خطة لإشراك طالبان أفغانستان بالحكم
وضعت الحكومة الأفغانية "خريطة طريق لعملية السلام" مؤلفة من خمس نقاط قد تسمح بإشراك حركة طالبان بالحكومة، وذلك مع تسارع جهود التوصل لسلام قبل انسحاب القوات الغربية بشكل نهائي من البلاد.
وتحدد الوثيقة -المؤلفة من أربع صفحات وضعها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ما يسمى المجلس الأعلى للسلام التابع للحكومة- رؤية "تتخلى بموجبها حركة طالبان وجماعة الحزب الإسلامي (يتزعمها قلب الدين حكمتيار) وغيرهما من الجماعات المسلحة المعارضة عن أسلحتها" بحلول 2015.
وتؤكد أنه بحلول ذلك الموعد ستتحول تلك الجماعات "من كيانات عسكرية إلى جماعات سياسية تشارك بشكل نشط في العملية السياسية والدستورية في البلاد بما في ذلك الانتخابات العامة".
وتشتمل الوثيقة على خطوات لإثبات حسن النية أولاها الإفراج عن عدد من معتقلي طالبان بالسجون الباكستانية.
وتدعو الخطوة الثانية إلى القيام بإجراءات أولية باتجاه إجراء مفاوضات رسمية مباشرة مع طالبان بالسعودية في النصف الأول من العام المقبل بدعم من الولايات المتحدة وباكستان.
ولتسهيل ذلك ستعمل الولايات المتحدة والأمم المتحدة على "شطب العقوبات المفروضة على زعماء طالبان وغيرها من الجماعات المعارضة المسلحة".
وتدعو الخطوة الثالثة من خريطة الطريق التي من المفترض أن يبدأ تطبيقها بالنصف الثاني من 2013، إلى التوصل إلى اتفاقات لوقف النار وتحويل حركة طالبان وغيرها من الجماعات المسلحة إلى أحزاب سياسية يمكنها أن تشارك بالانتخابات.
كما يمكن لزعماء طالبان المشاركة في "هيكل السلطة في الدولة على أن يشمل ذلك مناصب غير منتخبة على مختلف المستويات" وفق الوثيقة.
وتشتمل الخطوات النهائية من الخطة على ضمان نهاية سلمية للنزاع خلال النصف الأول من 2014 وخطوات للحفاظ على "الأمن والاستقرار في أفغانستان والمنطقة على المدى الطويل".
وتنص المبادئ التي تحكم عملية السلام على أن تسعى طالبان لـ"قطع علاقاتها مع القاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية وتنبذ العنف بشكل حقيقي".
ويشكك مراقبون في إمكانية أن تحقق هذه الوثيقة تقدما ملموسا باتجاه السلام بحلول عام 2015.
يُشار إلى أنه من المقرر أن تنسحب القوات الاميركية والغربية القتالية من أفغانستان عام 2014 وهو ما يثير مخاوف من اندلاع حرب أهلية، مما دفع لتسريع جهود البحث عن طرق للتوصل إلى سلام دائم بالبلاد.
وفي هذا الإطار شهدت التحركات الدبلوماسية الحثيثة التي جرت مؤخرا اجتماعات بين الحكومتين الأفغانية والباكستانية في إسلام آباد وأنقرة، وتشارك طالبان في مؤتمر يعقد بفرنسا هذا الأسبوع مع مسؤولين حكوميين، بحضور جماعات للمعارضة.