انسحاب جبهة وحدوية من تمبكتو بمالي

من سيارات عسكرية تابعة لأنصار الدين تجوب المدينة
undefined

انسحبت الجبهة الوطنية لتحرير أزواد من منطقة تمبكتو شمالي مالي التي سيطرت أمس الجمعة على جزء من هذه المدينة، وذلك بناء على طلب من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

وقال عمر ولد شريف -أحد مسؤولي الجبهة المسلحة الجديدة، التي تم تشكيلها مؤخرا من عرب مدينة تمبكتو- إن زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي أبو زيد طلب شخصيا من مقاتلي الجبهة مغادرة مواقعهم في تمبكتو "لتفادي وقوع مجزرة سيكون المدنيون أول ضحاياها، ولذلك غادرنا المدينة".

وأكد مصدر أمني مالي لفرانس برس مغادرة مقاتلي الجبهة الوطنية لتحرير أزواد المدينة مساء أمس الجمعة، وأوضح أن القاعدة في المغرب الإسلامي هي التي طلبت مغادرتهم.

وتسيطر مجموعتان أخريان على منطقة شاسعة تقارب مساحة فرنسا هما أنصار الدين الإسلامية والحركة الوطنية لتحرير أزواد (حركة تمرد للطوارق تطالب بالانفصال) منذ الـ22 من الشهر الماضي بعد انقلاب عسكري نفذه العسكر ضد الرئيس أمادو توريه الذي اتهموه بالتقصير بتسليح الجيش للقضاء على الجماعات المسلحة شمالي البلاد.

وكانت الجبهة الوطنية لتحرير أزواد -التي تعارض انفصال شمالي البلاد كما يطالب الطوارق، وتعارض تطبيق الشريعة الإسلامية كما فعلت الأحزاب الإسلامية- دخلت إلى وسط مدينة تمبكتو بعد سيطرتها على مدخليها الشرقي والجنوبي الخميس.

وقال مصدر أمني مالي في المدينة إن نحو مائة سيارة تنقل مقاتلين مسلحين من الجبهة دخلت الخميس إلى حي سون فيل في تمبكتو، وأكد هذه المعلومات شهود وعضو في الجبهة الوطنية لتحرير أزواد.

video

شرطة دينية
وقال عضو في الجبهة إن مقاتليها يريدون الدفاع "عن منطقتنا التي تمتد من تمبكتو إلى تاودنيت، هذا هو هدفنا".

تأتي هذه التطورات لتعزز مخاوف دولية في منطقة تسود فيها الفوضى العارمة مع توفر السلاح بكثرة وازدياد عمليات تهريب المخدرات والخطف إضافة إلى الجفاف ونقص الغذاء.

فقد وافقت الخميس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في اجتماع استثنائي على إرسال قوات عسكرية ستتمركز في العاصمة باماكو، وأضافت أن القوات ستساعد مالي على الانتقال إلى حكم مدني لكنها لم تحدد موعد وصول هذه القوات وجنسيات أفرادها.

في غضون ذلك ذكرت مصادر متطابقة لوكالة فرانس برس أن جماعة أنصار الدين الإسلامية المسلحة أنشأت شرطة إسلامية.

وقال مصدر مطلع في المدينة إن "أنصار الدين أنشأت أمس الجمعة شرطة إسلامية في تمبكتو لتطبيق الشريعة على اللصوص".

وأوضح عيسى مايغا أحد أعضاء المجلس البلدي في المنطقة لفرانس برس أنه تم إنشاء شرطة إسلامية في مقر بنك التضامن المالي السابق في تمبكتو وستطبق أنصار الدين الشريعة لأن هناك الكثير من حوادث السرقة. وأضاف مصدر آخر في تمبكتو أن آلية كتب عليها الشرطة الإسلامية باللغة العربية تجوب المدينة.

من جهة آخرى خلفت هذه الأحداث السياسية والميدانية في مالي وضعا إنسانيا مزريا خصوصا في النيجر التي لجأ إليها الفارون من المعارك والتي تعاني المنظمات الإغاثية فيها أصلا من عدم تلبية حاجة المواطنين بسبب نقص الغذاء والجفاف الحاد الذي يضرب البلاد.

المصدر : وكالات