أنصار الدين تبدأ تنفيذ الحدود بتمبكتو

محمد الامين – أحد عناصر أنصار الدين (يسارا) يضع قدمه وسلاحه على ذاك التمثال الإفريقي الصغير
undefined

أمين محمد-تمبكتو

بدأت حركة أنصار الدين ذات الخلفية السلفية تطبيق "الحدود الشرعية" في مدينة تمبكتو التي سيطرت عليها بشكل شبه كامل بعد مغادرة عناصر الجيش المالي لها قبل أكثر من أسبوعين.

وقال قياديان في الحركة للجزيرة نت إنه تم حتى الآن تطبيق "الحدود الشرعية" على نحو عشرين من الذين جرى اعتقالهم في الأيام الماضية "على خلفية تعديات ومخالفات شرعية تستوجب إقامة الحدود الشرعية عليهم".

وقال القيادي -الذي يفضل عدم الكشف عن اسمه- إن آخر الذين تم تنفيذ الحدود عليهم كان شارب خمر ألقي القبض عليه البارحة وهو في حالة سكر قادته إلى إطلاق الرصاص الحي في الهواء من فرط سكره وانفصاله عن الواقع.

واقتحم عناصر الحركة أحد الفنادق في مدينة تمبكتو بعد معلومات حصلوا عليها تفيد -حسب ما قالوا للجزيرة نت- بأنه كان يستخدم على نطاق واسع كوكر للدعارة وشرب الخمور وترويج وتبادل المخدرات والمسكرات.

وطلب القائمون على الحركة من الجزيرة نت حضور استخراج كميات من المخدرات والخمور وما يصفونها بوسائل الدعارة والفساد الأخلاقي من بعض غرف ومستودعات الفندق الواقع في الضاحية الجنوبية من المدينة الصحراوية.

كميات من الخمور والمخدرات تم استخراجها من أحد الفنادق (الجزيرة نت)
كميات من الخمور والمخدرات تم استخراجها من أحد الفنادق (الجزيرة نت)

ويقول محمد الأمين -وهو أحد عناصر الحركة الذين شاركوا في عملية اقتحام الفندق واستخراج المخدرات والخمور منه- إن "الأمر يتعلق بأهم الأسلحة التي يستخدمها أعداء الله لتلويث أخلاق المسلمين وصدهم عن دين الله"، قبل أن يدوس بقدمه وسلاحه على تمثال أفريقي صغير واصفا إياه بالصنم الذي يجب تكسيره والقضاء عليه.

وتجمع عدد من المواطنين والسكان المجاورين للفندق مسجلين ارتياحهم وتشجيعهم للخطوة، ومعربين عن تذمرهم واستيائهم من الصخب والضجيج وما وصفوه بالمظاهر غير الجيدة التي كانت تشاهد بشكل مستمر في محيط هذا الفندق.

وبشأن ما إذا كانت الحركة ستصعد من تنفيذ الحدود الشرعية في الفترة القادمة قال أحد أعضاء الحركة للجزيرة نت إن "أنصار الدين ستطبق الحدود الشرعية، ولكنها ستنفذ في الوقت ذاته عملية توعية شاملة بخطورة المخالفات الشرعية لأن الكثير من الناس وبسبب طول ابتعادهم عن شريعة الله يحتاجون إلى تنبيه وإرشاد وتوعية" في هذا السياق.

وتتولى حركة أنصار الدين إدارة الشأن العام حاليا في مدينة تمبكتو، وتتولى الفصل والقضاء ليس فقط في المخالفات الشرعية، وإنما أيضا في حياة الناس اليومية ومشاكل المعاملات التجارية اليومية على اختلاف مشاكلهم ومشاربهم.

وكان النواب الماليون قد طالبوا في وقت سابق الحركات المسلحة التي تسيطر على شمالي مالي بتسليم السلاح والانسحاب فورا من جميع المناطق "المحتلة" مع رفضهم إعلان استقلال أزواد (شمالي مالي) من قبل متمردي الطوارق.

وندد النواب في قرار بـ"أي دعم ومن أية جهة لهؤلاء الرجال الضالين والذين جاء معظمهم من الخارج" وطالبوا القوات المسلحة وقوات الأمن بالانتشار بدون تأخير في مسرح العمليات بالشمال.

وكانت الحركة الوطنية لتحرير ازواد أعلنت في السادس من أبريل/نيسان ومن طرف واحد استقلال منطقة ازواد.

ويخضع شمالي البلاد لسيطرة متمردي الطوارق من الحركة الوطنية لتحرير أزواد، ومجموعات إسلامية مسلحة خصوصا أنصار الدين التي يعتقد بأنها تحظى بدعم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

المصدر : الجزيرة