اشتباكات بدير الزور وتحذير من أزمة إنسانية

Syrian rebels, headed by their leader nick named " Abu Suleiman" (R) patrol and set up check-points in the north of northern Syria's Idlib region, on March 18, 2012
undefined
أفاد ناشطون سوريون بأن اشتباكات تدور حاليا بين قوات النظام السوري والجيش الحر في شرق مدينة دير الزور، حيث داهمت عشرات الدبابات المدينة، لاستعادة أحياء رئيسية سيطر عليها أفراد الجيش السوري الحر، وفي الأثناء وصلت إلى ميناء طرطوس السوري سفينة روسية تحمل وحدة من قوات مشاة البحرية لمكافحة الإرهاب.

ونقلت رويترز عن شهود عيان أن دبابات وحاملات جند مدرعة دخلت مدينة دير الزور من الشمال وواجهت مقاومة من مقاتلي المعارضة أثناء توجهها إلى أحياء في جنوب شرق المدينة سقطت في أيدي المعارضين.

اشتباكات اليوم تأتي بعد هجمات شنها الجيش الحر على مراكز أمنية للنظام في حي المزة بوسط دمشق، وهو أحد أشد الأحياء تحصينا ويضم سفارات ومقرات أمنية، مما أسفر -بحسب ناشطين- عن سقوط نحو ثمانين قتيلا ومائتي جريح

وفيما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل ستة أشخاص، قال ناشطون إن مظاهرات خرجت في عدد من المدن والبلدات السورية صباحا. وبثت مواقع الثورة السورية صورا لمظاهرتين في بلدتي الصورة وعلما بمحافظة درعا جدد فيهما المتظاهرون مطالبتهم برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، وعبروا عن تضامنهم مع المدن السورية المحاصرة التي تتعرض لهجمات من قبل قوات النظام، كما هتف المتظاهرون للجيش الحر وطالبوا بتسليحه.

وقالت الهيئة، في بيان تلقت الجزيرة نسخة منه، إن قوات الأمن والجيش السوري شنت صباح اليوم حملة مداهمات واعتقالات في مدينة إدلب، وقامت بإحراق منزلين وسط إطلاق نار بكافة الاتجاهات، وأشارت إلى أن قصفا عنيفا طال المنازل في بلدات مرعيان وإبديتا بالمدينة مما أدى لاحتراق أكثر من خمسين منزلا.

وأضافت أن جيش النظام قصف منازل في قلعة المضيق بريف حماة، كما استهدف القلعة الأثرية بالمدفعية الثقيلة. وفي درعا اقتحم الجيش بلدة كفر شمس والنعيمة وسط إطلاق نار كثيف وحصار لبلدة الحراك لليوم العشرين على التوالي.

كما قصف الجيش أحياء في حمص القديمة وبلدة جوسية في مدينة القصير بحمص، وأطلق النار على المشيعين في دوما وتل منين بريف دمشق مما أدى لسقوط جرحى.

يأتي هذا بعد هجمات شنها الجيش الحر على مراكز أمنية للنظام في حي المزة بوسط دمشق، وهو أحد أشد الأحياء تحصينا بالعاصمة حيث يضم سفارات ومقرات أمنية، ومساكن لمسؤولين بارزين، مما أسفر -بحسب ناشطين- عن سقوط نحو ثمانين قتيلا ومائتي جريح من عناصر قوات النظام السوري.

من جانبه، ذكر التلفزيون السوري أن تلك الاشتباكات دارت مع ما وصفها بـ"عصابة إرهابية مسلحة" وأدت لمقتل عنصر نظامي وثلاثة من المهاجمين، فيما أشار ناشط إلى إصابة 18 عسكريا نظاميا سوريا على الأقل في تلك الاشتباكات.

إيران أرسلت سفينتين حربيتين في وقت سابق لميناء طرطوس السوري (الجزيرة)
إيران أرسلت سفينتين حربيتين في وقت سابق لميناء طرطوس السوري (الجزيرة)

إمداد روسي
في هذه الأثناء، قال مسؤولون من مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود إن سفينة روسية تحمل وحدة من قوات مشاة البحرية لمكافحة الإرهاب وصلت إلى ميناء طرطوس السوري اليوم الاثنين.

وأوضحت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية أن السفينة العسكرية انضمت إلى سفينة استطلاع ومراقبة تابعة للبحرية الروسية موجودة بالفعل في طرطوس.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين في البحرية أن هدف روسيا من وجود السفينة والقوات في الميناء السوري في البحر المتوسط هو إظهار قلق الكرملين إزاء استقرار سوريا والمساعدة إذا تطلب الأمر في إجلاء المدنيين الروس من المنطقة.

ورغم إعلان الكرملين اتخاذ "موقف محايد من الصراع الدائر بين النظام السوري والمعارضة"، إلا أن موسكو تواصل إرسال شحنات الأسلحة إلى الحكومة السورية عبر منشآت تستأجرها في ميناء طرطوس.

أزمة إنسانية
في غضون ذلك، قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلينبرجر اليوم الاثنين إن الوضع الإنساني في سوريا سيزداد سوءا على الأرجح، مؤكدا الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف آثار عام من إراقة الدماء.

وزار كيلينبرجر موسكو ليطلب من روسيا المساعدة في إقناع الحكومة السورية بالسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى السوريين المحتجزين في مناطق القتال.

وتسعى اللجنة الدولية للصليب الأحمر للتوصل إلى هدنة مدتها ساعتان يوميا بين القوات الحكومية والمسلحين للسماح بنقل إمدادات إغاثة وإجلاء أشخاص لأسباب طبية.

وقال كيلينبرجر لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بداية المحادثات "تقييمنا للأسف هو أن الوضع الإنساني سيتدهور على الأرجح"، وأضاف أنه يريد أن ينقل تقييم اللجنة "وقناعاتنا بشأن أهم الإجراءات العاجلة التي يجب اتخاذها في المجال الإنساني".

وتمكنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر العربي السوري من الوصول إلى بعض المناطق التي تأثرت بالقتال، وقدمت لآلاف الأشخاص أطعمة وأدوية وسلعا أساسية أخرى، لكن كيلينبرجر قال إن هناك حاجة للسماح بدخول مناطق أخرى.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ثمانية آلاف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة، كما أجبر نحو 230 ألفا على الفرار من منازلهم منهم ثلاثون ألفا على الأقل فروا خارج البلاد. وفي المقابل تقول الحكومة إن ألفين من أفراد الجيش والشرطة قتلوا أيضا على يد من تصفهم بمجموعات إرهابية مسلحة ممولة من الخارج.

المصدر : الجزيرة + وكالات