اتصالات مكثفة لأنان بسوريا قبل إفادته
يجري مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي أنان، اليوم الخميس "اتصالات مكثفة" مع السلطات السورية بشأن مقترحاته لوقف العنف هناك، وذلك قبل يوم واحد من إفادة وصفت بالحاسمة سيقدمها أمام مجلس الأمن الدولي غدا الجمعة.
وقال أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان في جنيف "باب الحوار ما زال مفتوحا. ما زلنا نتواصل مع السلطات السورية بشأن مقترحات السيد أنان".
وفي وقت سابق الأربعاء أشار فوزي إلى أن الردود السورية بشأن مقترحات أنان لحل المعضلة السورية "ناقصة" وأغفلت الرد على عدد من الأسئلة. لكن سوريا قالت إن ردودها على النقاط التي عرضها أنان على الرئيس بشار الأسد مطلع الأسبوع كانت "إيجابية".
ويقول دبلوماسيون إن إفادة أنان بشأن الوضع في سوريا ستكون حاسمة فيما يتعلق بمسعى واشنطن وحلفائها الأوروبيين لاعتماد مشروع قرار أممي يدين سوريا ويضمن وصول موظفي المعونة.
وقال الدبلوماسيون إن المحادثات بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والمغرب -العضو العربي فيه- بشأن مشروع قرار قد تعثرت، لكن من المتوقع أن تتسارع ثانية بعد إفادة أنان.
وأجهضت روسيا والصين حتى الآن مشروعي قرار في مجلس الأمن يدينان "القمع" في سوريا.
مرونة روسية
لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال هذا الأسبوع إن بلاده ترغب في إجماع بشأن سوريا في مجلس الأمن.
وقال إن روسيا قد تقبل مشروع قرار يتماشى مع اتفاق بينها وبين الجامعة العربية يدعو لوقف العنف ولمراقبة محايدة للوضع ولعدم التدخل الخارجي وإيصال المساعدات لكل السوريين وتأييد مساعي أنان في فتح حوار بين النظام والمعارضة.
وفي انتقاد غير مسبوق لنظام الأسد، اشتكى لافروف أمس "التأخر الكبير" في تطبيق الإصلاحات في سوريا.
وقال "كل نصائحنا للأسف لم تترجم إلى أفعال، ولم تطبق في الوقت المطلوب"، وإنْ تحدث عن "إصلاحات جيدة من شأنها تجديد النظام والانفتاح على التعددية".
وحذر لافروف -متحدثا في مجلس الدوما- نظام الأسد من تفاقم الأزمة ما لم يصغ "للنصائح".
ضغوط دبلوماسية
في هذه الأثناء قررت المملكة العربية السعودية سحب كل طاقمها الدبلوماسي من سوريا، وقالت إنها أغلقت ممثليتها الدبلوماسية في ضوء تطورات الوضع. وتعتبر السعودية إحدى أكثر الداعين لتسليح المعارضة، وهو ما تتحفظ عليه حاليا العديد من الدول العربية والغربية.
وجاءت خطوتها بعد أسابيع قليلة فقط من قرار مجلس التعاون الخليجي بطرد سفراء سوريا لديه وسحب سفرائه من دمشق.
وقلصت العديد من الدول العربية والغربية وجودها الدبلوماسي في سوريا. وقد أعلنت هولندا أمس هي الأخرى إغلاق سفارتها في دمشق بسبب تدهور الوضع الأمني.
ومن واشنطن استبعد الرئيس الأميركي باراك أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني الزائر ديفد كاميرون "تدخلا عسكريا مبكرا" في سوريا لأن ذلك سيؤدي -حسبه- إلى حرب أهلية، وهي حربٌ قال كاميرون إنه "لا مفر منها" إذا استمر القمع.
وأعلن كاميرون أنه يفضّل الضغط الدبلوماسي على الأسد لإجباره على التنحي، محذراً من أن قتل المدنيين "جرائم حرب سيحاكم عليها القضاء الدولي في الوقت المناسب"