انفجاران و9 قتلى في استقبال بانيتا بكابل
وفي حنوب البلاد أيضا، قال متحدث باسم الحكومة المحلية إن دراجة نارية ملغومة انفجرت وقتلت مسؤول استخبارات أفغانيا، وأصابت ثلاثة أشخاص -أحدهم مدني- في مدينة قندهار عاصمة الولاية التي شهدت الهجوم الذي أطلق فيه جندي أميركي النار على قرويين فقتل منهم 16 بينهم تسعة أطفال وثلاث نساء.
في غضون ذلك، وصل وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إلى أفغانستان اليوم الأربعاء، في زيارة تستغرق يومين بدأها بتفقد القوات الأميركية هناك. ومن المقرر أن يجري خلالها مباحثات مع مسؤولين أفغان، بينهم الرئيس حامد كرزاي ومسؤولون بولاية هلمند.
وقال بانيتا لجنوده إن واقعة مقتل المدنيين الأفغان برصاص الجندي الأميركي يوم الأحد الماضي لن تقوض العلاقات مع أفغانستان. وأضاف للجنود في معسكر ليذرنيك -وهو القاعدة الرئيسية لمشاة البحرية في هلمند- "رغم مأساوية أحداث العنف هذه فهي لن ترسم حدود العلاقة بين التحالف والقوات الأفغانية والشعب الأفغاني".
وتابع بانيتا -وهو أكبر مسؤول أميركي يزور أفغانستان منذ الواقعة- "سنواجه اختبارا وسنواجه تحديا من عدونا وتحديا من داخلنا وتحديا من جحيم الحرب".
في السياق نفسه، قال مسؤول أمن أفغاني -طلب عدم نشر اسمه- إن الأفغان الذين يحققون في واقعة إطلاق النار شاهدوا شريطا مصورا للجندي مأخوذا من كاميرا أمنية فوق قاعدته. وأضاف أن اللقطات تظهر الجندي بزيه العسكري وسلاحه مغطى بالقماش وهو يقترب من بوابة قاعدة بيلانداي للقوات الخاصة ويلقي بسلاحه مستسلما.
وقال المسؤول إنه تم عرض الشريط على المحققين للمساعدة في تبديد اعتقاد بين كثير من الأفغان -وبينهم عدد كبير من أعضاء البرلمان- بأن الواقعة شارك فيها أكثر من جندي نظرا لكثرة عدد الضحايا.
وبينما يطالب أعضاء البرلمان الأفغاني وذوو الضحايا بمحاكمة الجندي الأميركي في أفغانستان أمام محكمة أفغانية، قال مسؤولون في حلف شمال الأطلسي (ناتو) إن من السابق لأوانه تحديد ما إذا كانت المحاكمة ستتم في الولايات المتحدة أو أفغانستان إذا وجد المحققون ما يكفي من الأدلة لتوجيه اتهامات إليه، "لكن إن حدث ذلك فسيحاكم بموجب القانون الأميركي".
وجاء وصول بانيتا إلى هلمند بعد يوم واحد من اندلاع أول احتجاجات بسبب مذبحة يوم الأحد. ووقعت الاحتجاجات في مدينة جلال آباد شرقي البلاد حيث هتف نحو ألفي متظاهر "الموت لأميركا"، مطالبين الرئيس كرزاي برفض اتفاق إستراتيجي مزمع سيتيح لمستشارين أميركيين -وربما لقوات خاصة- بالبقاء في أفغانستان إلى ما بعد 2014.
وتجري مفاوضات وصفت بالصعبة بين واشنطن وكابل لتحديد شروط الوجود الأميركي في أفغانستان بعد نهاية العام 2014، موعد استكمال انسحاب القوات القتالية التابعة للقوة الدولية للمساعدة الأمنية بأفغانستان (إيساف).
وتأمل واشنطن سحب نحو 23 ألف جندي من أفغانستان بحلول نهاية موسم القتال في فصل الصيف القادم، ليبقى نحو 68 ألف جندي في البلاد.