قلق بألمانيا من توزيع المصحف

Muslims perform the Eid-ul-fitr salat, or Eid prayer at the Omar mosque in Berlin's Mashari Islamic Centre September 10, 2010. Eid marks the end of Ramadan, the Islamic holy month of fasting, for Muslims around the world. AFP PHOTO / JOHN MACDOUGALL
undefined
 أثار قيام جماعة سلفية بتوزيع المصاحف مجانا في ألمانيا قلق الحكومة والطبقة السياسية التي نددت الخميس بـ"استغلال القرآن لنشر الأفكار المتطرفة".

وتهدف هذه الجماعة التي أطلقت على نفسها اسم "الدين الحقيقي" إلى توزيع 25 مليون نسخة مترجمة من المصحف الشريف في ألمانيا وسويسرا والنمسا، وقامت بتوزيع 250 ألف نسخة بالفعل.

وأدان زعيم المجموعة البرلمانية للاتحاد المسيحي الذي تترأسه المستشارة أنجيلا ميركل "بشدة" هذه المبادرة، قائلا "إنها تستغل القرآن في نشر الأفكار المتطرفة".

واعتبرت متحدثة باسم الحزب الليبرالي الشريك في حكومة الأقلية إن توزيع هذه المصاحف المترجمة أمر "غير مقبول على الإطلاق"، منددة بـ"استخدام القرآن وسيلة دعاية في خدمة التطرف".

وفي جانب المعارضة دعا الحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى الاستمرار في مراقبة السلفيين، وقال المتحدث باسم الحزب مايكل هرتمان إنه "إذا اكتشفت السلطات أن هناك انتهاكا للقانون والنظام سيكون من الضروري التفكير في الحظر" لكنه استبعد إمكانية أن "تؤدي مجرد عملية توزيع للمصاحف إلى تحويل أناس إلى إرهابيين".

تحقيقات
من جانبها أعلنت وزارة الداخلية الألمانية أنها تأخذ "بجدية شديدة الطموحات السلفية الحالية وخاصة بسبب التهديدات التي وجهت إلى العديد من الصحفيين في فيديو نشر على موقع يوتيوب".

وأوضحت صحيفة "داي فيلت" الألمانية أن هذا الفيديو الذي سحب لاحقا وضعه أحد أتباع القائم على مبادرة توزيع المصاحف إبراهيم أبو ناجي، وفي هذا الشريط يقول المتكلم "نعلم أين تقيم ونعلم فريق كرة القدم الذي تشجعه ولدينا رقم هاتفك المحمول".

وقالت الوزارة "لا يمكن على الإطلاق القبول بتوجيه تهديدات إلى صحفيين في ألمانيا"، معلنة فتح تحقيق في المسألة.

وتقدر أجهزة المخابرات عدد السلفيين في ألمانيا بنحو 2500 شخص. وقال مصدر أمني إن "توزيع المصاحف مسموح به باسم الحرية الدينية إلا أن الحركة التي تختبئ وراءه تخضع للمراقبة".

‪‬ خبيرة ألمانية تشكك في منع توزيع المصحف (الفرنسية-أرشيف)
‪‬ خبيرة ألمانية تشكك في منع توزيع المصحف (الفرنسية-أرشيف)

تشكيك
أما خبيرة الحزب الديمقراطي الحر في الشؤون الداخلية جيزلا بيلتس فشككت في فرص منع السلفيين من تنفيذ حملة توزيع المصحف في ألمانيا. وقالت بيلتس إن هذا المنع ليس له سند قانوني. 

وأوضحت أنه "طالما لم تنتهك قوانين عند توزيع المصحف في مناطق المشاة في وسط  المدن الكبرى أو في أي مكان آخر فلا يمكن أن يتم التوفيق بين حظر التوزيع ودولة القانون".

وقالت بيلتس إن الدستور يحمي ترويج أي شخص لدينه طالما أن هذا الدين لا يرفض الدستور.

من جهته أوضح إبراهيم أبو ناجي (47 سنة) -وهو داعية ورئيس شركة من أصل فلسطيني يقيم في ألمانيا ويخضع لرقابة السلطات- أن هدفه من ذلك "إدخال الحقيقة إلى قلوب الناس".

المطبعة
أما المطبعة الألمانية المتعهدة بتوريد المصاحف المترجمة للألمانية فتبحث التوقف عن طباعة هذه المصاحف وتوريدها. وقد جاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم دار الطباعة "إيبنر أند شبيجل" في مدينة أولم بجنوب غرب ألمانيا قال فيه "تتم دراسة التداعيات القانونية على طباعتنا لهذه المصاحف أو إنهاء مهمة التوريد".

وأوضح المتحدث باسم الدار أن الدار تدرك أن أصحاب حملة توزيع المصاحف داخل دائرة النقد في ألمانيا، مضيفا "طلبنا من هيئة أمن الدولة والشرطة الجنائية دراسة مدى قانونية توريد هذه المصاحف".

وقال إنه تم تصنيف طباعة القرآن على أنها "أمر لا غبار عليه وهذه المهمة بالنسبة لنا مثل أية مهمة أخرى، نحن ننتج الكتب لعملائنا، ولكن ليس لنا تأثير على توزيع هذه الكتب وتسويقها".

المصدر : وكالات