مساع لتوحيد الموقف الانتخابي لمسلمي كينيا

جانب من اجتماع لبعض قادة المؤسسات الإسلامية للتشاور حول الانتخابات
undefined

مهدي حاشي-نيروبي

تجري مساع حثيثة لبلورة موقف موحد للأقلية المسلمة في كينيا تجاه الانتخابات القادمة في البلاد، وسط خلافات بين قادة المسلمين أنفسهم الذين وقفوا في انتخابات 2007 إلى جانب مرشح المعارضة رئيس الوزراء الحالي راييلا أودينغا.

ويشكل المسلمون -الذين لهم حضور قوي في المجالات السياسية والاقتصادية في كينيا- نحو 35% (وغالبية السكان من المسيحيين)، يقطن معظمهم في المناطق الساحلية والشمالية الشرقية، ويمثلهم في البرلمان الحالي 32 عضوا بينهم نائب لرئيس البرلمان، كما يتولى المسلمون مناصب مهمة من بينها وزارة الدفاع ولجنة الانتخابات.

وتشهد كينيا بعد شهرين انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية حاسمة هي الأولى من نوعها منذ إقرار الدستور الجديد للبلاد، وتجري حاليا حملات انتخابية محمومة واستقطابات وتحالفات بين مرشحين محتملين وأحزاب.

وتدور المنافسة بشكل رئيسي بين الحركة الديمقراطية البرتقالية التي يتزعمها رئيس الوزراء الحالي راييلا أودينغا وحزب التحالف الوطني الذي يقوده أوهورو كينياتا ابن أول رئيس لكينيا.

معاذ أمان مرشح بدائرة مومياس غرب كينيا يقترح الاتفاق على مرشح واحد (الجزيرة نت)
معاذ أمان مرشح بدائرة مومياس غرب كينيا يقترح الاتفاق على مرشح واحد (الجزيرة نت)

عقبات
ويقول المحاضر في جامعة نيروبي الدكتور أحمد عبد اللطيف للجزيرة نت إن هناك عقبات كثيرة تحول دون توحيد مسلمي كينيا على موقف واحد من الانتخابات القادمة، وأشار إلى تضارب المصالح بين السياسيين الذين يمثلون المسلمين.

من جهته، يرى المحاضر في جامعة المستقبل بقاريسا عبد الرشيد عدو في حديثه للجزيرة نت أن المسلمين في كينيا يفتقرون إلى قيادة موحدة توجههم، ويشير إلى وجود عشرات المؤسسات والجمعيات والمرجعيات التي تمثل المسلمين، لكن كل طرف يبحث عن مصالحه دون الأخذ بعين الاعتبار مصلحة المسلمين الذين يواجهون تحديات كبيرة.

وكانت الأقلية المسلمة قد صوتت في انتخابات 2007 لصالح رئيس الوزراء الحالي راييلا أودينغا، الذي قبل تقاسم السلطة حينها مع الرئيس مواي كيباكي بعد صدامات دامية نتيجة لادعاء كلا الطرفين الفوز فيها.

ويضيف عبد الرشيد عدو أن العامل القبلي يلعب دورا كبيرا في الانتخابات بكينيا، خاصة في القرى والأرياف حيث يشكل الثقل الانتخابي بعيدا عن الباعث الديني.

من جهته يقول معاذ أمان، وهو مرشح عن دائرة مومياس بغرب كينيا للجزيرة نت، إن الوعي السياسي للمسلمين لا يمكن مقارنته بمنافسيهم، ويقترح حلا وسطا أن يتفق المسلمون على مرشح رئاسي واحد، وهذا ممكن على عكس البرلمان وحكام الولايات والإدارات المحلية التي يلعب الولاء القبلي الدور الأهم فيها ويشتد التنافس عليها.

تأييد
وكان بعض قادة المؤسسات الإسلامية في كينيا قد أعلنوا تأييدهم نهاية الأسبوع الحالي للمرشح الأبرز راييلا أودينغا وعدّوه الخيار الأفضل للمسلمين.

وقال رئيس مجلس أمناء المسجد الجامع الشيخ محمد ورفا -في اجتماع ضم بعض قادة الأقلية المسلمة مع رئيس الوزراء- إنهم قرروا تأييد راييلا لأنه يسعى لتحقيق المساواة والعدالة للمجتمعات المهمشة.

من جهته، قال رئيس مجلس علماء كينيا خلفان خميس للجزيرة نت إنهم يرون أن المرشح راييلا هو الأفضل للمسلمين لأنه يؤيد حقوقهم داعيا للتصويت لصالحه.

رئيس مجلس علماء كينيا الشيخ خلفان خميس: المرشح راييلا أودينغا هو الأفضل (الجزيرة نت)
رئيس مجلس علماء كينيا الشيخ خلفان خميس: المرشح راييلا أودينغا هو الأفضل (الجزيرة نت)

واعترف المجتمعون الذين أيدوا راييلا بأنهم لا يمثلون جميع المسلمين بكينيا، لكنهم يسعون لإيجاد أرضية تسمح بلم شمل السياسيين المسلمين والدفاع عن مصالحهم وإيصال رسالة لصانع القرار مفادها أن المسلمين لهم الثقل السياسي.

بدوره، وعد المرشح الرئاسي راييلا أودينغا بتوزيع عادل لثروات البلاد واستعادة الأمن، في حال انتخب، وهما من أكثر القضايا التي تؤرق المسلمين في كينيا.

ويقول العديد من المسلمين الذين استطلعت الجزيرة نت آراءهم إن حزب راييلا يؤيد بعض مطالب المسلمين، ومن أهمها "القضاء الشرعي" الذي أيده الحزب أثناء الاستفتاء على الدستور الحالي عام 2010 مقابل اعتراض الكنائس المتنفذة ومنافسي راييلا.

غير أن العديد منهم يرون أن المسلمين لم يستفيدوا شيئا من تأييد راييلا في الانتخابات السابقة، ويقول مدير مركز الإنجاز للاستشارات بكينيا الدكتور عبد الله حسن إن قادة المؤسسات الإسلامية لهم تأثير قليل جدا على المواطن المسلم فيما يتعلق بالانتخابات، وأكد أن الكلمة النهائية بشأن من يذهب إليه الصوت الإسلامي هي للقادة السياسيين الذين يمثلونه في المؤسسات السياسية وليست للمشايخ رغم أهميتهم.

المصدر : الجزيرة