سباق البيت الأبيض يشتد قبيل بدء التصويت

يشتد التنافس بين مرشحيْ انتخابات الرئاسة الأميركية الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري مت رومني، ويواصلان جولاتهما المكوكية في عدد من الولايات المتأرجحة والحاسمة في تحديد ساكن البيت الأبيض للسنوات الأربع المقبلة، وذلك قبيل ساعات من فتح مراكز الاقتراع للتصويت.

ودعا رومني الناخبين -وهم يتجهون إلى صناديق الاقتراع- إلى الحكم على سجل أوباما الفعلي لا إلى وعوده التي قال إنه لم يحقق منها الكثير.

وفي المقابل، قلّل الرئيس أوباما من أهمية تصريحات غريمه الجمهوري، واستعرض الإنجازات التي تمكنت حكومته من إحرازها خلال السنوات الأربع الماضية، محذرا الناخبين من التقاعس يوم الانتخابات، وداعيا إياهم للذهاب للتصويت للمرشح الذي يختارونه. 

وأظهر استطلاع لرويترز وإبسوس عشية انتخابات الرئاسة الأميركية أن السباق إلى البيت الأبيض بين الرئيس أوباما ومنافسه رومني ما زال محتدما، مع اشتداد المنافسة بين المرشحين في أربع ولايات محورية قد تحسم نتيجة الانتخابات التي ستجرى اليوم الثلاثاء. 

سباق محتدم
وأشار الاستطلاع إلى أن أوباما حافظ على تقدم بفارق أربع نقاط في ولاية أوهايو، وعلى تفوق أقل حجما في فرجينيا وكولورادو، في حين تقدم رومني بفارق نقطة مئوية واحدة في فلوريدا.

وفي أوهايو -التي ربما تكون الولاية الأكثر محورية- حصل أوباما على تأييد 50% من ناخبين يرجح أن يدلوا بأصواتهم، في حين أيد 46% رومني.

السباق احتدم بين أوباما ورومني قبل ساعات من فتح مراكز الاقتراع (الفرنسية)
السباق احتدم بين أوباما ورومني قبل ساعات من فتح مراكز الاقتراع (الفرنسية)

وفي فرجينيا تقدم أوباما بفارق صغير بحصوله على 48% من أصوات ناخبين يرجح أن يدلوا بأصواتهم، في حين حصل رومني على 46%، وفي كولورادو تقدم أوباما بفارق طفيف بحصوله على 48%، مقابل 47% لرومني. 

وفي فلوريدا تقدم رومني بفارق ضئيل بنيله 48%، في حين حصل منافسه الديمقراطي أوباما على 47%.

ويحمل الاستطلاع -الذي يجرى عبر الإنترنت على المستوى الوطني- هامش خطأ قدره زائد أو ناقص 3.4 نقطة مئوية. 

حملة ماراثونية
وكان الرئيس أوباما ومنافسه الجمهوري رومني قد بدآ الاثنين حملة ماراثونية، وناشدا أنصارهما المساعدة في الانتخابات.

وبعد أشهر من سباق محموم ومن مئات ملايين الدولارات التي أنفقت على الدعاية الانتخابية، لم ينجح أي من المرشحين في التقدم على الآخر في استطلاعات الرأي، إذ كشفت الاستطلاعات الأربعة الكبرى التي أجريت على المستوى الوطني الأحد انقسام البلاد أكثر من أي وقت مضى بين المرشحين.

وفي الواقع، فإن انتخاب الرئيس المقبل للولايات المتحدة سيكون في أيدي ناخبي عشر ولايات حاسمة خصها المرشحان بجولاتهما الأخيرة في الحملة. ويصب هذا النظام إلى حد ما في صالح الرئيس أوباما الذي يكفيه الفوز بعدد منها ليبقى في البيت الأبيض، في حين يتعين على رومني الفوز فيها كلها تقريبا وخاصة أوهايو.

أوهايو
وحرص المرشحان على زيارة ولاية أوهايو عشية الانتخابات، نظرا لأنها ولاية مهمة في معادلة الانتخابات. وقال مساعدو رومني إنه يشعر بالتفاؤل في الانتخابات التي أظهرت استطلاعات الرأي تقارب المرشحين فيها.

غير أن الاستطلاعات تظهر تقدم الرئيس بأغلبية بسيطة ولكن ثابته في أوهايو، وقد تكون الفرصة أكبر أمام أوباما للفوز في الولايات القليلة الحاسمة التي ستقرر نتيجة الانتخابات.

أوباما داخل أحد مقار حملته بمدينة كولمبوس بولاية أوهايو المهمة في معادلة الانتخابات (الفرنسية)
أوباما داخل أحد مقار حملته بمدينة كولمبوس بولاية أوهايو المهمة في معادلة الانتخابات (الفرنسية)

وسيدلي رومني بصوته صباح الثلاثاء في بلمونت في ماساشوسيتس حيث يقيم.

وفي آخر خطوة مفاجئة من برنامجه، سيتوجه على إثر التصويت عائدا إلى أوهايو الثلاثاء يوم الانتخابات لعقد اجتماعه الانتخابي الـ21 والأخير في هذه الولاية في غضون شهر.

وكان أوباما -المدعوم من شخصيات بارزة بينها الرئيس السابق بيل كلينتون ووزير الخارجية السابق كولن باول- قد عرض الأحد في تجمعات انتخابية بهوليوود في فلوريدا إنجازات إدارته، وعدّ على رأسها إخراج الاقتصاد من أزمة 2008 من خلال تشغيل 5.5 ملايين عاطل، وإعادة صناعة السيارات إلى سالف نشاطها.

كما أشار إلى انتهاء الحرب في العراق، وقرب موعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، وقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان العام الماضي.

وفي المقابل، انتقد رومني أداء إدارة أوباما الاقتصادي، ووعد بتغيير منذ "اليوم الأول" في حال انتخابه رئيسا.

وقبل يوم الاقتراع الحاسم، صوت ثلاثون مليون أميركي استباقيا، ويدعي كل من أوباما ورومني أن التصويت الاستباقي كان لمصلحته.

وقبل ساعات من موعد الثلاثاء، أُثيرت شكاوى تتعلق ببعض المشاكل التي حدثت الأيام الماضية في بعض مكاتب الاقتراع، وتشمل وجود طوابير طويلة، كما هو الحال في فلوريدا.

تصويت خاص
وفي نيويورك، قال أندرو كومو حاكم نيويورك الاثنين إن الناخبين في الولاية الذين تأثروا بالعاصفة ساندي سيسمح لهم بالإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة غدا في أي مكان اقتراع على أن يقدموا إقرارا مكتوبا.

وقال كومو إنه سيوقع اليوم أمرا تنفيذيا سيسمح للناخبين بالإدلاء بأصواتهم في مراكز اقتراع غير تلك المسجلين فيها، وأضاف أنه اتخذ هذا القرار بدافع القلق من أن مئات الآلاف من سكان نيويورك قد يحرمون من حق التصويت نتيجة للأضرار التي لحقت بالكثير من مراكز الاقتراع في العاصفة ساندي التي ضربت الساحل الشرقي للولايات المتحدة قبل أسبوع.

وقال كومو -في مؤتمر صحفي- "هذا الأمر التنفيذي الذي أوقعه اليوم خطوة استثنائية في ذلك الاتجاه".

المصدر : الجزيرة + وكالات