مجزرة بإدلب في ذكرى الثورة السورية

قال ناشطون إنهم اكتشفوا اليوم 23 جثة بمدينة إدلب، في مجزرة جديدة تزامنت مع الذكرى الأولى لبداية الثورة بسوريا، في حين بلغ عدد قتلى اليوم 15 قتيلا بمختلف المناطق السورية، وتواصل نزوح اللاجئين السوريين بعبور ألف لاجئ نحو تركيا خلال 24 ساعة الماضية.

وأوضحت شبكة شام الإخبارية أنها وثقت أسماء 23 ضحية اكتشفت جثثهم اليوم الخميس بجانب مزرعة وادي خالد في الجهة الغربية من مدينة إدلب، وأوضحت أن الجثث كانت مقيدة الأيدي بأربطة بلاستيكية ومعصوبة الأعين، وقالت إن الضحايا أعدموا رميا بالرصاص في الرأس.

وأكد ناشطون أن من بين قتلى اليوم خمسة أشخاص سقطوا برصاص الأمن السوري في مدينة كفرنبل بمحافظة إدلب، وترافق ذلك مع استئناف قوات النظام قصفها لمدينة إدلب لليوم السادس على التوالي.

وفي مدينة نوى بـدرعا قتل شخص وجرح العشرات جراء إطلاق نار كثيف من قبل الأمن السوري. واقتحمت قوات الأمن بلدة مزيريب وبدأت حملة اعتقالات واسعة، وإطلاق رصاص عشوائي تسبب في سقوط عدد من الجرحى، فيما قامت قوات من الفرقة التاسعة والأمن العسكري بمداهمة منزل المنشق حسين شيخ الماوردي واعتقلت والده وأخوه وزوجته.

انفجارات بدمشق
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسماع دوي انفجارات في ساعات الصباح الأولى اليوم الخميس بمحافظة دمشق، وأوضح المرصد أن سيارة انفجرت في حي برزة بعد منتصف الليل، ولم  ترد أنباء عن سقوط ضحايا. واقتحمت آليات عسكرية مدرعة حي جوبر بالعاصمة السورية بالتزامن مع أصوات إطلاق رصاص كثيف.

كما قال ناشطون إن متظاهرين قطعوا الطريق الرئيسي في حييْ جوبر وركن الدين، مؤكدين اقتحام الحي بدباباتِ ومدرعات الجيش النظامي.

‪القصف على مدينة إدلب يستمر لليوم السادس على التوالي‬ (الفرنسية- أرشيف)
‪القصف على مدينة إدلب يستمر لليوم السادس على التوالي‬ (الفرنسية- أرشيف)

وفي ريف دمشق، هزت أصوات الانفجارات بلدة كفر بطنا، وأعقبها إطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة. وأفاد ناشطون من قرية العبادة بسقوط عدد من الجرحى خلال اقتحام القرية بالدبابات وسط إطلاق نار كثيف.

وتعرض حي الخالدية في حمص لقصف بعدة قذائف هاون واستهدف بإطلاق نار من الحواجز الأمنية المرابطة هناك.

وفي حماة تحدث ناشطون عن قصف عنيف على المنازل في طيبة الإمام بريف حماة، حيث يشن الجيش حملة دهم واعتقالات واسعة.

وأوضح ناشطون أن القورية بدير الزور شهدت شن قوات الأمن السورية حملة مداهمات، وسط إطلاق نار كثيف واشتباكات بين الجيش السوري الحر وقوات النظام.

وتزامن هذا مع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وعناصر منشقة في مدينة مو حسن بدير الزور، استخدمت فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف، وذلك إثر مهاجمة المجموعات المنشقة لمراكز الجيش النظامي بالمدينة.

مسيرات مؤيدة
وفي المقابل، تجمع سوريون في ساحات عدد من المدن، فيما يوصف "بالمسيرات العالمية من أجل سوريا" التي بدأت اليوم وتستمر ثلاثة أيام.

وعرض التلفزيون السوري صورا للمسيرات التي قال إنها "تؤيد الرئيس بشار الأسد، في إطار تحرك كل فئات المجتمع السوري لصد المؤامرة ضد سوريا".

وردد المشاركون في المسيرات -التي خرجت في دمشق- هتافات تندد بـ"الهجمة التي تتعرض لها سوريا"، وتدعو إلى "التمسك بالبرنامج الإصلاحي الذي أطلقه الأسد"، ورفعوا صوراً للرئيس الأسد وأعلاما سورية وروسية وفلسطينية ورايات لحزب الله اللبناني.

وتأتي هذه التطورات مع حلول الذكرى السنوية الأولى لقيام الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة ضد النظام السوري، والتي أسفر قمعها عن مقتل أكثر من 8500 شخص أغلبهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري.

عدد اللاجئين السوريين في تركيا وصل إلى 14 ألفا
عدد اللاجئين السوريين في تركيا وصل إلى 14 ألفا

تزايد اللاجئين
من جهة أخرى، أعلنت الخارجية التركية أن نحو ألف لاجئ سوري عبروا الحدود إلى داخل تركيا خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.

ودخل اللاجئون إلى مقاطعة هاتاي الحدودية هربا من العنف الدائر في بلدهم بعد اجتيازهم الألغام والأسلاك الشائكة. وكان معظم اللاجئين الجدد -وأغلبهم من النساء- فروا من مدينة إدلب التي تشهد قصفا عنيفا. ويقول مسؤولون إنه على مدى الأسابيع الماضية زاد عدد اللاجئين السوريين الذين يعبرون إلى تركيا يوميا ستة أضعاف، ليصل إجمالي عدد اللاجئين في تركيا إلى نحو 14 ألفا.

وضمن الدفعة الجديدة من اللاجئين ضابط رفيع المستوى في الجيش السوري انضم إلى صفوف المنشقين المتجمعين في تركيا تحت راية الجيش السوري الحر الذي يتمركز في هاتاي.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق أونال إنه "بالجنرال الذي وصل أمس (الأربعاء)، نستقبل حاليا سبعة جنرالات على جانبنا من الحدود".

وبدأ في منطقة شانلي أورفا جنوب شرق تركيا بناء مخيم جديد يتسع لعشرين ألف لاجئ، كما يجري بناء مخيم آخر في كيليش على الطريق الموصل إلى مدينة حلب.

وفي سياق متصل، صرح بشير أتالاي نائب رئيس الوزراء التركي لشبكة "أن تي في" بأن الإدارة السورية تزرع ألغاما على الحدود التركية حتى لا يتمكن اللاجئون من العبور إلى تركيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات