب اللقاء المشترك التي وقعت المبادرة الخليجية معه، بالإضافة إلى رؤيته بأن الإقالات للقيادات العسكرية والأمنية تصب في مصلحة الأطراف المؤيدة للثورة وتخل بالتوازن في الساحة اليمنية.

وطالب الظاهري بأن تبقى ساحات التغيير والحرية ميادين صانعة للفعل الثوري، ومتغيرا مستقلا لتحقيق أهداف الثورة، بعيدا عن تحويلها إلى ورقة يتفاوض بشأن إخلائها من الشباب الثائر.

المصدر : الجزيرة