موسكو وبكين تخشيان الربيع العربي

مندوب روسيا لدى مجلس الامن - مجلس الامن يعقد جلسة مفتوحة للتصويت على مشروع قرار أوربي عربي بشأن سوريا

مندوب روسيا في الأمم المتحدة يستخدم الفيتو ضد قرار التدخل في سوريا (الجزيرة-أرشيف)
مندوب روسيا في الأمم المتحدة يستخدم الفيتو ضد قرار التدخل في سوريا (الجزيرة-أرشيف)

قال تقرير أصدره المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات إن الصين وروسيا تخشيان من أن يمتد تأثير الثورات العربية إلى جوارهما.

وأضاف تقرير المركز -الذي يتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرا له- أن وصول الإسلاميين إلى الحكم في تونس ومصر واحتمال سيطرتهم أيضا في أكثر من بلد فاقم المخاوف لدى الصين وروسيا من أن تصل هذه الموجة إلى بلدان ومناطق مجاورة لهما.

تربة للإسلاميين
وينسب التقرير -الذي تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إلى مراقبين قولهم إن في كل من روسيا والصين أعدادا مهمة من السكان المسلمين، وهو ما يشكل "تربة" محتملة لنشاط الحركات الإسلامية، أو على الأقل تأثيرها.

فالصين -تضيف الوثيقة- "لديها ما لا يقل عن 25 مليون نسمة من المسلمين (2% من السكان تقريبا)، أما روسيا، فما لا يقل عن 25% من سكانها مسلمون (هم الآن في حدود 25 مليون نسمة من 145 مليونا) ينتشرون في مناطق مفتاحية خطيرة بالنسبة إلى روسيا (في القوقاز، وعلى البحر الأسود، وفي حوض الفولغا، وإلى الشرق في الأورال وسيبيريا)".

وفسر التقرير إشهار روسيا والصين قبل أيام حق الاعتراض (الفيتو) ضد مشروع قرار بشأن سوريا كان معروضا على مجلس الأمن بالقول إن "خط الدفاع عن مصالح موسكو وبكين في آسيا الوسطى يقع اليوم في المنطقة العربية".

وحددت الوثيقة العوامل التي تحكمت في الموقف الروسي الصيني في ما سمتها "الأنانية القومية"، وكذا في طموحات السياسة الخارجية للبلدين وأهدافها ووسائلها، ثم الخوف مما سمته "الإسلام السياسي وتأثيرات الربيع العربي".

دروس ليبيا
كما أضاف التقرير إلى هذه العوامل عاملين آخرين الأول رغبة الصين وروسيا في الدفاع عن آسيا الوسطى والقوقاز في الشرق الأوسط، والثاني سماه "دروس ليبيا"، في إشارة إلى موقف موسكو وبكين اللتين لم تعترضا العام الماضي على قرار مجلس الأمن الدولي 1973، الذي ترتب عنه فرض منطقة حظر طيران على ليبيا وأدى إلى تدخل عسكري دولي انتهى بإسقاط نظام العقيد الليبي معمر القذافي.

ويؤكد التقرير أن عدم الاعتراض على القرار 1973 أدى إلى انتهاء النفوذ الروسي في ليبيا ووقوف الصين متفرجة تقريبا.

ويضيف "نرى محاولات من روسيا والصين لاستعادة بعض مواقع القوة والنفوذ على المسرح العالمي (خاصة بالنسبة إلى الروس) ولتوسيع مجالات الاهتمام الإستراتيجية مع تنامي القوة الاقتصادية (بالنسبة إلى الصين)".

وتشير الوثيقة إلى أن أحداث الثورة الليبية "خلفت بعض المرارة لدى الروس والصينيين. فعدم اعتراضهم على قرار مجلس الأمن الذي أتاح التدخل لم يجعلهم راضين، ولم يعد عليهم بأي فائدة، حيث تم كل شيء باسم حلف شمال الأطلسي (ناتو)".

المصدر : الجزيرة